رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدخيلة الجبل.. حياة بطعم الموت

بوابة الوفد الإلكترونية

مأساة حقيقية يعيشها 150 ألف أسرة هم عدد سكان منطقة الدخيلة الجبل بغرب الإسكندرية والتى تعتبر خارج نطاق الخدمة لدى المحافظين ومسئولى الإسكندرية، فهى منطقة شبه معدومة الخدمات من الصرف الصحى والكهرباء والمياه، وكأن لأسر الضحايا التى تعيش هناك موتى وليس أحياء لم يسأل عنهم أحد ولا مسئول ولا نواب ولا محافظون ولا أمن وكأنها سقطت من حسابتهم، نعم فهى «الدخيلة الجبل» منطقة تعانى من جميع المشكلات سواء خدمات وبلطجة ومخدرات واغتصاب.

انتقلت «الوفد» إلى منطقة الدخيلة لترصد للمسئولين شكاوى الأهالى هناك وتؤكد لهم أن هذه المنطقة توجد على خريطة الإسكندرية ومازال بها سكان على قيد الحياة ولكن معدومو الخدمات.

قال الحاج سعيد عبدالمنعم، بالمعاش، من سكان المنطقة: إننى أعيش بالمنطقة منذ 20 عاما ونفس المشكلات نعانى منها وتقدمنا بالعديد من الشكاوى لدى المسئولين ولكن حتى هذه اللحظة لم أرَ مسئولا أو محافظا أو نائبا حضر إلينا لكى يستمع إلى شكوانا وكأننا نعيش فى كوكب وهم فى كوكب آخر، فهذه المنطقة تظهر أكثر على حقيقتها فى فصل الشتاء حيث أغرقت مياه الصرف الصحى الشوارع وأصبحت تعيق حركة المارة، بالإضافة إلى التسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة والروائح الكريهة. وتقدم الأهالى بشكوى إلى حى العجمى وإلى هيئة الصرف الصحى، يشكون فيها من غرق المنازل وارتفاع نسبة المياه الجوفية فى فصل الشتاء، واختلاطها بمياه الصرف، لتكون موطنًا للأمراض والأوبئة، وطالبوا بتدخل الأجهزة التنفيذية لحى العجمى وهيئة الصرف الصحى لشفط المياه لما تسببه من معاناة شديدة لهم ولأطفالهم. ولكن دون جدوى والأهالى هى التى تقوم بالتصرف مع نفسها مما تسبب فى تهالك اغلبية المنازل بالمنطقة، وذلك بعد أن توقفت محطة الصرف الصحى التى تخدم منطقتهم عن العمل منذ ثلاثة أعوام، وتسربت المياه إلى الأساسات وغمرت الأدوار الأرضية من المنازل وبلغ ارتفاعها فى بعض المنازل ما يقرب من النصف متر.

واستكمل محمد عبدالمنعم، فنى بإحدى الشركات من سكان المنطقة: بدأت مأساتنا عندما استغل عدد من البلطجية عدم تواجد الأمن بالمنطقة وقرروا سرقة محطة رفع الصرف الصحى، والتى تخدم المنطقة التى يقطنها 150 ألف أسرة حيث قاموا بتفكيك المحطة والتى تحتوى على 4 طلمبات رئيسية، وكذلك تفكيك الأبواب الحديدية والأسلاك الكهربائية بحيث لم يتركوا سوى الجدران، وعقب توقف المحطة عن العمل، طفح الصرف فى الشوارع وأغرق المنازل، حتى أصبحنا نعيش فى مستنقع كبير من الصرف الصحى.

وبكت سعاد عبدالعال، ربة منزل من سكان المنطقة: «أبنائى الثلاثة مصابون بالأمراض الصدرية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المياه، ورايحة جاية على المستشفى علشان أعالجهم بدون

فائدة لأن سبب المرض المتمثل فى مياه الصرف مازال موجودا، وليس أمامى خيار آخر للبعد عن المنطقة سوى أنى آخذهم أنا وزوجى ونعيش على الرصيف».

ويقول محمد حمدان، 20 سنة، طالب: منطقة الدخيلة الجبل تعانى من سحب دخان كثيفة وتلال قمامة لا حصر لها بالإضافة إلى طابور من الكلاب الضالة التى تسير جنبا إلى جنب مع الأطفال لا يعرف سكان الدخيلة رائحة اليود كما أنهم لا يستنشقون الهواء النقى الذى تعرفه الإسكندرية وشواطئها، فعلى الرغم من قرب المنطقة من بحيرة مريوط السمكية إلا أن الهواء بالمنطقة يختلط بروائح الاسمنت والغازات البترولية لوقوعهم بالقرب من مجمع البترول، فنجد المنطقة محاصرة بالأوبئة وتلوث البيئة حيث يحد الأهالى من الشرق مصنع حديد عز الدخيلة وينام الأهالى على تطاير حبيبات الحديد فى الهواء، بينما من الغرب نجد عدداً من مصانع الاسمنت على رأسها مصنع اسمنت «تيتان» الذى يبعد امتاراً قليلة بالإضافة إلى مصانع خاصة بالسيراميك والبلاط تتسبب أيضاً فى إصابة الأطفال بالربو والتحجر الرئوى.

يقول هشام زيتون رئيس لجنة الدخيلة بالإسكندرية إن اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية هو أول محافظ ينزل فى جولة مفاجئة لمنطقة الدخيلة على الطبيعة ويقوم على الفور بإصدار قراراته بإزالة جميع المخالفات وتوسيع الشوارع، ولذلك نأمل من محافظ الإسكندرية أن يبدأ بتطهير حى العجمى من بعض الموظفين الذين يستغلون نفوذهم لفرض سلطتهم على المواطنين وبعض الإتاوات، كما نطالب المحافظ بالنظر إلى مشكلات المنطقة والتى تتمثل فى الصرف الصحى وشبكاته المتهالكة التى تحتاج إلى أموال طائلة لإصلاحها، على الرغم من قيام شركة الصرف الصحى بمحاولة إصلاح بعض الشبكات والتى تظهر بالخارج ويتركون الشبكات الداخلية التى تحتاج إلى إصلاح نظرا لتكدس المواطنين.