عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من المستشارون الحقيقيون؟

فى بداية هذا الأسبوع – تحديداً يوم الأحد الماضى – اجتمع سيادة الرئيس محمد مرسى بالفريق الرئاسى من مستشاريه ومساعديه. كما سبق لسيادته أن اجتمع ببعض الوزراء فرادى، مثل وزير الحربية ووزير الداخلية ووزير الخارجية وغيرهم.. ومن المعروف أن أحد مساعدى الرئيس المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين – وتحديدا الدكتور عصام الحداد - كثيرا ما يتردد على مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ويحضر اجتماعاته، كإشارة إلى أن هناك اتصالات مستمرة تجرى بين مكتب الارشاد وبين سيادة الرئيس.

مصر الآن أصبح لها رئيس منتخب، يعاونه عدد كبير من المساعدين والمستشارين، فضلا عن سيادة المستشار نائب الرئيس، كما يوجد أيضا رئيس للوزراء ومجلس للوزراء. كيف بعد كل ذلك نفاجئ بهذا الظهور على الساحة السياسية من المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الارشاد. فمن صاحب الرأى والقرار بين كل هؤلاء؟ صحيح من البادى أن الكلمة الأولى والأخيرة لسيادة الرئيس. ولكن، أليس من الطبيعى – مع ظهور المرشد العام ومكتب الارشاد - أن يكون هناك تأثير لكليهما على القرارات الصادرة من سيادة الرئيس، لاسيما وأنه وحتى يومنا هذا مازال - هو وكل مساعديه ومستشاريه المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين - أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين وتحديدا بمكتب الارشاد، كما أنهم قد أقسموا يمين الطاعة والولاء للمرشد العام.
السؤال الآن، إن كان هناك موضوع معين مطروح للبحث، وكان للمستشارين والمساعدين رأى معين، كما كان لمجلس الوزراء رأى آخر، ثم كان للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الارشاد رأى ثالث. فأى رأى من هذه الآراء الثلاثة سيكون موضع الاهتمام والتطبيق؟ فى تقديرى أن رأى المرشد العام ومكتب الارشاد سيكون هو الأقرب للتنفيذ، هذا لسبب بسيط ألا وهو أن سيادة الرئيس – ومعاونيه بالمؤسسة الرئاسية - مازالوا محتفظين بعضويتهم بمكتب الإرشاد ومازالوا مرتبطين بيمين الولاء والطاعة للمرشد العام.
سؤال آخر.. إذا كان سيادة الرئيس سيأخذ فى النهاية برأى المرشد العام ومن حوله بمكتب الارشاد، لماذا إذن كل هذا الجمع الخفير من المساعدين والمستشارين ونائب الرئيس؟ ولو أضفنا إلى ذلك أن هناك رئيساً للوزراء، يعاونه عدد كبير من الوزراء. كل هؤلاء مفروض أنهم هم المنوط بهم إدارة البلاد، وبالتالى فإن رأيهم يجب أن يكون الأولى

بالتنفيذ، باعتبار أنهم هم الأقرب لواقع المشاكل التى تحيط بمصر وشعب مصر.
أعود فأقول.. هل يا ترى أن الفريق الرئاسى ومعه نائب الرئيس والمساعدين والمستشارين، مجرد ستار يلعب من خلفه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الارشاد؟ إن هيئة المستشارين والمساعدين لسيادة الرئيس، ممكن أن يكون لهم أهمية، لو كان رأيهم سيكون محل نظر عند اتخاذ القرار. هذا الجمع الخفير، إذا كان رأيهم فى الغالب لن يؤثر إذا ما تعارض مع رأى المرشد العام ومن حوله فى مكتب الإرشاد. فمن الأفضل الاستغناء عنهم والاكتفاء برأى المرشد العام ومن حوله، ثم من بعده رأى رئيس الوزراء والوزراء.
هل يا ترى فى الأيام القادمة سيفاجئنا سيادة الرئيس، بالظهور فى جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، معلنا أمام الشعب المصر كله، انهاء ارتباطه هو وكل مؤسسة الرئاسة بجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الارشاد، وأنه تحديدا وبصفة خاصة قد قطع كل علاقة له بالجماعة ومكتب الإرشاد، كما تخلى عن قسمه الذى اتخذه بالولاء والطاعة للمرشد العام. المفروض أن سيادة الرئيس ومؤسسة الرئاسة كلها تستهدف الصالح العام للمصريين جميعا دون فئة أو طائفة. فيجب على الرئيس أن يستلهم آراءه وقراراته من الشعب المصرى كله، ممثلا فى مساعديه ومستشاريه ووزرائه.
يجب ألا يغيب عن سيادة الرئيس أنه قد فاز بمقعد الرئاسة بفارق ليس بالكبير، عن منافسه، مما يشير إلى أن هناك معارضين كثيرين قد يزداد عددهم فيما لو لم يوفق سيادته فيما وعد به شعب مصر.