عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكر السكاكينى وديكتاتور شرم الشيخ

بالرغم أننى لست شتاما ولا لعانا ولا أحب الشتامين  جاء عنوان مقالتي اليوم بهذا العنوان بعد زيارتي لحكر السكاكينى الكائن خلف قسم شرطة الشرابية – محافظة القاهرة

وهالني ما رأيته وأفزعني ما لمسته من مظاهر الفقر المدقع  رأيت أناسا يعيشون تحت خط الفقر يعيشون فى الجحور كالفئران  بل الفئران أحسن حالا ( أعتذر عن هذا الوصف ) لكنها الحقيقة المرة  والحال لا يقتصر على شخص بعينه يعيش هذا الحال بل أهل الحكر جميعا  رأيتهم بوجوههم البسيطة  وقلوبهم الطيبة  وكرامتهم التى تعلو على كل كرامة  دخلت أحد هذى البيوت ورغم أنى قصير القامة  لم أتمكن من دخول المنزل مستقيما  بل اضطررت ورفاقى الى الانحناء بشدة حتى نتمكن من الدلوف للمنزل  فوجدت ثلاثة عشر غرفة موزعة عشوائيا على طابقين ويصعد للطابق الثانى بسلم خشبي يدوى الصنع  ومتهالك  يحتاج إلى أكروبات ليتمكن الصاعد من ارتقاؤه  ويسكن هذا المنزل عشرة أسر كل أسرة مكونة من ستة أفراد تقريبا ويستعملون جميعا حماما صغيرا جدا ( يدوب يقف فيه الشخص بجنبه ) اجمالى عدد شاغلي هذا القبر أقصد المنزل حوالى ستون شخصا من مختلف الأعمار  رأيت سريرا متواضعا فى كل غرفة ينام على السرير بعضهم وينام تحته الباقون  رأيت الصرف الصحى بالدور الأول بركا لا يستطيع المرور منه إلا بأعمال بهلوانية تحتاج إلى تدريب مكثف

واللافت للنظر عند مناقشة أحدى هذه الأسر التى تسكن هذا القبو الغير أدمى وجدتهم لا يسألون الناس إلحافا  ولم يطلب أيا منهم طلبا شخصيا أو مساعدة لنفسه  وجدتهم جميعا يتحدثون عن القهر الجماعى والفقر الاجتماعي  والتفات المجتمع عنهم  وتجاهل المسئولون الحكوميون لهم، وتهميشهم وكأنهم لاجئون فى هذا البلد  وليسوا مواطنيه

ومع هذه الصورة المزرية لحال أبناء مصر  أنكرهم المجتمع ولم ينكروه تقابلنا مع أحدهم  وكان كريما للغاية  ودودا بالفطرة  شامخا كمسلات مصر الفرعونية  أحسن ضيافتنا ورفض المساعدة مقابل ذلك  وتعرفنا على أحد أبناؤه فوجدناه أنهى دراسة الضيافة الجوية  ووجدنا فى ركن ركين بالغرفة الوحيدة التى تعيش فيها الأسرة كلها جهاز كمبيوتر  تعلم عليه الأبناء قواعد الحاسب الآلي  ما هذا الجوهر الرائع لهؤلاء الناس ؟

وعلى النقيض والدموع فى عينى غلبتني أشواقها فى الانهمار  وبللت وجهى وجزء من ملابسي  عندما تمثلت فى خاطري القصور والمنتجعات فى شرم الشيخ  والقصور فى الشيخ زايد ، والقاهرة الجديدة  والشروق وبالم هيلز ومدينتي  وقارنت نفسى

بدون قصد أو بقصد لا أدرى بين الحالتين :

أناس يعيشون خارج أسوار الحياة

أناس يعيشون كافة مباهج الحياة             

حتى أن الظن أخذني بعيد سائلا الخالق سبحانه وتعالى ( ياربى هل سيحاسب هؤلاء كهؤلاء )

وسألت حاكمنا السابق ( هل تعرف حكر السكاكينى فى مصر ؟ ) وكافة الأحياء التى تشبهه بل تزيد عليه فقرا وجهلا وظلما

استحلفه بالله وساكنى القصور وشاغلى المناصب فى الدولة من رئيس الوزراء بعد رئيس الدولة  مرورا بالوزراء والمحافظين ورؤساء الأحياء والمدن والقرى  اسأل الصحافة  واسأل وزير العدل  يارب العدل فى هذا القطر  اسأل كل من له ضمير حى أو تبقى له شئ من ضمير  كيف تنامون وآخرون يرتعدون ببرد الليل فى ليل أدهم  ويصطلون بشمس النهار

كيف تأكلوا وتملؤا بطونكم وأخرون يتضورون جوعاولا يكادوا يلبسوا إلا ما يستر عورتهم ولم أتلقى ردا على سؤالى

هنا تأكدت أن ثوره 25يناير

تأخرت كثيرا وأنها يجب أن تؤتى ثمارها بمحاسبة كل فاسد وناهب كبر هذا السارق أم صغر برد ما سرقة وإعادة توزيعه على كافة أبناء الشعب مع إعادة توزيع الثروة ويكون لكل فرد نصيب من الدخل القومى يكفل حياه كريمة وقبل هذا كله يعاقب الفاسدين عقابا  أراه عادلا ويراه غيرا غير معقول وهو أن تتبدل الأدوار وقبل تطوير هذه العشوائيات (يفضل إزالتها بالكامل) وطرح بدائل لها لا يؤثر على أعمال وحرف ومهن ونشاط تجارى لساكني هذه القبورة حيث يشغل ساكني القصور والفيلات والمنتجعات هذه المساكن العشوائية لمده عام على الأقل ليذوقوا مل ذاق ساكنوها تكفيرا عما ارتكبت أيديهم لعل الله يغفر لهم سوء أعمالهم.