رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بسبب النمل الأبيض.. المرسي أبو العباس والنبي دانيال مهددين بالهلاك بالإسكندرية

مسجد المرسي أبو العباس
مسجد المرسي أبو العباس

 انتشرت حشرة النمل الأبيض مرة أخرى على التوالي بمدينة الإسكندرية على مرآى ومسمع من الجميع وأصبحت تهدد الثروة الخشبة والتراث الإسلامي وكاد انتشارها هذا العام أن يودي بكارثة عقارية لو لم تتدخل الجهات المعنية لمكافحة هذا الوباء والذي تتكاثر فيه هذه الحشرة في تلك الفترة من العام.

 

وأول إصابة كانت بحي شرق في منطقة سموحة وحي وسط وغرب الإسكندرية يرجع ذلك نتيجة لتمركز تجار الأخشاب والموبيليات فضلًا عن هذه الأحياء تمثل الإسكندرية القديمة والتي شيدت منازلها بالحوائط الحاملة بمعني أن كافة الأسقف عبارة عن عروق خشبية مصنوعة من الخشب (الزان - والسويدي) .

 

 انهار العقار رقم 76 بجوار مسجد العطارين العام الأسبق  تسبب في وفاة عامل بمحل العصير أسفل العقار فضلًا عن إصابة 4 أفراد آخرين بعد تأكل أثاث المنزل تمامًا الأمر الذي أدى إلى انهياره، وفي عام 2008 انهار منزلين آخرين يحملان أرقام  13 ، 15 بشارع (التركيز) وهو ما أدي إلى إخلاء العديد من المنازل في مناطق (غربال ، وكرموز ، وباب سدره ، وكوم الدكه بالعطارين) والتي تم معاينتها من قبل قسم مكافحة الأوبئة بوزارة الزراعة ممن يفتقد لوجود عمالة ولا يوجد به سوي ثلاث عمال فقط في حين أن مكافحة هذه الحشرة يحتاج إلى قوة بشرية كبيرة بعد إضافة الكيروسين عديم الرائحة إلى المبيد ثم (طلس) الأماكن المصابة ، فضلًا عن عدم وجود أعداد كافية من مهندسي المعاينة.

 

ونتج عن عدم توفير الكيروسين عديم الرائحة دفع المواطنين إلى استخدام الكيروسين العادي وهو ما أصاب الأطفال والكبار بالحساسية ، وأثناء معاينة منطقة كوم الدكة شدد رئيس مكتب مكافحة الأوبئة على ضرورة دهان كافة منازل المنطقة عاجلًا وذلك نظرًا لخطورة الموقف والذي ينذر بكارثة عقارية وبعد تجهيز المعدات من عمالة ومبيدات وكيروسين

 

جاء ميعاد التنفيذ أفاد رئيس مكتب مكافحة الأوبئة بأن المحافظ أعطى تعليمات برش دودة القطن أولًا .

خطورة الموقف لم تنتهي عند إهدار الثورة الخشبية والعقارية فقط بل امتدت إلى المناطق الأثرية حيث إن مسجد المرسى أبو العباس بمنطقة بحري توجد به قطعتان أثريتان وهما (المنبر - وكرسي القارئ) فضلًا عن باب المكتبة الرئيسي وسقف مكتب إمام المسجد أصيبوا بحشرة النمل الأبيض حيث إنهم مصنوعون من خشب (الجور - والشيري - والابانوس) التركي ويعدا من أرقي أنواع الأخشاب على الإطلاق ، فضلًا عن القرنصات الخشبية والتي صنعت في المدرسة الإلهامية عام 1905 وكانت قد أهدتهم أمينة هانم إلهامي والدة الخديوي إسماعيل إلى المسجد عند زيارتها إلى الإسكندرية ويعدا نسخة طبق الأصل من الموجودين بمسجد إسطنبول الكبير بتركيا حيث صنع على يد الصانعين أنفسهم هم الآخرين لم يسلما من إصابتهم بتلك الحشرة القارضة.

 

والحال نفسه بمسجد النبي دانيال حيث يوجد به تحفة منبرية إسلامية نادرة كانت قد أصيبت في وقت سابق بهذا المرض وتم إهمالها دون مكافحة إلى أن تآكلت بالكامل ثم إلقائها في الزبالة وعمل منبر جديد بديل بالجهود الذاتية.

أما مسجد الشيخ عبد الرازق الوقائي بالعطارين فيعد من أقدم مساجد الإسكندرية علي الإطلاق تم إصابة (المنبر- وكرسي المقرئة) فضلًا عن إصابة شبابيك صحن المسجد هي الأخرى بذات الحشرة.

 

 بينما المتحف القومي بالإسكندرية بعد أن كان مقرًا للقنصلية الأمريكية وكافة منافذه والمصنوعة في فرنسا وكان (بأسيلتي) قد أهداة إلى القنصلية بعد أن تكلف 55 ألف جنيه ذهب وتم الاحتفاظ بها إلى أن تم بيعه إلى المحافظة ثم تخصيصه من أجل عمل متحف رمزي للمحافظة بعد دعمه بالمشغولات الإسلامية والقبطية القديمة بقاعة (البهو) الرئيسية والواقعة بشمال مدخل المتحف تم إصابته بالحشرة هو الأخر وفي تلك الفترة تم مخاطبة إبراهيم درويش مدير المتحف في ذات الوقت وأصبح الآن مدير متاحف الإسكندرية كلها، وكذا المتحف اليوناني لم يسلم هو الأخر من هذا الوباء بعد إصابة الصندوق الخشبي والذي توضع بداخله مومياء فرعونية أثرية تعود إلى العصر الفرعوني وأصبحت الآن معرضة للهلاك.

 

 يذكر أن النمل الأبيض تم تصديره إلى الإسكندرية وانتشاره بواسطة تجار الموبليا القديمة والتي يتم علاجها بطريقة بدائية وإعادة بعها سواء في الريف أو في صعيد مصر لتتحول إلى قنابل موقوتة لحشرة النمل البيض ،

وتتمركز أشهر مصانع الموبليا القديمة بمناطق غبريال (شارع محسن) والعطارين (سوق باب سدرة) والقبارى (سوق الجمعة) وباكوس (شارع مصطفي كامل) وسيدي بشر قبلي (شارع سيف - وشارع القاهرة - وشارع 30)، وللأسف الشديد ونظرًا لتطور إشكال الإهمال في معالجة هذه الحشرة والتي انتشرت منذ أكثر من 6 سنوات نتيجة لمعارض الأخشاب السورية والتي انتشرت في الفترة الأخيرة وبصورة كبيرة و مؤسفة.

جاء ذلك في طلب تقدم  به مسئول لجنة الشئون الدينية ألي رئيس الحي ، وطالب بعدم نقل أي موبيليات أو أثاث خشبي بين المحافظات إلا بعد تصريح فعلي من وزارة الزراعة بخلو هذه الأخشاب أسوة بخلوا الدواجن من أنفلونزا الطيور، وأن تعرض الأخشاب المستوردة على لجنة فعلية وليست ورقية من وزارة الزراعة لضمان خلوها من الإصابة بحشرة النمل الأبيض .