عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بروتوكول تعاون بين دمياط وشركة موبكو لإعادة تأهيل كوبرى "جسر الحضارة"

بروتوكول تعاون بين
بروتوكول تعاون بين دمياط وشركة موبكو

وقعت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط وهشام نور الدين رئيس مجلس إدارة شركة موبكو للأسمدة بدمياط بروتوكول للتعاون تقوم الشركة بمقتضاه بتطوير وإعادة تأهيل كوبري دمياط التاريخي المعروف بجسر الحضارة أمام مكتبة مصر العامة بدمياط ليعود إلي سابق عهده كمركز إشعاع ثقافي .

وأكدت محافظ دمياط أن "المبادرة تُعد مساهمة مجتمعية من الشركة لإحياء الكوبرى باعتباره اثرًا تاريخيًا نُقِل بتخطيط علمى دقيق فى ملحمة هندسية رائدة قدمها الدكتور البرادعى".

ونوهت إلى أن الكوبرى كان يُعد منارة ثقافية وله دورًا رائدًا بعد نقله الا انه تعرض للإهمال خلال ثورة يناير ٢٠١١، لافتة إلى أن المحافظة قد سعت منذ سنوات لوضع منهجية محددة لتطوير وإعادة تأهيل الكوبرى التاريخي لاستعادة مكانته الثقافية والحضارية ، وذلك فى إطار توجيهات القيادة السياسية و أجهزة الدولة بالاهتمام بالمعالم الأثرية باعتبارها محور ذات أهمية وثيقة يساهم فى تعزيز الاقتصاديات المحلية وزيادة معدلات التنمية السياحية.

وأشارت إلى أنه ومع دخول الكوبرى عداد الآثار الإسلامية والقبطية طبقاً لقرار وزارة الدولة للآثار رقم ٣٥ لسنة ٢٠١٣، باتت أهمية إيجاد آلية محددة لإعادة تأهيله حتمية، خاصة مع كونه من أحد أهم مطالب أبناء المحافظة، حيث أكدت أنه بموجب البروتوكول الموقع اليوم مع شركة موبكو سيتم تنفيذ تلك الأعمال كمشاركة مجتمعية جديدة من الشركة لدعم المشروعات ذات النفع العام ودفع عجلة التنمية على أرض المحافظة.

وبالرجوع إلى كتاب " تقويم النيل " لواضعه أمين سامي باشا ( الذي طبع عام 1936 وتوفى مؤلفه سنة 1937) وهو مرجع علمي مهم يطوف من خلاله المؤلف بالقارئ في رحلة رائعة بين الجسور والقناطر والكباري والخزانات على نهر النيل وفروعه في مصر والسودان ، وتأكد من خلال صفحات هذا المرجع أن كوبري دمياط قد تم تركيبه في دمياط سنة 1927 ، إلا أن تاريخه الحقيقي يرجع إلى ما قبل عام 1890 حيث كان قائماً على نيل إمبابة بالجيزة بطول 490 م ، إلى أن تم استبداله بكوبري آخر أحدث منه في إمبابة ، وتم نقل أربعة أجزاء منه بطول 170 م إلى موقعه الحالي بدمياط ، مما يؤكد بلا جدال أنه يعتبر قياساً إلى تاريخه في إمبابة أقدم كوبري معدني مازال قائماً على نيل مصر .

وقد أنقذه الدكتور البرادعي من التقطيع والبيع كحديد خردة عام 2007 وفكر في الاستفادة منه أثريا وثقافيا وانتهت الدراسات إلي وضع تصور علمي دقيق لعملية النقل تحت إشراف هندسي متخصص ، وذلك بتصنيع بانتونات عائمة بأحجام ومساحات محددة تتفق مع وزن ومساحة وأبعاد الكوبري لتقوم بحمل الكوبري من نقاط تم تحديدها بعناية بعد دراسة فنية دقيقة ، وذلك بعد التأكد من فصله عن قاعدته ثم سحبه عائما بقاطرات بحرية إلي موقعه الجديد ليتم رفعه علي قاعدته الجديدة وذلك كله مع الأخذ في الاعتبار عشرات الخطوات التفصيلية لتأمين كل مراحل العمل الصعب .

وقد روعي في تصميمات الكوبري عند تأهيله يومها الحفاظ علي الأثر بقيمته التاريخية من خلال التأكيد علي عناصره الإنشائية والمواد الأصلية المستخدمة متمثلة في الحديد المكون للهيكل الإنشائي والسور وأخشاب البيتش باين المستخدمة في الأرضيات . 

كما روعي الحفاظ علي جميع عناصر الحركة اليدوية لفتح الكوبري المتمثلة في التروس الناقلة لحركة الصينية

الدائرية التي تشمل 28 بكرة علي شكل مخروط ناقص والتي كان الكوبري يتحرك عليها بدقة ومتانة عالية وكذلك المصدات والفرامل ووضعت جميعها في العرض المكشوف بجوار الكوبري . 

وفي نطاق الربط بين أصالة التاريخ والتقنيات المعاصرة فقد روعي التأكيد علي ملامح العصر الذي يتم فيه نقل الكوبري وإعادة توظيفه وذلك من خلال أحدث تكنولوجيا للوسائل السمعية والبصرية وأساليب العرض والإضاءة والتكييف وإنذار الحريق والستائر الكهربائية . 

ومن التحديثات المضافة الأسقف والجوانب من أجل إعادة التوظيف روعي فيها أن تكون مواد لا تتداخل مع المواد الأصلية للكوبري أو تطغي عليها بحيث استخدمت المواد الجديدة بصورة حرة وشفافة سواء في السقف المعلق المصنع من النسيج المعالج بلونه الهادئ المحايد أو في الجوانب الزجاجية الشفافة التي روعي في تركيبها فصلها عن الجسم الحديدي والأرضيات الخشبية .

وتم تقسيم الكوبري من الداخل إلي أربع أقسام بعد أن تم صيانته وصياغته في موقعه الجديد ملحقا بمكتبة مبارك العامة بدمياط في أجمل موقع علي كورنيش النيل وتهيئته ليكون مركزا ثقافيا حضاريا يضم قاعة للمعارض الفنية وأخرى للمحاضرات وقاعتين للاجتماعات إحداهما مغطاة والأخرى مكشوفة وتم تجهيزها بأحدث تقنيات الصوت وشاشات العرض وكاميرات التصوير والإضاءة غير المباشرة وتم تكييفها مركزيا ووضع ستائر كهربائية لحماية الجلوس من أشعة الشمس الغربية ، وروعي أن تزود بمقاعد يسهل تحريكها حتى يمكن استخدامها قاعة متعددة الأغراض كما تم إعادة صياغة المنطقة المحيطة به لتصبح متحفا كبيرا مفتوحا يضم الصينية الرئيسية التي كان الكوبري يتحرك عليها وكذلك بعض التروس والقطع الهامة بالإضافة إلي التصميمات الهندسية الأصلية لتنفيذ الكوبري والتي تم استعارتها من مخازن السكة الحديد في القاهرة.

وفي نفس الوقت أعدت المنطقة المحيطة لتكون مسرحا كبيرا مكشوفا يتسع لأكثر من ألفي متفرج للعروض الثقافية والفنية الكبيرة بالإضافة إلي ورشة عمل ومظلات للفنانين التشكيليين لممارسة أنشطتهم الفنية في أحضان الطبيعة، وتم ذلك بفضل منحة قدمت من وزارة التعاون الدولي للأنشطة الثقافية بلغت حوالي 5 مليون دولار ، وبهذا تحول الكوبري من حديد قديم كان علي وشك الفناء ببيعه كحديد خردة إلي أكبر وأهم مركز ثقافي في محافظة دمياط بأسرها .