عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالبوص وعروق الأخشاب: بيوت لا تحمى ساكنيها شتاءً فى الإسماعيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

أمام أمطار الشتاء لا تصمد بيوت الفقراء فى قرى الإسماعيلية ولا تكون مأوى دافئاً لهم من طقس قاس بارد... جدران مبنية من الحجارة البيضاء وأسقف مصنوعة من البوص وعروق الأخشاب هى كل مستلزمات البناء اللازمة لإقامة البيوت الصغيرة داخل القرى الفقيرة والتى غالباً ما تتهالك ولا تصمد طويلاً أمام أمطار الشتاء.

قسوة الشتاء على هؤلاء الفقراء تتزايد مع سقوط الأمطار وتسرب مياه الأمطار داخل منازلهم وأعلى فروشاتهم فلا يجدون لهم مأوى يحميهم من الأمطار داخل منازلهم المتهالكة.

وتقول سعدية ارملة وام لثلاثة ابناء بقرية الهوانية بالإسماعيلية «إحنا بنخاف من الشتا عشان المطر لما بينزل مش بيسيب مكان فى البيت الا ويغرق..الفرش والاجهزة بيتبهدلوا». وقالت «لما الجو بيمطر بنجمع كلنا نقعد فى الصالة لانه المكان الوحيد اللى مش بينقط علينا».

الفقراء هنا فى المنطقة ومناطق أخرى كثيرة بالاسماعيلية يبنون بيوتهم من الحجارة البيضاء ويعرشون أسقف منازلهم من سبايت البوص وعروق الأخشاب والمشمع البلاستيك وهى مستلزمات منخفضة التكاليف بالمقارنة بالصبة الخرسانية التى تتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات.

وتقول أم رحمة، 45 سنة من قرية الغبوشى بالاسماعيلية «سبايت الخوص مش بتستحمل وكل سنتين محتاجة تتغير. والسنة ده مكنش معانا نغير السبايت واضطريت أجيب مشمع وأعلقه تحت السقف فوق السراير والاجهزة عشان يحمينا من مياه المطر..بس المطر سنة ده كان كتير واتغرقنا». الأمطار التى يسعد بها الأغنياء وينتظرونها بين الحين والاخر ليخرجوا للشوارع يتبارون أو يتسابقون بسياراتهم الفارهة فى الطرقات الواسعة تحت قطراتها هى نفسها الامطار التى تكون وبالاً وحزناً على الفقراء داخل منازلهم. مؤسسات خيرية وجمعيات خدمة المجتمع المدنى تسعى خلال اشهر الشتاء لبناء بيوت المئات من الفقراء داخل القرى والتوابع ولكن مهما بلغت الخدمات المقدمة فإنها على حد تعبير سماح احمد منسق فى جمعية التنمية الاجتماعية بالاسماعيلية لا تغطى كافة الحالات.وتابعت «المنزل الواحد قد تصل تكاليفه لنحو 10 آلاف جنيه خاصة مع ارتفاع اسعار الخشب ومواد ومستلزمات البناء المستخدمة. وتقول المهندسة زينب دكرونى، منسق جمعية صناع الحياة بالإسماعيلية: هذا الأمر دفعنا لإطلاق حملة «دفا» وتهدف لبناء الأسقف لمنازل المحتاجين وبالفعل قمنا خلال الشهرين

الماضيين ببناء أسقف لنحو 20 منزلاً ونواصل استكمال الباقى».

ويقول ياسر دسوقى، تاجر للأخشاب ومستلزمات البناء بمنطقة المنايف بالإسماعيلية: «فى الآونة الأخيرة بدأ استخدام ألواح الخشب لتسقيف المنازل لتحد من تسرب سقوط الأمطار وتعطى صلاحية للأسقف قد تمتد لخمس سنوات او اكثر وهو بديل عن السبايت القش التى لا تصمد أمام الأمطار كثيراً».

وأكد «دسوقى»: «أسعار عروق الأخشاب وألواح الأخشاب وسابيت البوص والمشمع المستخدم فى تسقيف المنازل الريفية ارتفعت خلال العامين الماضيين بنسبة تجاوزت الـ80% تقريباً ووصلت تكلفة تسقيف منزل مساحته 60 متراً لأكثر من 7000 جنيه وهو ما يعد مبلغاً باهظاً لعامل أرزقى لا تتعدى يوميته 80 جنيهاً تقريباً ولا يعمل طوال الشهر».

ويقول أحمد محمد، طالب بجامعة قناة السويس: «أعمل مع فريق عمل تطوعى فى بناء أسقف المنازل بالقرى. الأمر قد يبدو شاقاً فى البداية ولكن فيه متعة خاصة أننا لا نتقاضى أجراً مقابل ما نفعله». وأضاف: «الأمر ليس صعباً ولكنه يحتاج لمهارات حركية للصعود أعلى المنازل ورفع المقاسات لشراء الأخشاب والأعمدة التى يرتكز عليها البناء ومن ثم بدء العمل» وأضاف: «قد يحتاج بناء منزل مساحته 60 متراً نحو 5 متطوعين ويستغرق نحو 5 ساعات من العمل». وتابع: «يتم إزالة السقف القديم ووضع عروق الأخشاب التى تعتبر بمثابة الصبة ومن ثم ألواح الأخشاب ويعلوها طبقة من المشمع والأسمنت وذلك لإحكام السقف ومنع تسرب المياه داخله».