رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عريس السماء".. إسلام عبدالرازق أول الشهداء في قنا

بوابة الوفد الإلكترونية

جزء كبير من الألم الذي مازال يعتصر قلوب محبي النقيب إسلام عبدالرازق بقنا، الذي استشهد بمهمة أثناء أداء عمله بجنوب سيناء، هو أنه كان شخصية دمثة الأخلاق تترك أثرًا في كل من يقابله أو يتعرف عليه حتى بمحض الصدفة، فتكون الصداقة بين الطرفين واجبة لأن الشهيد كان يمهد لها بابتسامته وهدوئه وبشاشته المعهودة.

أحب الشهيد القوات المسلحة منذ كان يدرس بالأزهر الشريف وكانت أمنيته أن يصبح ضابطًا فيها ليخدم بلاده ويقدم روحه فداءً عنها، هكذا كان يقول لزملائه، وكانوا يتعجبون من انضباطه في المراحل التعليمية وكأنه كان يجري تدريبًا لما سيكون عليه مستقبله حيث تلك المؤسسة العسكرية التي يكون فيها الانضباط "لزمة" يومية.

بعد أن أنهى الشهيد دراسته الثانوية بالأزهر الشريف، تقدم بأوراقه للكلية الحربية وتم قبوله، وفى ذلك اليوم يتذكر أصدقاء "إسلام" كم كان سعيدًا وفخورًا، فقد قال لهم إنه حقق مناه، وعليه أن يثبت أنه جدير بتلك المهمة، ومضى الشهيد متفوقًا في دراسته، حتى تم اختياره ليخدم كضابط في المخابرات العسكرية على الحدود المصرية الإسرائيلية.

 

ومضت الحياة مع الشاب اليافع عادية وقرر الارتباط، وأقام حفل خطبته يوم 8 أغسطس2010 بقاعة ضباط الحرس الجمهوري بالقاهرة، وسط حضور والده مدرس بالمعاش بالأزهر وأشقائه شيماء وأسامة وحمادة والكثير من أصدقائه حضروا خصيصًا من مدينة نجع حمادي، لمشاركته فرحته. 

 

وفى زيارته الأخيرة لأسرته بمدينة نجع حمادي قبل 15 يومًا من وقوع الحادث الأليم، قرر إسلام أن يتمم زفافه بعد عيد الفطر، كما أخبر أيضًا أصدقاءه بمنطقته وبمدينة قنا وحرص أن يجلس معهم ليطمئن على أحوالهم، وأنه سوف يحضر قبل العيد ليقضيه مع الأصدقاء ويجهز لعرسه.

 

تأخرت زيارة الشهيد المرتقبة، وبدا الجميع يساوره القلق خاصة أن الهاتف لا يرد، حتى دق هاتف الأب وقال محدثه إن القوات المسلحة تحتسب النقيب "إسلام عبدالرازق " عند الله شهيدًا، ليكون أول من استشهد من أبناء قنا عقب قيام ثورة

يناير 2011.

 

صعق الأب من هول الصدمة وأغشى عليه، وانتشر الخبر بالمنزل وتسرب الحزن والبكاء إلى الشارع بأكمله وراح أصدقاؤه وجيرانه في حالة البكاء الهستيري. 

 

لم ينم أهل شارع التحرير في ذلك اليوم، وظلوا مستيقظين حتى الصباح في انتظار الجثمان ونصبوا سرادق العزاء، ومع مطلع الصباح توجه والد الشهيد وأقاربه إلى القاعدة العسكرية بقنا لحضور الجنازة العسكرية على الشهيد، وأمام المنزل بمدينة نجع حمادي اصطف الجميع في انتظار وصول الجثمان، النساء في جهة والرجال في جهة أخرى، رغم الشمس الحارقة، ومن بعيد جاءت أم الشهيد وهى منهارة  تتكئ على ابنتها وعلى جارتها القبطية، وبدا العويل والصراخ، فاستفاقت لتقول لهم لا تبكون عليه إنه شهيد .

 

وبدأ الازدحام يتزايد في الشارع ، وبعد قليل جاءت السيارة العسكرية تحمل الجثمان في مشهد مهيب، وانطلقت السيارة وفوقها زملاء الشهيد من القوات المسلحة وجثمانه، وطافت الشوارع وسط مشاعر من الحزن والألم طغت على المدينة بأكملها، وصلى المشيعون على الشهيد بمسجد الأوقاف، وانطلق بعدها موكب الجنازة إلى مقابر العائلة.

 

لن ينسى أصدقاء الشهيد ذلك الصديق الحميم سيظل باقيًا في ذاكرتهم، وتعبيرًا عن ذلك دشنوا له صفحة على الموقع الاجتماعي فيسبوك بعنوان "كلنا الشهيد إسلام عبد الرازق"، وتم لاحقًا إطلاق اسمه على المدارس المجاورة لمنزله.