رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ج.بوست: لهذا مبارك "صهيوني" بجدارة


"هل كان الرئيس المصري السابق حسني مبارك صهيونيا؟".. بهذا التساؤل بدأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرها عن ذلك الوصف الذي يحمل بين طياته اتهاما لمبارك من قبل معارضيه ومنتقديه بالولاء التام لإسرائيل وتقديم خدمات جليلة للدولة العبرية، وهو وصف أثار غضب الكثيرين من الإسرائيليين والمصريين. وقالت الصحيفة إن وصف مبارك بالصهيوني من جانب منتقديه يبدو سخيفا، وبطبيعة الحال، الصهيونية تهمة سيئة في أجزاء كثيرة من العالم العربي، وبالنسبة للكثير من الإسرائيليين وصف الرئيس المصري المخلوع بالصهيوني هو إهانة لبلادهم، لأنه لم يقدم ما كانوا يرغبون فيه من وراء معاهدة السلام.

وأضافت الصحيفة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين فإن مبارك الذي ظل رئيسا طيلة 30 عاما، رفض زيارة إسرائيل إلا لحضور جنازة اسحق رابين، الأمر الذي دفع وزير الخارجية افيجدور ليبرمان لمهاجمة الرئيس مبارك وقوله "ليذهب إلى الجحيم"، ربما كان هذا هو ما جعل ليبرمان المسئول الإسرائيلي الوحيد غير المرحب به في القاهرة، وعلى النقيض فقد ترك مبارك الباب مفتوحا أمام زعماء إسرائيل للاستفادة من تعاونه من أجل إسرائيل.

وتواصل الصحيفة سرد مزايا التحالف مع مبارك "الصهيوني" إنه (مبارك) كان يذهب إلى أي زعيم عربي نيابة عن إسرائيل لعقد الاتفاق الذي تريده إسرائيل، ولاسيما مع الفلسطينيين، وكانت العلاقات المصرية الإسرائيلية تصب في وعاء واحد، وكانت إسرائيل تستخدم مبارك لخدمة قضاياها، فقد كان -بحسب الصحيفة- أفضل حليف يمكن الحصول عليه.

وتنقل الصحيفة عن بعض المراقبين قولهم إن مبارك بمحافظته على السلام مع إسرائيل كان قادرا على بذل المزيد من الجهد لصالحها، فمعاهدة كامب ديفيد لم تكن أبدا تحظى بشعبية كبيرة في الشارع المصري، إلا أن مبارك سمح بالتعاون مع إسرائيل في كثير من القضايا التي كانت طي الكتمان.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل كانت قلقة جدا لرؤيته يتنحى، وسعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومسئولين كبار آخرين من الزعماء لدى الأمريكيين والأوروبيين لمساعدة مبارك على الاستمرار في منصبه، لكنهم لم يفهموا أن مبارك كان يواجه ثورة قوية بسبب عقود من الاضطهاد، ويمكن أن يصاب بضرر كبير إذا ظهرت إسرائيل في صورة المدافع الوحيد عنه، وكأنها تقول "كل

شيء من أجلي"، وقد صور بعض المعلقين الإسرائيليين، رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على رحيل مبارك بأنه "خيانة للدولة اليهودية".

وأشارت الصحيفة إلى أن السلام مع مصر كان حجر الزاوية لأمن إسرائيلي لأكثر من ثلاثة عقود، وسمح لها بخفض الإنفاق على الدفاع والتركيز على غيرها من التهديدات، ورغم كل أخطاء مبارك إلا أنه أبقى على عملية السلام.

وكان مبارك - بحسب الصحيفة - يشاطر الأمريكيين والإسرائيليين وجهات النظر المعادية لإيران، وتعاون معهم في الجهود الرامية لعزل ومعاقبة النظام، كذلك شاركهم رأيهم في حماس وجماعة الإخوان المسلمين، وانضم إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة لإضعاف الجماعات الإرهابية ، وبدأ بناء حاجز أمني على طول الحدود بين غزة وسيناء لمنع عمليات التهريب، وأوقفت الحكومة المصرية الجديدة بناءه وفتحت الحدود.

وواصلت الصحيفة سيرد الخدمات التي قدمها مبارك لإسرائيل واستحق عليها لقب "صهيوني" حيث قالت فقد توسط لإحلال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ويساعد على إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس، كما قال إنه يشاطر احتقار إسرائيل لياسر عرفات، رغم إعلانه في بعض الأحيان تأييده للعمليات الإرهابية القديمة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه رغم تعهد الحكومة المصرية الجديدة، وكذلك معظم المرشحين للرئاسة باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أنهم لن يكونوا مثل مبارك، وتساءلت هل مبارك صهيوني؟ وأجابت لا، لكنه كان شريكا قيما، شريك أفضل مما يمكنك الحصول عليه.