رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‮الرجل الشبح‮" ‬يحكم مجلس الوزراء‮


بعد مرور ما‮ ‬يقرب من‮ ‬4‮ ‬شهور علي‮ ‬حكومة الدكتور عصام شرف ساد الإحباط الشارع المصري ‮ ‬لعدم وجود تقدم ملموس في‮ ‬أوضاعهم المعيشية‮.‬

وتبين ان وعود شرف التي‮ ‬قطعها علي‮ ‬نفسه تبخرت في‮ ‬الهواء‮.. ‬أعداد العاطلين تتزايد والمفصولون عن العمل والمؤقتون‮ ‬يتظاهرون‮ ‬يومياً‮ ‬أمام مكتب رئيس الوزراء دون جدوي‮. ‬وكان شرف‮ ‬يستمع لهم خلال أول شهرين تولي‮ ‬فيهما مسئولية الحكومة،‮ ‬وكان‮ ‬يتواجد‮ ‬يومياً‮ ‬بينهم لكنه بدأ في‮ ‬الابتعاد التدريجي‮ ‬لدرجة الانقطاع الكامل ولم‮ ‬يكتف بذلك‮.. ‬بل استدعي‮ ‬لهم الامن المركزي‮ ‬قبل أسبوع والذي‮ ‬قام بدوره بفض الاعتصامات السلمية بالقوة‮. ‬

ومازالت قوات الامن المركزي‮ ‬تطوق حتي‮ ‬الآن مربع مجلس الوزراء المطل علي‮ ‬شوارع قصر العيني‮ ‬وحسين حجازي‮ ‬ومجلس الشعب‮.‬

كما تبين ان شرف آثر الانطواء داخل مكتبه واغلاق النوافذ حتي‮ ‬لا‮ ‬يسمع الصراخ والهتافات التي‮ ‬تدوي‮ ‬ضده من حالات فردية لها مطالب انسانية ومعظمها من المحافظات النائية‮.‬

ورغم نجاح الأمن في‮ ‬فض الاعتصامات المنظمة‮.. ‬إلا أن الحالات الفردية تمكنت من الاقامة شبه الكاملة أمام سور مجلس الوزراء‮.. ‬وهؤلاء المساكين‮ ‬يشاهدون سيارة شرف مجيئاً‮ ‬وذهاباً‮ ‬ويعتصرهم الحزن لتجاهل شرف لهم‮.‬

ويدور الحديث داخل أروقة مجلس الوزراء حول رضوخ شرف للضغوط التي‮ ‬يمارسها الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور سامي‮ ‬سعد زغلول فهذا الرجل الخفي‮ ‬يدير مجلس الوزراء ويتابع كل صغيرة وكبيرة في‮ ‬عهد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق والمحبوس حالياً‮ ‬علي‮ ‬ذمة التحقيق‮.‬

الآن عاد المجد لـ»زغلول‮« ‬من جديد وعاد عصره الذهبي‮ ‬حيث أعاد فرض القبضة الحديدية علي‮ ‬المجلس بمن فيه رئيس الوزراء نفسه‮.‬

ونجح زغلول في‮ ‬التأثير علي‮ ‬شرف وإبعاده عن الناس ودفعه للانطواء داخل مكتبه‮.‬

وهذا السيناريو فعله مع نظيف في‮ ‬بداية توليه رئاسة الوزارة عام‮ ‬2004‮ ‬ونجح في‮ ‬السيطرة الكاملة عليه‮.‬

ولمن لا‮ ‬يعلم فإن‮ »‬زغلول‮« ‬كان‮ ‬يحمل رتبة لواء قبل وصوله الي‮ ‬المجلس ويطلقون عليه‮ »‬الرجل الخفي‮« ‬لأنه‮ ‬يسير أمور المجلس دون أن‮ ‬يظهر‮. ‬وله رجال في‮ ‬كل شبر وكل‮ ‬غرفة في‮ ‬الديوان‮.‬

ولأنه متخصص في‮ ‬عدم الظهور بين صغار الموظفين فإن البعض لا‮ ‬يكاد‮ ‬يعرفه شخصياً‮ ‬ونفس الكلام‮ ‬ينطبق علي‮ ‬الاعلام والصحافة‮.‬

وقد أكد‮ »‬زغلول‮« ‬في‮ ‬أكثر من مناسبة ان الشيء الوحيد الذي‮ ‬يكرهه في‮ ‬حياته هو الصحفيون‮.. ‬ولذلك‮ ‬ينسب إليه القيام بحبس الصحفيين داخل حجرة صغيرة بحمام ومنعهم من التجوال في‮ ‬المجلس‮.‬

كما منعهم من صعود السلالم‮.. ‬لدرجة أن أغلق نوافذ الحجرة بالكامل وقت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير حتي‮ ‬لا‮ ‬يري‮ ‬الصحفيون ما‮ ‬يحدث في‮ ‬شارع مجلس الشعب ويرسلون الي‮ ‬صحفهم تغطية بالأحداث‮.‬

جميع قيادات مجلس الوزراء نشرت لها صور بالصحف ووسائل الاعلام باستثناء‮ »‬زغلول‮« ‬الذي‮ ‬يتفنن في‮ ‬الهروب من المواجهة ويكتفي‮ ‬بالادارة الصارمة لشئون المجلس من داخل مكتبه المحصن بطواقم السكرتارية والامن والمراسم حتي‮ ‬يمنعوا وصول أي‮ ‬شخص إليه‮.‬