عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسي تحذر من عراق جديدة في ليبيا


حذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية من اندلاع مواجهات طائفية وعشائرية في ليبيا في مرحلة التغيير الثوري بعد السقوط المتوقع –وغير المأسوف عليه- للقذافي، على النحو الذي يحدث في العراق، منذ الغزو الأمريكي. وأشارت إلى أن قرار التدخل الدولي العسكري في ليبيا، من جانب الولايات المتحدة والناتو، جاء متعجلاً وأدخل البلاد في دوامة من الفوضى والعنف، ويتحمل قسماً كبيراً من مسئولية الكارثة الإنسانية فيها. وأوضحت المجلة على موقعها الإلكتروني الجمعة أنه مع التدخل القوي للولايات المتحدة والناتو في ليبيا، يبدو أن الوضع يميل بقوة نحو قوات الانتفاضة. وعلى الرغم من أن هذا خبر سيء بالنسبة لعائلة القذافي بالطبع، إلا أن افتقارهم لبدائل جذابة غير القتال يجعل من الصعب عليهم أن يستسلموا بسهولة.

وأضافت أن النتائج ليست مفاجأة، نظراً لأن الجيش الليبي لم يكن أبداً مقاتلاً من الطبقة الأولى ولم يكن من المتوقع أن يمثل مشكلة كبرى أمام قوات الانتفاضة نظراً لحصولهم على مساعدات خارجية كبيرة. واستدركت أنه، على الرغم من ذلك، فإن الخطر يتمثل في أن قوات المتمردين لن تكون قادرة على أن تعزز سيطرتها على البلاد بالكامل بدون استخدام المزيد من القتال، الذي يشمل ذلك النوع الكريه من حرب المدن التي يمكن أن تخلف الكثير من القتلى المدنيين.

وباختصار، كما حدث في غزو العراق، لم تكن القضية ما إذا كان الغرب يستطيع في النهاية أن ينجز مهمة تغيير النظام إذا حاول القيام بذلك. وبدلاً من ذلك، فإن القضايا الرئيسية التي تدور حول ذلك هي ما إذا كان ذلك في مصلحة الغرب الكلية القيام بذلك، وما إذا كانت المكاسب توازي التكلفة. ففي حالة العراق، من الواضح لأي شخص، بشرط ألا يكون من المحافظين الجدد أو موال لبوش، أن المكاسب (المشكوك فيها أيضاً) لا تساوي الثمن الباهظ المدفوع. فلم تكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق، ولا توجد أدنى رابطة بين صدام حسين وبين القاعدة، كما ان الحرب تكلفت أكثر من تريليون دولار (وربما أكثر من ذلك بكثير). وأيضاً مات عشرات الآلاف من البشر (من بينهم 4500 أمريكي)، وفر ملايين اللاجئين من منازلهم. وكل هذا من أجل ماذا؟ إن أهم ما حدث هو تحسن نفوذ إيران الإقليمي ووضعها الاستراتيجي.

وفي الحالة الليبية، هناك سؤال أساسي. بالكاد

لا تجد أحداً يرى أن أسرة القذافي تستحق أن تحكم ليبيا، والقليل منهم سوف يحزنون لرحيلهم. لكن بفتراض أن المتمردين سيكسبون، فهل المكاسب المتحققة من تغيير النظام توازي التكلفة؟ فقد قال وزير الدفاع روبرت جيتس إن الحرب كلفت الولايات المتحدة حوالي 750 مليون دولار حتى الآن، وهو رقم ليس كبيراً بمعايير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ولكنه كبير في فترة تقشف الميزانية.

والأكثر إثارة للقلق هو التكلفة التي تتكبدها ليبيا نفسها، فالناتو والولايات المتحدة تدخلوا لمنع "كارثة إنسانية" متوقعة (التي ربما تحدث وربما لا تحدث وحجمها لا يزيد على كونه تخميناً)، لكن ما حدث بدلاً من ذلك هو حرب أهلية بغيضة مات فيها الآلاف بالفعل (ولم ينته القتال بعد). لذا يمكننا أن ننظر إلى المناظرة حول حكمة هذا التدخل، حيث يرى المؤيديون أننا منعنا حمام دم أكبر، ويحتج المشككون بأنه لم تكن هناك أي مخاطر لوقوع تطهير عرقي أو حتى قتل على نطاق واسع، وأن قرار التدخل جعل الأوضاع أكثر سوءًا.

وفي نفس الوقت، على الولايات المتحدة والناتو أن يفكروا طويلاً وبجدية حول ما يتعزمون فعله إذا سقط القذافي. فكما نرى في سياقات أخرى (مصر، على سبيل المثال)، عادة ما يكون التغيير الثوري فوضوياً ولا يمكن التنبؤ به وعنيفاً، ويخلق فرصاً لأشكال مختلفة للفساد. وتبدو تلك المخاطر على نحو أكبر في ليبيا، بسبب الافتقار إلى المؤسسات السياسية الكفؤة، ومخاطر المواجهات العشائرية على نحو ما يحدث في العراق، في المجتمع الليبي المتجذر في القبلية.