رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. الربابة آلة عشقها الأجداد وتركها الأحفاد بالصعيد

العزف على آلة الربابة
العزف على آلة الربابة

آلة الربابة، هي آلة موسيقية بسيطة في شكلها وفى الأدوات المصنوعة منها، وتستخدم في الأغاني الممزوجة بكلمات الشعر العربي وخاصة شعر المديح.

تعد آلة الربابة الآلة الاشهر في صعيد مصر وخاصة في محافظة قنا، بل ان اغلب افراح اهل الصعيد كانت تكاد لا تخلوا منها، وهى قديمة قدم الانسان المصري فقد استخدمها المصريون القدماء في مناسباتهم السعيدة وافراحهم  التي كانت تمر عليهم وقد سجلوا ذلك على جدران معابدهم.

يذكر أن الإغريق هم اول من اوجدوها في مصر وبرعوا في استخدامها، كما تعلق العرب بها واحبوها وأجادوا العزف على اوتارها، اختلف شكلها عبر الأزمنة والعصور  وظهرت بأشكال مختلفة،  فنجدها على  سبعة أشكال وهي( المربع – المدور – الصندوق المكشوف – القارب – الكمثرى – النصف كرى – الطنبورى)، الا ان تلك الاله التى عشقها الجميع تواجه حالياً خطر الاندثار والنسيان .  

تتكون الربابة من عدة اشياء بسيطة منها القوس، ويصنع في الغالب من عود الخيزران أو الرمان، لمرونة هذه العيدان وطراوتها، وقد يصنع من عيدان أخرى تؤدي نفس الغرض. وللقوس اسمٌ آخر هو السَّوَّاق، لمروره جيئةً وذهاباً على وتر الربابة.

طارة الربابة هو الجلد المشدود على جانبي الربابة من الأعلى والأسفل، ويُشدّ هذا الجلد بشكل جيّد بواسطة خيوط متينة تُشبك في أطرافه وتشدّ الجلد الأعلى مع الجلد الأسفل، ومن الممكن ان تستعمل دبابيس خاصة تغرز في الجلد وخشب الطارة لكى تؤدى نفس الغرض وتزيد من متانتها.

السَّبِيب وهو شعر ذيل الحصان الذي يصنع منه وتر الربابة ووتر القوس كذلك،  من خلال تجميع شعر ذيل الحصان مع بعضه البعض، ويتم ربطه بعد ذلك من اطرافه بخيط متين ليتكون منهما وتر الربابه.

الكَرَّاب هو ذلك المشدّ الذي يكون في الطرف الاعلى من عصا الربابة، ويستخدم  لشدّ وتر السبيب إلى الدرجة المطلوبة حسب وجهة نظر العازف ونوعية الايقاع المطلوب.

الغزال وهي قطعة رفيعة من الخشب توضع تحت الطرف السفلي لوتر الربابة، لترفعه عن الطارة حتى لا يلامسها عند العزف والضغط عليه.

المخدّة هي قطعة قماش صغيرة توضع تحت نهاية الوتر عند آخر ساق الربابة، وظيفتها كوظيفة الغزال في الجهة المقابلة.

يقول ابو الوفاء فؤاد 56 سنة من مركز ابو تشت بمحافظة قنا، احد العازفين على الربابة بالمحافظة، ورثت المهنة من أجدادي تعلقت بها واحببتها منذ طفولتي، في البداية كانت بالنسبة لي مجرد هواية اعتدت عليها واحببتها الى ان تحولت مع مرور الايام لمهنه اسعى لطلب الرزق من خلالها، ولكنني لا انكر حبى لها وتعلقي بها قبل ان تكون هي المصدر الوحيد لدخلي حالياً.

وأضاف فؤاد ، ان أهالي الصعيد وخاصة ابناء محافظة قنا احبو  الربابة وتعلقوا بها، الا ان ذلك الفن قد تأثر بمرور الوقت ببعض العوامل التي طرئت على المجتمع، كان من ضمنها خروج الآلات الموسيقية الحديثة، التغير الكبير الذى طراء على المجتمع غير في طباعة وتكوينه وأذواقه السماعية، ففي الماضي كانت الربابة مع المزمار البلدي هما الاثنين  الوحيدين  المختصين لأحياء الافراح والمناسبات السعيدة، ولكن الوضع تغير بعض الشى، ايضاً الحالة الاقتصادية التي نعيشها كان لها  تأثير كبير ومؤثر على تراجع الاقبال على ذلك الفن خاصة خلال الفترة الاخيرة .

كما ذكر اسعد جهلان، مغنى على نغمات الربابة يقول: هناك طلب علينا لأحياء الافراح والمناسبات السعيدة في اغلب مراكز المحافظة، وخاصة مركز ابو تشت الذى يتصدر الترتيب يليه قرى مركز نجع حمادي ودشنا وفرشوط ومركز الوقف ، اعمل في تلك المهنة منذ قرابة الثلاثين عاماً،  الوضع  لم  يعد مثل  ما كان في السابق،  في الماضي كنا لا نستطيع تغطية كل الطلبات التي تأتينا من قبل الأهالي، الان الوضع تغير بعض الشى فالإقبال لم يعد كما هو

نتيجة لعدة اسباب طرئت على المجتمع غيرت في عاداته وتقاليده. 

واستكمل جهلان كلامه، ان الشارع القنائى تعلق جداً بالربابة، وبأغانيها واشعارها وخاصة جيل الزمن القديم الذى اعتاد الاستماع  اليها باستمرار في الماضي،  موضحاً ان الجمهور يميل دائما لسماع السيرة الهلالية لأبو زيد الهلالي  وقصة الزناتي خليفه هذا على سبيل القصص الشعرية، كما احب الشارع القنائى الاغانى على موسيقى الربابة ونغماتها.

وتابع هانى ابو الوفاء فؤاد، ان مهنة الربابة تواجه خطر الاندثار نتيجة لإهمال  الدولة لها وعدم الاهتمام  بها، وعدم تقديم الدعم  لأصحاب هذا الفن الشعبي.  

وأضاف ابو الوفاء ان النقابة توقع  الغرامات بين الحين والاخر بمجرد علمها اننا موجودون في مكاناً ما، في اغلب الاحيان يقوم بدفعها  اصحاب تلك المناسبات تخفيفاً عنا ومراعاة لأحوالنا المعيشية، باعتبار ان هذه المهنة هي مصدر دخل أساسي لنا ،موضحاً ان النقابة لا تقدم لنا أي دعم سوآءا ماديا او معنوياً .

بينما اوضح طارق اسعد جهلان، 33سنة، انه ورث تلك المهنة من ابيه تعلمها  منه منذ صغرة من خلال مرافقته المستمرة له في مراحل صباه.

وأوضح  انه لا ينكر مدى تعلقه بها في البداية حتى سارت بعد الكبر مهنه  يسعى  لطلب العيش من خلالها،  ذاكراً ان الة الربابة  تواجه خطر الانقراض نتيجة لتغيرات التي حدثت في المجتمع والظروف الاقتصادية الحالية، التي كان له تأثير كبير على تراجع الاقبال  على فرق الربابة، كما ان الدولة لا تلقى أي اهتمام لتلك المهنة  لكى تحفظها من خطر الاندثار.

مطالباً الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة بالاعتناء بالفرق الشعبية وبالآلات التراثية امثال  الة الربابة والمزمار البلدي، عن طريق تقديم الدعم الفني لها من خلال تخصيص ايام في قصور وزارة الثقافة  ومراكز الشباب  يكون لكل الفرق الموسيقية، ودعم وتشجيع الموهوبين منهم ، لنشر ذلك الفن الراقي الذى يعبر عن الهوية المصرية وتاريخها العريق  والحفاظ عليها من الاندثار والنسيان،  والعمل على توفير دعم مادى من خلال  توفير اماكن ملائمه بأسعار رمزيه لتلك الفرق يكون الدعم متاح للجميع وليس لأشخاص بعينهم من اصحاب الواسطة .

كما طالب طارق اسعد بتفعيل دور شعبة الفنون الشعبية تجاه الفنانين، من خلال تقديم الدعم المادي لهم وتوفير معاش مناسب لأصحاب تلك المهنة يكفل لهم حياه كريمة يستطيعوا من خلاله الانفاق على اسرهم  بعد ان يتقدم العمر بهم، كما طالب بعمل تامين صحى فعال وحقيقي لأصحاب تلك المهنة يكفل لهم العلاج بأسعار رمزية في مستشفيات تقدم خدمة جيدة.