رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عائشة" تهزم الصعاب وتعبر بأسرتها إلى الأمان فى المنيا

 قالوا إنه عيد. الأم... قلنا.. امرأة تعجن الفرح بيديها كل صباح، وتُطعِم أطفالها شهد الحرية والفكر والأصالة مع الخبز وزيت الزيتون، امرأة تربى وتعلّم وتداوى وتُبرئ الجروح، تعلى صروح البلاد شامخة، وتطبع بصمتها بجد وكفاءة فى كل المجالات، هذه المرأة التى تركت أثرًا فى تاريخ البشرية، تلك هى «الأم»، والتى وشمت اسمها فى صخر التاريخ وأعمدته بأحرف راسخة، عندما كانت الشعوب تتحسس طريقها للوجود ولفرض هويتها، تستحق أكثر من عيد وأكثر من محفل، هى التى تعرف جيدا كيف تصنع الأفراح وتوقد مباهجها.

قصة كفاحنا اليوم لامرأة تدعى «عائشة» عبده دمرداش، من قرية السحالة بأبوقرقاص، والتى تمكنت بجسارتها وصلابتها، أن تقود دفة الاسرة، عقب وفاة زوجها «خلف أحمد»، والذى كان يعمل مدرسا بالتربية والتعليم، وقفت على رجليها، شامخة معتزة بكرامتها، بعدما لم يترك لها زوجها من حطام الدنيا شيئا، سوى العزة وتاريخ مشرف من السمعة الحسنة، وبرغم أن الدنيا قد اكتست بالسواد بعد وفاة زوجها، فإن تلك المرأة، نفضت عن نفسها غبار تراب الكسل، وعملت بدار حضانة لكونها حاصلة على مؤهل متوسط، مقابل 500 جنيه شهريا.

المدهش فى الامر، والذى يجعل كل من يقرأ قصتها ويطلع عليها، ينحنى لكفاحها إجلالًا واحتراما وتقديرا، نعم، عائشة، تلك العاملة بدار حضانة، تمكنت من الحاق ابنتها الكبرى، وتدعى « أسماء»، بكلية الطب البشرى جامعة المنيا، وهى الآن فى السنة الثالثة، ثم تبعتها، ابنتها الثانية، وتدعى، إسراء، والتى التحقت بالسنة الثانية لكلية الطب البشرى جامعة المنيا، ثم الابنة الثالثة، وتدعى علياء بالصف الثالث الثانوى «علمي»، ونجلها محمد، بالصف الأول الثانوى ومن المتفوقين، ثم أحمد، بالصف الثانى الإعدادى، ومن أوائل المتفوقين.

جاهدت الأم «عائشة» حتى توفر المناخ الأسرى المناسب، والذى

يوفر التفوق الدراسى لكل اولادها، ذرية صالحة شهد بها القاصى والدانى، على سمعتهم الطيبة، من اخلاق كريمة، واخلاق حسنة، كادت ان تلامس طهارة الملائكة، أم تمسح عرقها بالنهار وتواصل الليل بالسهر على راحة وتفوق اولادها فى دراستهم، توفر لهم كل ما يلزم الانفاق على مراحل التعليم المختلفة، سواء فى كليات الطب والثانوية العامة، والمرحلة الاعدادية، وكل مرحلة لها متطلبات جسيمة، ونفقات الكليات، وخاصة الطب البشرى، بخلاف مصروفات الانتقال من أبوقرقاص، وحتى الجامعة، جميعها تحتاج الى مبالغ مالية جسيمة، تقوم بها الأم فى العمل بالحضانة، ومن معاش ضئيل لا يغنى ولا يسمن من جوع.

وكان لقصة كفاحها، وقفة اعتراف بالفضل والجميل فى تماسك الأسرة وتفوقها، ووقوفها ضد الأزمات ومتطلبات المعيشة الكريمة، حتى انها تستحق ترشيحها لتكريمها كأم مثالية عن طريق حزب الوفد، وبعيدا عن التكريمات الاخرى، هل يقف مسئولو المنيا، أمام قصة كفاح تلك المرأة، مكتوفى الأيدى، ادنى شىء هو منح المجانية لتعليم أولادها بكل المراحل، ومساعدتها قدر المستطاع فى الانفاق على أسرة مكونة من 6 أفراد، لا تملك من حطام الدنيا شيئا سوى كرامتها وعزة نفسها وعفتها.