عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عشوائية التوك توك فى المحافظات تتسبب فى نشر الفوضى وارتكاب الجرائم

توك توك
توك توك

جدل كبير أثاره مجلس النواب عقب إثارته قضية انتشار "التوك توك" وظهوره في بعض الميادين بعد أن كانت قيادته مقتصرة فقط على المناطق السكنية، تلك القضية التي عجزت حكومات عديدة على مدار السنوات الماضية عن حلها إلى أن أصبح للتوك توك جمهورية خاصة داخل الدولةوأدت عشوائية التوك توك فى المحافظات إلى نشر الفوضى وارتكاب الجرائم. 

 

واقترح مجلس النواب تقنين أوضاع "قائدي التكاتك" بعد أن أصبح أغلبهم من الأطفال الذين تحولوا إلى جيل جديد من البلطجية.

 

وكانت وزارة التنمية المحلية حددت مدة أقصاها 6 شهور للمحافظات للانتهاء من تراخيص "التوك توك"، مشيرة إلى أنه تم حتى الآن حصر 417 ألف مركبة وترخيص 195 ألف منها فى مختلف المحافظات. ،بصورة استفزازية والى جانب عربات النقل الثقيل.. اقتحم «التوك توك» منافسة فوضى الطرق السريعة، ولم يعد مساراته تقتصر على الاحياء والميادين والشوارع الجانبية والحارات وإنما امتدت الى طرق سريعة «كالدائري» وطريق مصر- اسكندرية الزراعي، وغيرها من الطرق الرئيسية التى تواجه كل الفوضى والعشوائية وتؤدى فى بعض الاحيان الى شلل مرورى تام، وفى احيان اخرى الى حوادث كارثية، وسط غياب الاجهزة المحلية والامنية. وكان قد صرح   الدكتور خالد قاسم، المتحدث الرسمى باسم وزارة التنمية المحلية، أن الوزارة ألزمت المحافظات بالانتهاء من تراخيص "التوك توك" خلال مدة 6 شهور، مشيرا إلى أنه وفقا للتقارير الواردة للوزارة من المحافظين فقد تم حصر 417 ألف مركبة وتم ترخيص 195 ألف منها رسميا.وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة التنمية المحلية أن ترخيص "التوك توك" سيساهم فى إدخال هذه المركبة داخل منظومة الاقتصاد الرسمى، بعدما كانت خارجه منذ عام 2008، موضحا أن قيمة الترخيص 370 جنيها سنويا بالإضافة لرسم خط السير، لافتا إلى أن محافظة الدقهلية تأتى فى المركز الأول من حيث عدد تراخيص "التوك توك" ويليها يليها الغربية ثم كفر الشيخ والبحيرة ثم الجيزة.

 

كما أوضح المتحدث الرسمى أن الوزارة ألزمت المحافظين بضرورة أن تكون خطوط سير "التوك توك" فى القرى وبعيدا عن المدن والشوارع الرئيسية وأن يكون هناك تعريفة موحدة للأجرة، مؤكدا أن الترخيص سيقضى على فوضى عمالة الأطفال على هذه المركبة ووقف كوارث السرقة والقتل التى كانت تحدث من قبل حيث سيتم معرفة اسم سائق "التوك توك" وكافة بياناته.

رصدت  " الوفد " مظاهر الفوضى التى تنتشر على الطرق، كما تواجه الخبراء والمسئولين بما يحدث على ارض الواقع بحثا عن علاج يمكن تحقيقه.

 

" التوك توك قنبلة موقوتة

قال " النائب الوفدى حسنى حافظ " عضو مجلس النواب: انتشرت أزمة "التوك توك " بعشوائية فى محافظات الجمهورية وتسببه فى انتشار الفوضى والجرائم خاصة فى المناطق الشعبية والعشوائيات، تؤرق نواب البرلمان والجهات التنفيذية فى معالجتها، خاصة وأنه أصبح يمثل مصدر دخل رئيسى للآلاف من الأسر بالقرى والنجوع وهو ما يصعب اللجوء لقرار إلغاؤه، ويوجب التدخل التشريعى والتنفيذى الحاسم لضبط استخدامه وتقنينه.

ولذلك يلزم علينا وضع تشريعات جديدة بالنسبة للتوك توك لمدينة الاسكندرية ويتم الاتفاق بين المحافظ ومدير ادارة المرور لوضع خطة سير للتوك توك لعمل ضوابط لها لحين الانتهاء من التشريعات والقوانين الخاصة بها ويلزم فتح ملف لكل توك توك ووضع له رقم معين ومعروف لدى ادارة المرور حتى يتم معاقبة كل صاحب توك توك يقوم باى مخالفة .وذلك حماية للمواطنين خاصة ان بعض التوك توك أصبح الوسيلة الأولى لارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها من قتل وخطف وسرقة واغتصاب وغيرها.

وإذا رجعنا لسجل القضايا الجنائية فى المحاكم سنجد أن أكثر من 50% من الجرائم يستخدم التوك توك فى ارتكابها أو التسهيل فى ارتكابها، وذلك لأنه مركبة تعمل بدون ترخيص وبدون رقابة من الدولة، وكثير من السائقين مسجلين خطر".،وقال " حافظ " إن أغلب سائقى التوك توك من الأطفال والشباب تحت 18 سنة، وإنه يفضل أن يحدد سن معين لسائق التوك توك، علاوة على أن تقنين وضع التوك توك يجعله تحت رقابة القانون ويدخل موارد لخزينة الدولة من رسوم الترخيص.

وأكد النائب بدوى النويشى، وكيل اللجنة التنمية المحلية فى مجلس النواب، أن "التوك توك" يعد قنبلة موقوتة وتسبب فى الكثير من الكوارث والأزمات خلال السنوات الماضية ولا بد من تقنين وضعها، مضيفا أن الخطوة التى اتخذتها وزارة التنمية المحلية لترخيص هذه المركبة سيوقف هذه الأزمات وسيعمل على إدخال المليارات سنويا للدولة مطالبا بضرورة فرض الترخيص على معارض بيع "التوك توك" قبل بيعها للمشترى.

 

وأشار إلى أن "التوك توك"، أضاع على الدولة من 7 إلى 11 مليار جنيه، موضحا ، أن مشكلة "التوك توك"  تتمثل فى عدم الترخيص له كمركبة أو استصدار رخص للسائقين، إضافة إلى مسئوليته عن وقوع بعض الجرائم، لافتا إلى أنه ليس هناك خطوط سير أو ومواقف مخصصة له، مؤكدا أن الحكومة تتجه خلال الفترة المقبلة، إلى توفير البنية اللوجستية للمواقف فى المحافظات ثم طرحها على الشركات والمستثمرين.

يقول مدير ادارة المرور إن التوك توك علي الرغم من عيوبه القاتلة في قدرته علي ايجاد الفوضي وتعطيل الطرق والتسبب في العديد من الحوادث سواء المرورية أو الحياتية فإنه لا يمكن أن نغفل دوره في فتح بيوت مئات الآلاف من المصريين, وتوفير أكثر من400 ألف فرصة عمل للشباب في مصر, كما انه يعتبر وسيلة نقل أكثر من رائعة داخل الشوارع والحواري والقري والنجوع في مصر التي امتدت طرقاتها وتمددت شوارعها بشكل عشوائي يصعب علي السيارات السير فيها.. فكان التوك توك الوسيلة الوحيدة القادرة علي توفير حلقة الوصل بين الميادين الكبري بين النجوع والشوارع الجانبية, فلا يمكن أن نقوم الآن بحذف تلك الوسيلة من قاموس المواصلات في مصر. لكن يمكن أن نعيد توظيفه بشكل يخلصنا من مشكلاته, ونستفيد من مميزاته..

ويضيف  أن الحل يكون بين قانون المرور الجديد ووزارة الداخلية متمثلة في إدارة المرور, فأولا يجب تحديد خط سير لكل توك توك يكتب بخط واضح علي ظهره لا يسمح له بأن يتجاوزه وألا تعرض للغرامة وسحب الرخص.. باعتباره أقرب الي الموتوسيكل ويجب أن تكون له رخصة لتلك المركبة وأرقام يسهل منها تحديد هوية صاحبه لاستدعائه عند حدوث مشكلة ما, وكذلك لتسهل محاسبته في حالة تجاوز خط السير, ولأنه الآن أصبح معظم قائدي التوك توك من الأطفال دون سن16 عاما فيجب أن يحمل كل من يقود تلك المركبة رخصة قيادة وأن يخضع لاختبارات تؤهله لقيادة التوك توك, وعلي المحليات والمحافظات أن تقوم بدور أكثر فاعلية للسيطرة علي التوك توك مثل أن نقوم بتحديد التعريفة الخاصة بكل خط سير داخل المحافظة, وكذلك عليها أن تقوم بتحديد عدد الركاب المسموح به ومراقبة خط السير.،

" فين الحكومة والرقابة التوك توك كارثة

ومن ناحيته، قال ابراهيم حسن " موظف": «التوك توك آخر قرف يا بيه، هيه الدنيا ناقصة زحام.. انظر إلى من يقود هذه الصفيحة المتحركة شوية عيال صغيرة، تدخن البانجو وتستغل حاجة الناس ويتسببون في حوادث مؤلمة ويقودونه وهم سكارى، ولا توجد رقابة عليهم لأنهم غير مرخص لهم بالعمل أصلا. أصابوا طفلة بالقرب من السوق في ساقها الأسبوع الماضي.. بيقولوا التوك توك بيحل مشكلة لكنه في الحقيقة بيزيد المشاكل الأخرى.. فين الحكومة وفين الرقابة؟».

أشار " محمد سعد " مهندس ميكانيكى، إلى أن «التوك توك» العربة الصغيرة هندية الأصل ذات عجلات الثلاث وغطاء بلاستيكي، صارت تستخدم على نطاق واسع في القاهرة لنقل المواطنين في الشوارع الضيقة التي يصعب فيها حركة سير السيارات. يتسع «التوك توك» لثلاثة أشخاص في الكرسي الخلفي، بينما يمكن لرابع أن يجلس بجوار السائق. والماكينة الخاصة به عبارة عن ماكينة الدراجة النارية العادية حيث تستهلك 1.5 كيلو زيت كل ثلاثة أيام بتكلفة عشرة جنيهات، ويصل صافي الربح اليومي إلى 25 جنيها أي ما يعادل حوالي خمس دولارات أميركية.

قال احمد سلامة المتحدث الاعلامى لحزب التجمع ان فكرة التوك توك جاءت بعض ان  قرر بعض رجال الأعمال استيراد عشرات التكاتك (جمع توك توك) من الهند وتايلاند طمعا في ربح مضمون وإقبال متوقع. فهو فرصة لربط المناطق العشوائية والقرى ببعضها، وهو سهل القيادة وانسيابي الحركة كالثعبان ولا يحتاج لطرق ممهدة أو شوارع واسعة، فضلا عن انه يمكنه المساهمة في تشغيل

عشرات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل. فوصل «التوك توك» إلى مصر، وحظي بشعبية كبيرة ووصلت أعداده إلى 650 الف مركبة تسير في محافظات الجمهورية المختلفة. بدأ التوك توك نشاطه في قرى الدلتا ومنها إلى جميع مدن وقرى مصر حيث أصبحت هذه العربة الصغيرة «الطائشة» حلم قطاع كبير من الشباب، إذ أصبح قطاع كبير منهم كل ما يريده من هذه الحياة أن تساعده كي يصبح سائق «توك توك». فعبره يمكن الحصول على فرصة عمل شريفة ومضمونة. وبعدما كان الحلم قبل عشرين عاما يتمثل في امتلاك تاكسي أجرة، وذلك في ظل وصول عدد الباطلين عن العمل الى نحو مليوني شخص من مجموع 24 مليون يمثلون قوة العمل بحسب تقرير لمجلس الوزراء ، اصبح «التوك توك» حلم الألفية الجديدة لآلاف من هؤلاء الشباب.،وسرعان ما تحول «التوك توك» إلى تجارة رائجة وواعدة. فأنشئت المصانع والورش لتجميع مكوناته بعد استيرادها من الهند، وصار من المألوف أن تجد لافتة منتشرة في القرى المصرية والمناطق العشوائية تحمل العبارة التالية «ميكانيكي توك توك» يقوم بإصلاحه وتوفير قطع الغيار والإكسسوارات الخاصة به. وارتفع سعر «التوك توك» بعد الإقبال الشديد عليه وانتشاره كالنار في الهشيم، إذ أصبح مشروعا ناجحا بكل المقاييس،

قال يسرى توفيق مهندس زراعى تعددت جرائم التوك توك فى كل المحافظات وتنوعت بين قتل وخطف واغتصاب وتجارة المخدرات.. إلا انه لا يوجد حصر لعدد هذه الجرائم حتى الآن،هذه المركبات الصغيرة يقودها اطفال لا يحملون رخص قيادة، كما ان المركبات نفسها غير مرخصة أو مصرح لها بالسير سواء فى الحوارى الضيقة أو الطرق الرئيسية، سوى فى بعض المناطق المحدودة. ولم تسلم الكبارى ايضا من الفوضى العارمة التى يرتكبها قائدو التوك توك الذى أصبح شبحا مخيفا يهدد حياه المواطنين، وإن أكثر سائقى سيارات التوك توك من البلطجية ويعملون على إعاقة الطريق لعدم التزامهم بخطوط سير محددة، وأكثر الحوادث التى تقع فى الشوارع بسبب الفوضى التى يتسببون فيها. كما تتسبب قوافل التوك توك عليها فى خلق ازمة مرورية باستمرار، بسبب قيام قائدى التوك توك بالسير عكس الاتجاة أعلى الكوبرى دون أن يعترضها أحد، ك مما يسبب اختناقات مروريةتستمر لساعات.

أصحاب التوك توك 

يقول محمد علي( سائق توك توك) أشعر بعد الترخيص بأنني أقود مركبة ووسيلة مواصلات شرعية إذ لا أخشي من ضباط وعساكر المرور أن يطاردوني مثل اللصوص, فالتوك أصبح له لوحات معدنية ولدي رخصة وخط سير.

ويضيف  على عبد الله ( سائق توك توك) أن إجراءات الحصول علي رخصة للقيادة, وترخيص التوك توك ليست صعبة بل في غاية السهولة حيث إنك تتقدم بالأوراق والمستندات إلي المكان الذي خصصته إدارة المرور. وبعد أسبوع تعود مرة أخري لفحص التوك توك لتحديد مدي صلاحيته وقدرته علي أداء دوره كوسيلة مواصلات.. وبعد استلام نتيجة الفحص نتوجه إلي إدارة مرور لنسلم الأوراق وبعدها نحصل علي رخصة القيادة وخط السير, واللوحات المعدنية.

أما منصور السيد( سائق توك توك) فيقول: حصلت علي الرخصة وأنا سعيد بها لأنها ستجني الوقوع في المشاكل خاصة أنني سرق مني توك توك قبل ذلك ولم أستطع أن أجده لأن كل التكاتك متشابهة, ولا يوجد أي رقم أو نمرة أو أي دليل استدل به عليه, فالترخيص يضمن لي حقي في التوك توك, لكن أطالب إدارة المرور أن ينظروا إلينا بعين الرحمة, وأن يخصصوا يومين للفحص والترخيص, لأن الزحام الرهيب للحصول علي رخص قيادة ولوحات معدنية يجعل الكثيرين من سائقي التوك توك يحجمون عن مواصلة الاجراءات.. ويضيف أن هناك مصاريف كثيرة يتطلبها ترخيص التوك توك تصل إلي ألف جنيه رسوم وأوراق وتأمين, كما أن هناك مصاريف إضافية مثل أن يكون للتوك توك سقف معدني وهو يكلف600 جنيه, وكذلك أربعة أبواب تكلف300 جنيه وطفاية ثمنها120 جنيها وكل ذلك يطلب تنفيذه في شهر واحد لكي أحصل علي اللوحات ورخصة القيادة وخط السير, وكل ما نأمل فيه أن نمنح خط السير ورخصة القيادة واللوحات ومعها مهلة3 أشهر لكي نستطيع تدبير الأموال اللازمة للحصول علي الرخصة وإجراء التعديلات اللازمة.

وقال أيمن عبدالله- سائق توك توك- على مقترح تقنين أوضاعهم، لافتًا إلى أن ترخيص التوك توك سيحفاظ عليهم من السرقات وذلك لعدم حصولهم على رخصة قيادة أو لوحة معدنية تثبت ملكية المركبة، وبالتالي يسهل ارتكاب الجرائم من خلاله أيضًاوطالب بضرورة ترخيص التوك توك لمنع الأطفال من قيادته حرصًا على سلامتهم، مشيرًا إلى أن بعض قائدي "التوك توك" تكون أعمارهم 12 عاما.واقترح بعض النواب، أن يتم حظر قيادة "التوك توك" على من هم دون 21 عامًا، ورأى آخرون أن يكون الحظر على من دون 18 عامًا، معتبرين هذه السن مناسبة للسماح للشباب بالقيادة، ولكنهم أجمعوا على أن "التوك توك" حوّل كثيرين من الأطفال إلى بلطجية

 

ورأى  جمال السيد سائق توك توك- أن المصلحة العامة تتطلب ترخيص "التوك توك" وتقنين أوضاع سائقيه، مشيرًا إلى جرائم العنف التي دائمًا ما تحدث بسبب ظاهرة انتشاره ونفى ان يكون جميع السائقين من البلطجية ومروجي الفوضى، قائلًا: "لا يوجد شخص يخرج لطلب الرزق ويقوم بأعمال نهب أو سرقة.. والمهنة أصبحت سيئة السمعة بسبب استخدام الأطفال بنسبة كبيرة فيها".

ونوه فرج عايد-  سائق- إلى أن إلغاء التوك توك سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة، خاصة في ظل عدم وجود فرص عمل بديلة للسائقين، مضيفًا بأن ذلك سيؤدي أيضا إلى ارتفاع معدلات الفقر والعنف.