عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمران كلاهما مُـر !

صباح يوم 15/11/2014... وهو الموعد المحدد لبدء تطبيق قرار حظر سير سيارات النقل الثقيل داخل المدن من السادسة صباحاً حتى الحادية عشر مساء، طالعتنا احدى الصحف القومية بخبر فى مكان بارز فى صفحتها الأولى تحت عنوان (إرجاء تنفيذ قرار سير النقل داخل المدن... اجتماع لمحلب وابراهيم اليوم لتحديد الموعد الجديد) ثم تطرق الخبر إلى باقى التفاصيل شرحاً لما ورد فى العنوان سالف الإشارة إليه.

والملفت للنظر، والمثير للانتباه انه فى الوقت الذى كان الملايين من قراء هذه الجريدة يقرأون ذلك الخبر بتفاصيله، كانت الحكومة عامة ووزارة الداخلية بصفة خاصة تقوم بتنفيذ ذلك القرار فى عموم أنحاء البلاد بكل حزم وجدية.
والسؤال الذى يفرض نفسه هنا... لماذا تم النشر على ذلك النحو؟ وهل لم يكن هناك علم بعدم صحة الخبر، أم أن ما نشر كان خيالاً وأمنيات؟ والإجابة واضحة وضوح الشمس وتتمثل فيما رأيناه على أرض الواقع من التزام الحكومة بتنفيذ ذلك القرار فى الموعد المحدد وعلى نطاق الجمهورية بالكامل، وهو الأمر الذى يقطع بعدم صحة ما نشر فى ذلك الشأن... ومن ثم نعود الى الجزء الأول من السؤال وهو: لماذا تم النشر على ذلك النحو؟
والإجابة عن ذلك السؤال لا يمكن ان تخرج علي احتمالين لا ثالث لهما... أولهما ان الخبر غير صحيح ولم يكن للصحيفة علم بذلك... وهو أمر خطير، بل وخطير جداً وأعنى به ان تقوم جريدة قومية بنشر ما لم تتأكد من صحته دون مراعاة للآثار المترتبة على النشر فضلا عن انه يمثل إخلالا جسيما بالالتزام المهنى والذى يقتضى التأكد من صحة ما تنشره الصحيفة من أخبار، فإنه يشكل عدم اعتبار للقارئ.
وثانيهما أن الصحيفة كانت تعلم بعدم صحة الخبر وبرغم ذلك أقدمت على النشر على النحو السالف الإشارة إليه... وهنا يكون الأمر أكثر خطورة وأشد تأثيراً لأنه فى الحالة الأولى يكون هناك تقصير أو إهمال جسيم فى أداء العمل.. أما فى الحالة الثانية فانها تشكل نية أو قصد إثارة البلبلة والإضرار بالأمن القومى للبلاد وهو أمر جد خطير، خاصة إذا كانت الصحيفة إحدى الجرائد القومية.
وإذا ما تركنا الصفحة الأولى وانتقلنا الى الصفحة الثالثة سوف نجد إطاراً مستطيلاً يتوسط الصفحة وبداخله عنوان من كلمة واحدة وهى  (إيضـاح)  ثم ما يلى: ورد بالصحيفة أمس خبر تحت عنوان قرار جمهورى بقانون حول تجريم الكيانات الإرهابية وحظر نشاطها... والصحيح أن مشروع القانون فى هذا الشأن لا يزال قيد الدراسة فى مجلس الدولة.
وهذا الإيضاح كما ورد بالجريدة يعنى أنها نشرت فى اليوم السابق خبراً غير صحيح أيضاً ومن ثم نجد أنفسنا نعود الى نفس التساؤل... هل كان النشر بدون علم.. بما يعنى أن هناك تقصيراً أو إهمالاً، أم

بعلم وهو الامر الذى يشير إلى تعمد إثارة البلبلة وافتعال أمور يمكن ان تكون لها آثار سلبية على مجتمعنا الذى يسعى بكل قواه إلى استرداد كامل عافيته.. للانطلاق إلى مستقبل مشرق بإذن الله.
وأعتقد ان تكرار حدوث نفس الفعل بما يحمله من دلالات وفى يومين متتاليين، يؤكد أن هناك سوء قصد وتعمداً لإحداث وإثارة بلبلة بين المواطنين وهو الأمر الذى يعرض الأمن والسلم الاجتماعى للخطر، وبالتالى يبدو واضحاً أن النشر كان فى صالح تلك الجماعة الإرهابية التى عبثت بأمننا القومى وكادت تؤدى بالبلاد الى التهلكة لولا رحمة من الله سبحانه وتعالى بهذا الشعب، كما أعتقد ان تلك الجماعة الإرهابية قد قامت بزرع بعض العناصر الموالية لها فى كافة المصالح والمؤسسسات فى كافة أجهزة الدولة، وأن تلك العناصر هى المسئولة عن كافة المظاهر السلبية والمعوقات التى نعانى منها، كما اود ان اوضح ان ذلك الأمر يلقى على عاتق كل منا مسئولية كبرى فى تسليط الأضواء على تلك العناصر وكشفها امام المسئولين لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قبل تلك العناصر لكى نقى البلاد من سمومهم وشرورهم، وفى نفس الوقت تلقى على عاتق كل مسئول فى كافة المواقع مسئولية أكبر للقيام بما يمليه عليه الواجب والضمير تجاه بلده وبنى وطنه، وإذا كان أى مسئول ليست لديه القدرة على تلبيه نداء الضمير والالتزام بما يمليه عليه الواجب، فمن الأوفق ان يتنحى طواعية عن موقع المسئولية وأن يترك الساحة لمن هو اقدر منه على الفعل. ويجب ان ندرك جميعاً اننا فى حالة حرب شاملة مع اعداء لنا فى الخارج نستطيع ان نراهم وان نتعامل معهم، واعداء لنا فى الداخل لا نراهم لأنهم يعيشون بيننا ويوجهون لنا الضربة تلو الأخرى فى ظهورنا وفى الظلام ومن ثم تكون ضرباتهم موجعة ومؤثرة.