عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما أتمناه من الرئيس القادم

لا شك أن مصر متخمة بالمشاكل التي لا أول لها ولا آخر. الأوضاع في مصر عامة لا تشجع أي مرشح لتولي إدارة البلاد، إلا إذا كان وطنيا، حقا مخلصا للشعب، مؤمنا بضرورة انتشال مصر من المستنقع الذي وقعت في.

في تقديري، إن أهم مشاكل مصر هي إعادة بناء الإنسان المصري، فمن المعروف والثابت يقينا انه لن تقوم لأي شعب قائمة ولن ينهض أي بلد إلا علي اكتاف وأعناق ابنائها بالعرق والجهد والكفاح والتضحية. وبنظرة سريعة علي بلدان أوروبا وآسيا بعد الحرب العالمية الثانية، نجد أنها دمرت تماما وخاصة إنجلترا والمانيا وفرنسا واليابان وكوريا والعديد من البلدان الأخرى في القارتين التي اصيبت بأضرار بالغة من جراء الحرب، هذه الدول تحطمت اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا ومرافقا وكل شيء، ورغم ذلك استطاعت بعزيمة أبنائها ووطنية شعوبها وإخلاص حكامها أن تقوم مرة أخري ووقفت علي قدميها حتي وصلت إلي مصاف الدول الكبرى والعظمي في العالم.
الشعوب هي التي تبني أوطانها ولكي تبني لابد أن تكون هناك ثقة كبيرة بينها وبين حكامها ولابد أن تعود روح الوطنية والفداء والحب للوطن هذا كله هو مهمة الرئيس الجديد لمصر.
مع الأسف الشديد السنوات الستين الماضية أصيب أغلب شعبنا بأمراض مزمنة كالتكاسل والتباطؤ واللامبالاة وأن يأخذ ولا يعطي وعدم احترام القانون والتسيب في كل شيء حتي اخلاقنا وقيمنا الراسخة وحضارتنا اهتزت بيننا ولم تترك لا غنيا ولا فقيرا إلا وتأثرت أخلاقه وقيمه ومبادئه. السنوات الستون الماضية كانت وبالا علينا اكثر من الأضرار المالية التي اصابتنا نتيجة الحروب التي اقحمنا أنفسنا فيها.
ما أتمناه من الرئيس الجديد ان يحاول جاهدا إعادة بناء الإنسان المصري، فلابد من مصارحة الشعب بالمشاكل الجسام المحيطة بالوطن من كل جانب وكل صوب، ولابد للشعب أن يعرف بوضوح وصدق حقيقة الأوضاع التي وصلت إليها البلاد نتيجة للإهمال الجسيم الذي أصيبت به في السنوات الستين الماضية، ولكي نعيد ما أفسده الدهر لابد من العرق والجهد والتضحية.
تشيرشيل رئيس وزراء بريطانيا الذي قادها في الحربين العالمية الثانية الي النصر، أصر شعبه علي أن يبقيه في إدارة البلاد بعد انتصار انجلترا في الحرب، وأمام إصرار هذا الشعب للإبقاء تشيرشيل قال لهم قولته الشهيرة (لا أعدكم إلا بالعرق والدم والدموع) هكذا كان الرئيس تشيرشيل واضحا صريحا قاسيا علي شعبه لمصلحة وطنه، وما حدث في

انجلترا حدث أيضا في فرنسا مع الرئيس الراحل شارل ديجول، ورغم احتلال اليابان وكوريا والمانيا إلا أن شعوب هذه الدول انفسهم هم الذين اعادوا بلدانهم دون الحاجة الي قائد يقودهم.
الشعوب هي التي تبني وهي التي تنتشل الوطن من الظلمات الي النور، أما الرئيس فمهمته قيادة الشعب وإعادة الانتماء إليه والثقة بينهما، بدون الثقة بين الشعب وإعادة الانتماء، فلا أمل ولا رجاء ولابد للرئيس الجديد أن يصارح شعبه بمنتها الوضوح ان المساعدات أو المعونات الخارجية ، قطرة في بحر التقدم والرقي وأن الذي سينقذنا ويصل بنا إلي بر الأمان هو الشعب وحده بكفاحه وجهده وعرقه.
أنا لا أريد أن أتحدث عن شعب مصر وخلقه وقيمه وجهده وعرقه واتقانه في عمله في الماضي، أحمد الله انني قد شاهدت بنفسي وعشت بين شعبنا في الماضي ورأيت الخلق الكريم والقيم النبيلة والمحبة وتبادل الود والتعاون وحب الوطن والفداء في سبيله واخلاص الشعب للشعب، لقد كانت مصر في ذلك الوقت دائنة لأغلب دول أوروبا وكانت عملتها من أقوي عملات العالم، كان إنتاجها وخاصة المنسوجات القطنية افضل إنتاج في العالم كله، وهذا كان بعرق وجهد شعب مصر.
مهمة الرئيس الجديد الأولي هي محاولة إعادة بناء الإنسان المصري من جديد وعودة خلقه وقيمه وامجاده وحبه لوطنه بدون ذلك فلا أمل في إصلاح جدي للمشاكل الجسام الأخرى. البلاد لا تقوم إلا علي اكتاف أبنائها وعرق شعبها، فبغير ذلك سنعود مرة أخري لسياسات الترقيع وإعطاء المسكنات التي لم ولن تفلح أبدا.
عاشت مصر وعاش كل مخلص أمين لها.