رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«البصرة» بلا خدمات

قرية البصرة
قرية البصرة

تقع قرية البصرة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية عند كوبرى العقارية فى الكيلو 43، ويبلغ عدد السكان نحو 10 آلاف نسمة على حدود المحافظة، ولا يفصلها عن حى العامرية، سوى عدة كيلومترات قليلة، هناك يتابع المواطنون بشغف أخبار مبادرة «حياة كريمة»، وينتظرون إدراجهم فى المبادرة.

 

لتتحقق فى مناطقهم التنمية الشاملة، بالقضاء على الفقر الذى يشوه تلك القرى العريقة، ويحرمها الحق فى حياة كريمة لجميع مواطنيها، والعمل على رفع كفاءة الكثير من منازل «الغلابة والفقراء»، وتركيب الأسقف التى تحميهم من برد الشتاء القارس وهطول الأمطار، ومد وصلات المياه وتوصيل شبكات الصرف الصحى «الذى طال انتظاره»، وتأتى أهمية قرية «البصرة» كونها تُعتبر المركز بين 36 قرية، هو عدد قرى منطقة العامرية بأكملها، ويمتهن أغلب سكانها مهنة الزراعة، من مظاهر الإهمال والمشكلات الذين منعتهم مشاغلهم اليومية من المطالبة بإيجاد الحلول لها، على حد قولهم. وأكد عدد من الأهالى أن أهم مشكلاتهم تتمثل فى تعرض أطفالهم للغرق فى مصرف الصرف الزراعى الذى يحيط بالقرية.

 

«الوفد» رصدت أهم المشكلات التى تواجه أهالى القرية، سواء الطرق المتهالكة أو غرق أبنائهم فى الصرف الزراعى، شكا سكان «قرية البصرة» من حفنة من المشكلات وهى عدم وجود إنارة كافية بالشوارع، وتهالك الأعمدة وعدم تغييرها منذ سنوات، فضلا عن انتشار المخلفات والقمامة فى الشوارع وعدم جمعها بانتظام وتكدس مياه الصرف الصحى فى مستنقعات بسبب خلل شبكات الصرف الصحى، ما يتسبب فى كارثة ستودى بحياة أهالى القرية، الذين انتقدوا اختفاء دور الجهات المختصة لعدم إدراج القرية داخل حياة كريمة حتى الآن.

 

ووصف الأهالى مشكلاتهم بـ«البسيطة» إلا أنها تحتاج إلى اهتمام من المسئولين الذين قالوا أنهم لا يعرفون عن القرية غير اسمها ولم يزرها أى منهم، منذ أن كانوا صغاراً، والتى لا تزال على حالتها حتى الآن.

 

«الأهالى» يفضلون الموت البطىء بالتيفويد عن الموت السريع بالامتناع عن شرب المياه

فى البداية قال على عبدالمنعم، أحد سكان القرية، إن مشكلة القرية الرئيسية، التى تهدد حياتهم هى مياه الشرب التى لا يستطيعون الاستغناء عنها، وأوضح: بخلاف ضعف مياه الشرب التى لا تصل إلا فى أوقات غريبة تجعلنا نضطر إلى انتظارها بعد منتصف الليل، فإنها تصل فى معظم الأيام مختلطة بمياه الصرف الصحى الذى يهددهم بالتيفويد والأمراض المزمنة، بسبب مرور ماسورة مياه الشرب بطول مصرف الصرف الزراعى الذى قام بعض الأهالى بصرف مخلفات منازلهم فيه.

 

وأكد أن ماسورة المياه تعرضت للكسر منذ فترة، ما جعل مياه الصرف تختلط بمياه الشرب عندما تكون المياه ضعيفة، وعندها يقوم الأهالى بتشغيل «مواتير» سحب المياه، بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف عن مستوى ماسورة مياه الشرب، وأن الأهالى تقدموا بطلبات عديدة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى، إلا أن مسئولى الشركة قاموا أكثر من مرة بمشاهدة الكسر وتسرب المياه منه ولم يحرك أحد منهم ساكناً لاحتواء المشكلة التى قال إنها بدأت فى التفاقم بعد أن شعر بعض الأهالى، خاصة الأطفال بإسهال ومغص وبدأوا يتشككون فى الطعام.

 

وأرجع الأمر لتلوث المياه، التى قال إن الأهالى يضطرون لشربها، لعدم قدرتهم على شراء المياه المعدنية فى ظل انخفاض المستوى الاقتصادى لغالبية أهالى القرية، وهو ما جعلهم يفضلون الموت البطىء بالتيفويد عن الموت السريع بالامتناع عن شرب المياه.

 

عدم وجود وحدة صحية

وانتقد محمد مسعود، أحد أهالى القرية، عدم وجود وحدة صحية بالقرية، الأمر الذى يجعل المريض يضطر إلى الذهاب لمستشفى العامرية المركزى لتلقى العلاج اللازم، بالإضافة إلى أن الطرق المتهالكة أدت إلى صعوبة دخول أى وسيلة مواصلات داخل القرية لخدمة الأهالى، مما زاد من معاناتهم، خاصة فى حالة تعرض أحد الأهالى لحادث.

 

مصرع طفل داخل المصرف

وقالت فريدة محمود، إحدى سكان القرية، التى فقدت طفلها فى مصرف القرية: «مصرف القرية» ابتلع طفلى الصغير محمود رحمه الله، أثناء قيامه باللعب مع أطفال القرية، منذ خمس سنوات، عندما كان عمره 3 أعوام، وأضافت: «يومها خرج

محمود للعب مع إخوته وأولاد عمه وعاد الجميع بدونه، وخرجت كل القرية للبحث عنه، لكنهم لم يجدوه وبعد مرور 4 ساعات وجدت جثة طفلى تسبح على سطح المصرف الزراعى، الممتد طولياً أمام منازل أهالى القرية»، وتابعت: عشرات الأطفال التهمهم المصرف، لكن المسئولين لم يحركوا ساكناً لتغطية المصرف، وعلى ما يبدو أننا أصبحنا منسيين فى تلك القرية، التى بدأ العديد من الأهالى يهجرونها، بسبب قلة الخدمات وانعدامها حتى إننا نشرب مياهاً بالمجارى.

 

غرق المنازل

وأضاف عبدالله إسماعيل أحد أهالى القرية، أن المصرف الزراعى يمثل «كارثة» خاصة فى فصل الشتاء، حيث تتعرض أراضى القرية للغرق ويصعب على الأهالى العيش فى منازلهم نتيجة لزيادة منسوب مياه الصرف الزراعى والصحى، وغرق المنازل وطرق القرية، مما يؤدى إلى ارتفاع الحوادث، حيث أن خروج أى مواطن من منزله يمثل خطراً على حياته، بسبب انزلاقه فى المصرف.

 

تهالك الأعمدة

ويقول خميس أبوسكر، 55 عاما، مزارع، وأحد سكان قرية البصرة، إن القرية مهملة منذ سنوات طويلة لم نجد مسئولا واحدا يأتى لنا ليقف بجوارنا ويستمع لمشكلاتنا، مؤكدا أن أهم مشكلة تؤرقهم هى عدم وجود إنارة بالشوارع بسبب تهالك أعمدة الإنارة العمومية والتى لم تتغير منذ أكثر من 20 عاما، فضلا عن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر بسبب تهالك شبكات الكهرباء وعدم النظر فى شكوانا ما جعلنا نعيش فى معاناة.

 

الصرف الصحى والزراعى

كما يشكو أعضاء الجمعية الزراعية، بقرية البصرة، من الصرف الصحى والزراعى الموجودة بالقرية والمتهالك الأمر الذى أدى إلى عمل الأهالى لشبكة الصرف الصحى بجهودهم الذاتية، وبالتالى أصبحت شبكات الصرف بالقرية عشوائية، ومن ناحية أخرى فإن مياه الصرف الصحى تقوم بتصريف المياه على مياه الصرف الزراعى.

 

الشتاء يغرق القرية

قال محارب حسين عوض، رئيس لجنة العامرية بحزب الوفد قرية البصرة: الأهالى تعانى من مشكلات عديدة وأهمها الطريق الغير ممهد وخاصة فى فصل الشتاء السكان تعانى من أزمة فى الوصول إلى منازلهم عقب عودتهم من العمل، لانعدام الخدمات بالقرية مما يتسبب إلى عدم استطاعة دخول سيارات الإسعاف إلى المرضى بالقرية خاصة أن القرية لم يوجد بها وحدات صحية بداخلها خدمات يلجأ المريض إلى مستشفى العامرية، وأحياناً يموت المريض ولم نجد أحدا ينقذه خاصة فى فترة المساء، أيضاً مشكلة التعليم بالقرية يوجد كثافة عالية داخل الفصول، كما أنهم لم يجدوا وسائل مواصلات لنقلهم داخل المدارس وخاصة فى فصل الشتاء نظرا لغرق القرية بالأمطار، كما تعانى القرية من مشكلة النظافة وانتشار القمامة مما يتسبب فى انتشار الأمراض بين السكان، لذلك نطالب المسئولين بعمل طريق يخدم أهالى القرية وربط القرية بمنطقة العامرية.