رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة الألبان فى المنيا.. مصيدة لأرواح الأهالى

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - أشرف كمال:

من المعروف أن أى صناعات غذائية لابد أن تكون خاضعة لإشراف رقابى دقيق، لكونها تعمل فى أنشطة تخص الصحة العامة للمواطنين، لكن اختفى دورها ما أدى إلى ظهور صناعات الألبان والأجبان، والتى انتشرت بشكل مخيف داخل قرى ومدن ومراكز محافظة المنيا، دون ترخيص معتمد، أو خضوعها للأجهزة الرقابية، والتى وصلت إلى ما يقرب من 150 معملا عشوائيا للألبان، وبرغم أنها تعد من أخطر الصناعات، والتى  تؤثر بصورة مباشرة على صحة المواطنين بكافة أعمارهم، فى مصر بصفة عامة وفى محافظة المنيا بصعيد مصر  بصفة خاصة.

وتتصدر محافظة المنيا كافة محافظات الصعيد فى معامل الألبان غير المرخصة، وتنتج ما يقرب من 60 إلى 70% من الإنتاج المحلى للجبن فى مصر كلها، حسب رؤية الخبراء، فصناعة الألبان فى مصر يقوم بها نوعان من الشركات، الأولى كبيرة تمتلك أجهزة وتكنولوجيا حديثة تنتج تقريباً 30% من منتجات الألبان.

والثانية معامل لا تمتلك التكنولوجيا الحديثة، والتى تقوم بإنتاج 70% من منتجات الألبان، ووفقاً لتقديرات لجنة الأسعار بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإننا نفقد سنوياَ  مليارات اللترات من الألبان بقيمة عشرات المليارات من الجنيهات ، وذلك نتيجة لعدم اتباع الطرق السليمة فى التخزين.

من جانبه قال رشدى زكى، خبير ألبان: إن ما يسمى بالألبان المجنسة، هو عبارة  عن «شرش» مجفف مع لبن بودرة مجفف وإضافات ومستحلبات، لافتاً إلى أنه يتم تجميع كافة هذه المحتويات ويتم دمجها معاً من خلال خلطها لإنتاج الجبن.

وأكد «زكى» أن المستهلك لا يستطيع التفرقة بين الجبن غير القابل للاستهلاك والمضر بالصحة نظراً لشكل وطريقته التى لا تختلف عن الجبن الصالح للاستهلاك الآدمى.

ويؤكد ممدوح عدلى، خبير إنتاج حيوانى، أن من أنواع الغش فى الألبان، يتمثل فى  سحب الدسم لتحويله إلى (قشطة) طمعاً فى تحقيق أكبر قدر من الربح، وتعويضه بنشا ومواد دهنية مُصنعة، ليظهر اللبن بدرجة لزوجة عالية، توحى بأنه يحتوى على نسبة عالية من الدسم، إضافة إلى مسحوق المستردة وصبغات الحلويات صفراء اللون، كى يُضفى على اللبن «الصفرة» التى تُوحى بأنه بقرى أو جاموسى كامل الدسم، بجانب المواد الحافظة مثل كربونات الصوديوم، وأملاح البوراكس، وحمض البنزويك،  وفوق أكسيد الهيدروجين حتى  يحتفظ بصلاحيته أطول فترة ممكنة فى تخزينه.

ويقول الدكتور جمال حسن، طبيب مركز سموم بمحافظة المنيا: إن مخاطر استخدامات منتجات الجبن والألبان المغشوشة، تسبب أمراضا خطيرة على صحة الإنسان، والتى انتشرت فى السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنها لا تخضع لمواصفات دولية، ويتم استيراد مكسبات الطعم والرائحة من دول خارجية، وبعضها محظور فى بلد المنشأ، وتابع: لا نملك

المعامل والخبرات الكافية للكشف عن عدم جودتها، والتغييرات التى تحدث بها عند خلطها بالجبن والألبان.

ويكشف سيد مسعود، عن كواليس تلك الصناعة، والذى يقوم بنقل اللبن من المواطنين لأحد المعامل فى المنيا، قائلاً: إن المعمل لا يتطلب إنشاؤه سوى الحصول على الألبان، وحتى يحافظ عليها يضيف إليها مادة يسمونها «الاستيم» ولكن هى فى الحقيقة تسمى «الفورمالين». وأضاف أنه داخل محافظة المنيا فقط هناك أكثر من 150 معمل جبن، وأغلبها يستخدم منتجات ضارة بالصحة، ونظراً لغياب الرقابة أصبح لديهم شبكة من الموزعين على مستوى الجمهورية، وأغلب تلك المعامل لا يوجد بها جهاز بسترة.

ولفت أحد مسئولى صحة المنيا، أن الرقابة على مصانع الألبان والجبن هى مسئولية مشتركة بين العديد من الجهات ومنها وزارة الصحة، ومباحث التموين، والرقابة الصناعية، والرقابة على الصادرات والواردات، مؤكداً أن أخطر ما يواجه مديرية الصحة ومعاملها،  هو انتشار المعامل العشوائية ، وعدم توافر بيانات عنها من قبل المحافظات، ولهذا يقتصر الأمر على المرور على المعامل المرخصة والتى لا يتعدى عددها المائة معمل، وأشار إلى أن قلة أعداد المفتشين لدى مديرية الصحة، يضعف من عملية الرقابة.

وأوضحت مصادر بمديرية التموين بالمحافظة أن هناك انتشاراً كبيراً لمعامل ما يسمى (بير السلم)  بالمنيا، ويتم التنسيق مع  الصحة وحماية المستهلك لضبط تلك المعامل، والعقوبة تجاه المخالفين تشمل غلق المنشأة طبقاً لقانون الغش التجارى رقم 67 لسنة 2006، وفرض غرامة تتراوح بين 5 آلاف جنيه وحتى 100 ألف جنيه، وأوضح أن حجم المخالفات المضبوطة كبيرة.

وطالب مواطنو المنيا بضرورة قيام الأجهزة المعنية بصناعة الألبان بتشديد الرقابة وغلق كافة المعامل التى تثبت عدم صلاحيتها، وإنتاج مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمى وتخالف المواصفات وتضر بالصحة.