عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحيوانات تحتل رأس البر والسياح "يهربون"

بوابة الوفد الإلكترونية

قديماً عندما كانت تذكر رأس البر كانت تقفز الينا المناظر الخلابة والهدوء والراحة.. الآن ما أن تذكر رأس البر تتبادر الى أذهاننا الزحام والباعة الجائلون

والأبقار التي ترعى في الشوارع وتجوب المدينة ذهاباً وإياباً دون أن يعترض طريقها أحد لدرجة أنها ترعى داخل الحدائق وتتغذى على النجيلة التي تحملت الدولة ميزانية قدرت بعشرات الآلاف من الجنيهات لتأكلها في النهاية أبقار البدو، الغريب أنك تشاهد سيارات الكارو محملة بالقمامة والتي تجرها الحمير سيراً أمام الوحدة المحلية دون أي اعتراض رغم أن هناك قرارات تحرم دخولها الى المصيف ومع ذلك ضرب بكل القرارات عرض الحائط، تجولنا داخل المدينة لنقل الصورة والتعرف على آراء المواطنين فلفت انتباهنا وقفة احتجاجية لبعض الأهالي والتعرف على السبب.
يقول حسن محمود: من أهم المشكلات التي تعاني منها المدينة هو مصنع السماد العضوي الكائن بمدخل المدينة حيث يستقبل القمامة الناتجة عن رأس البر وأيضاً الخارجة من كفر سعد وكفر البطيخ والوسطاني وبعض القرى الأخرى رغم أن قدرته الاستيعابية ضعيفة جداً، لأنه كان مخصصاً لرأس البر فقط، وبالتالي يتم التخلص من أطنان القمامة بالقرب منه على مساحة 4 أفدنة وذلك بإحراقها لتتصاعد منها الأدخنة يومياً بسبب حرق المخلفات العضوية والكيماوية وتمرض في صدورنا وصدور أطفالنا الذين ظهر عليهم الأمراض الرئوية، فأسرعنا الى مجلس المدينة للاستغاثة به دون أن يتحرك أحد بل على العكس اتهمونا بالبلطجة وتعطيل المصالح العامة.
ويضيف علاء نصار: إن الأخطر من ذلك هو احتلال البدو المدينة الذين سكنوا بالقرب من القمامة منها ألف بقرة تعيش على القمامة دون أي اعتراض من الصحة أو البيئة، فمن المعروف أن ما يتغذى علي القمامة هو الخنزير وليس الأبقار وبالتالي تحولت تلك الأبقار الى خنازير تنتج لحوماً ناتجة من علف القمامة توزع لحومها وألبانها على أهالي رأس البر، من ناحية أخرى تجدها تجوب الحدائق فتقتلع الأشجار والنجيلة، ناهيك عن الحوادث التي نتجت عن اندفاعها فجأة أمام السيارات المسرعة التي تفاجأ بالحيوانات أمامها، اضافة الى مخلفاتها التي تملأ شوارع وحدائق المدينة دون أن يحرك المسئول ساكناً وكأنه شىء طبيعي أن يحتل البدو رأس البر بأبقارهم وأغنامهم ومواشيهم.
ويكمل أسعد خليل قائلا: فوجئنا هذا العام بإهمال شديد من المسئولين بالمصيف حيث تحول شارع النيل الى ملكية خاصة لأصحاب الكافتيريات التي احتلته وافترشته عن آخره بتكدس ثم جاء الباعة الجائلون ليكملوا منظومة الفوضى التي انتشرت هذا العام لتجعل السير في شارع النيل شبه مستحيل ناهيك عن الجِمال والأحصنة التي تصدرت الشارع، فأصبح المتنفس الوحيد لرواد المصيف أشبه بالمولد الذي ليس له صاحب ولا يستطيع أحد السير فيه دون التعرض للتحرش أو للسرقة.
وأضاف أحد أصحاب العشش ويدعى محسن الجمل: فوجئنا هذا العام برفع قيمة «الجعل» أو العوايد التي تدفع لمجلس المدينة الى الضعف بأثر رجعي مما يعد عبئاً على أصحاب العشش لأنهم يدفعون المياه والكهرباء والضرائب بأسعار سياحية، وبالتالي لا يستفيدون من إيجار العشش لأنه لن يتبقى شىء من الايجار، وبالتالي سنضطر لرفع الايجار وهو ما يؤثر على المصيف بالسلب خصوصاً أن رواد المدينة في السنوات الأخيرة أصبحوا من الطبقة الضعيفة جداً التي لا تتحمل أي أعباء جديدة ولم يعد يأتي إلا مصيف اليوم الواحد الذي يأتي بطعامه معه لينزل البحر ثم يعود الى بلده آخر

اليوم و هو ما كان له تأثير كبير على أصحاب العشش والفنادق والكافتيريات الذين لم يعودوا قادرين علي دفع ايجاراتها أو اجور العمال، ففكر كثير منهم في عدم تكرار تجربة العمل ونقل النشاط الى شرم الشيخ أو جمصة وهو ما أدى الى ركود شديد في المصيف.
ويعلق على ذلك ابراهيم حسانين: أن سبب تحول رأس البر من مصيف اليوم الواحد هو انتشار الفوضى والباعة الجائلين وعدم الاهتمام بالنظافة والخدمات فهربت العائلات والطبقات الراقية الى مصايف اخرى أكثر استقراراً وأمنا حيث تلاحظ في المصيف انتشار المتسولين وهم مجموعة من الأطفال تتزعمهم سيدة تطلق عليها المعلمة تقوم بتسريحهم للسرقة والتسول على شاطئ البحر وفي شارع النيل، وذلك لضعف الرقابة الأمنية في الفترة الأخيرة، كان لابد من توقفنا أمام تلك العبارات، خاصة أننا أيضاً لاحظنا انتشار المتسولات بشاطئ رأس البر فكان لنا حوار مع إحدى الاطفال المتسولات والتي تدعى ندى، تقول: هربت من زوجة أبي بعد أن طلق أمي وتزوج بأخري لتزيقني ألوان العذاب فكانت تكويني بالنار لأتفه الأسباب وتحرمني من الطعام، وكنت أهرب الى بيت أمي لأواجه زوجها الذي لم يختلف كثيراً عن زوجة أبي، وذات يوم قررت الهروب خوفاً من بطشها بعد كسري لكوب أثناء غسيله، فخرجت الي الشارع وركبت القطار وهناك تعرفت على احدى الفتيات التي قادتني الى المعلمة «ع» التي استقبلتني مع عدد من الأطفال التائهين والهاربين فعلمتني السرقة والتسول وأفهمتني أنها بذلك تقدم لي خدمة لأني اعتمد على نفسي فكنا نخرج في الصباح لنعود آخر اليوم «بالغلة» وهو ما قمنا بسرقته أو تسوله من الناس ومن يكون نشاطه ضعيفاً يحرم من العشاء أو النوم حتى يتعلم الأدب ويضاعف منه.
وطالب محمد حسن بالاهتمام بالمياه التي ارتفعت أسعارها ارتفاعاً جنونياً فنحن نحاسب عليها بأسعار سياحية ومع ذلك لا نجدها فهى ضعيفة جداً ولا تصعد للأدوار العليا الا بموتور رفع وقد كان من مميزات المدينة قديمها توفر المياه التي أصبحنا نعاني من عدم وجودها الآن كذلك نطالب المحافظ بإدخال الغاز لما نعانيه في المصيف من استغلال بائعي الأنابيب التي ارتفع سعرها الى 15 جنيهاً، وغيرها من المشاكل التي تطرد السائحين من المدينة.