عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتحار "أبو سويلم" يكشف فساد جامعة القاهرة

أبو سويلم
أبو سويلم

"المسئولون فاسدون, وبيسرقوا ليل ونهار, صفقات صيانة مبانى جامعة القاهرة وصلت بالميارات, وإحنا عايشين, عيشة غير آدمية, زميلنا انتحر والإدارة لم تتحرك, الفلول والعسكرى بيسيطروا على جامعة القاهرة, والفساد للركب, زميلنا شاب محترم والمباحث قالت عليه بتاع بنات".

بهذه الكلمات شاركت "بوابة الوفد" طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة, المأساة التى لاقوها بانتحار زميل لهم يدعى "حسام أبو سويلم", بالصف الثالث من كلية الهندسة من خلال غرفته بالدور الرابع من المدينة الجامعية.

"ليلة مخابراتية واستنفار أمنى من قبل قوات الأمن, وتحريات المباحث بمحافظة الجيزة, على مداخل ومخارج الجامعة ومدينة الطلاب, من أجل التوصل للأسباب الحقيقية وراء انتحار الطالب بالإضافة إلى نقاشات حادة من جانب الطلاب  للتوصل للرواية الحقيقية, والتى اختلفت من طالب لآخر ولكنهم اتفقوا جميعا فى أنه ملتزم دينيا, ومخلص لربه, ولا توجد أى سلبيات له مع أى زميل, بالإضافة إلى نفيهم لما رددته تحريات المباحث الأولية فى أن الطالب انتحر نظرا لفشله فى الارتباط بزميلته".

"بوابة الوفد" بدأت التحرى للتوصل إلى الرواية الحقيقية فى انتحار "أبو سويلم" وذلك بالوصول إلى المبنى الذى حدثت فيه الواقعة, وبالوصول إلى حجرة الطالب  نجد لافتة مكتوبا عليها: "ممنوع الاقتراب" وطلاب يمنعون أى فرد من الدخول للحجرة.

وبالتعرف على أننا إعلاميون بدأ الحديث مخيفاً ولكن عندما أطلعناهم أننا هنا من أجل التوصل للحقيقة ومعرفة مدى المعاناة التى يعانى منها طلاب المدن الجامعية على مستوى الجمهورية وحياتهم غير الآدمية, بالرغم من الدعم المالى المتوفر للطلاب, وللمرحلة الجامعية, إلا أن المعاملة المالية لا ترتقى لمستوى المسئولية للطلاب, بدأوا فى سرد الرواية الحقيقية والمنافية تماما لتحريات مباحث الجيزة .

اصطحبنا طالبا بكلية الآثار لإطلاعنا على الرواية الحقيقية, وأحد شهود العيان للواقعة وقت أن حدثت بقوله: "فى تمام الساعة الثالثة قبل صلاة الفجر, استيقظنا على كلمة لا إله إلا الله .... إلحقوا إلحقوا يا شباب زميلنا مات" مؤكدين أنهم  نزلوا من حجراتهم ليتفاجأوا بجسة هامدة مشتتة الأجزاء وكل عضو منها فى مكان، بالسؤال عنه تبين أنه "محمد جمال أبو سويلم", بالدور الرابع بمبنى 9 مؤكدا أن المنية وافته ولا توجد به أى نفس ودخل فى نزيف حاد، قائلا: "إحنا اتفاجئنا إن احنا واقفين فى بركة دم".

وقال شاهد العيان: "إننا حاولنا نقله إلى مستشفى المدينة الجامعي ولا نجد من يسعفنا ولم نجد أى طبيب من أجل عمل الإسعافات الأولية له وتفاجأنا بالطبيب نائما والمستشفى لا يوجد به أى أدوية أو إسعافات، مشيرا إلى أنهم اتصلوا بإسعاف المدينة ليتفاجأ بإرسالهم سيارة نقل الموتى فقررنا عدم النقل واستعنا بألواح خشبية من المدينة وقمنا بطلب الإسعاف المركزى بمستشفى قصر العينى فأتت بعد ما يقرب من 20 دقيقة ليتم نقله إلى قسم الطوارئ فورا ليبلغهم الطبيب المكلف بالطوارئ بأنه توفى قبل أن يتم نقله مؤكدا أنه سيقوم بإبلاغ الشرطة من أجل التحرى وتحرير محضر بالواقعة".

وأضاف العيان أن هذه الرواية الحقيقية لزميلهم "حسام أبو سويلم" مؤكدا أن ما تم ادعاؤه من أنه فشل فى الارتباط بإحدى زميلاته خطأ وكذب من تحريات المباحث  مشيرا إلى أنه شخص متدين وله علاقة طيبة بزملائه وليس له أى علاقات نسائية كما ادعى البعض.

بالتحرى أكثر توصلنا إلى رفيقه فى الحجرة والذى أكد لـ"بوابة الوفد" أنه استيقظ قبل صلاة الفجر بعدة دقائق على صوت فزع زميله من النوم، وشاهده يلقى بنفسه من نافذة الغرفة من الدور الرابع، مضيفًا أنه نزل سريعًا للاطمئنان عليه، فوجده غارقًا فى دمائه وفاقدًا للوعى مشيرا إلى أنه شخص يتسم بالطباع الهادئة، ولكنه كان يشتكى من اضطراب فى النوم منذ 3 أيام قبيل الحادث.

فى تعليقه على هذه الواقعة، قال د. عز الدين أبو ستيت - نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب-: "إن النيابة مازالت تجرى

تحقيقات حول واقعة أبو سويلم مؤكدا أن النيابة استمعت إلى رواية زميله، والذي أكد أن الطالب كانت حالته طبيعية، وتقديره في السنوات الماضية جيد، ولم يعانِ من اكتئاب، وقد تأكد عميد الكلية من وجوده في محاضراته قبل وفاته، وزملاؤه أكدوا أنه لم يشتكِ من أى أعراض تجعله يفكر في الانتحار".

هذه الواقعة فجرت الغضب داخل أروقة جامعة القاهرة, والثورة على المسئولين فى إدارة المدن الجامعية خاصة أن هذه الوقعة ليست الأولى من نوعها ولكنها الثانية على التوالى منذ العام الماضى, وتكررت نفس الوقعة حيث قام طالب بكلية الهندسة فى العام الماضى بالتخلص من حياته, بإلقاء نفسه من النافذة بالطابق السابع بمبنى قسم العمارة بكلية الهندسة فلفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال, بالإضافة إلى محاولة انتحار أخرى إلا أنه تم الإلحاق به.

فى السياق ذاته، قرر الطلاب الاحتشاد والغضب ضد المسئولين بإدارة الجامعة  والمدينة الجامعية, خاصة أن رئيس الجامعة هو الدكتور "حسام كامل", وهو عضو سابق بالحزب الوطنى المنحل, ورئيس إدارة المدينة الجامعية, هو اللواء "طارق تيرانة", لواء سابق بالقوات المسلحة, وتم تعيينه فى ظل النظام السابق.

وأكد الطلاب أنهم سيتظاهرون يوم الأحد القادم لإقالة القيادات الفاسدة بجامعة القاهرة, حيث تم صرف 11 مليون جنيه على صيانة مباني الجامعة ومنع الطلاب من السكن، الأمر الذى أتى بالسلب على تسكين الطلاب خلال هذا العام .

وناشد الطلاب الدكتور "محمد مرسى" - رئيس الجمهورية - بالنظر إلى جامعة القاهرة وإقالة جميع المسئولين فيها لأن الفساد ترسخ فى جدران الجامعة لأنهم يسيطرون على الجامعة منذ سنوات كثيرة أثناء سيطرة رجال أمن الدولة على الجامعة وتدخلهم فى شئونها.

يشار إلى أن تحريات مباحث الجيزة الأولية كانت قد كشفت برئاسة اللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، أن الطالب "أبو سويلم" كان يقيم بالمبني رقم ٩ بالمدينة الجامعية بشارع بين السريات، وأصل محل إقامته بمنطقة القناطر الخيرية، وتبين أنه طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة وأنه كان قد أصيب بحالة نفسية سيئة منذ عدة أيام بعد علمه بخبر خطوبة الفتاة التى كان يرتبط بها عاطفيًا وكان يريد الزواج منها إلا أن أهله رفضوا وطالبوه بالاهتمام بدراسته أولا.

وفى يوم الحادث خرج إلى شرفة حجرته بالطابق الرابع وقفز منها ليفاجئ زملاءه بصوت ارتطام شديد على الأرض ليجدوه جثة وسط بركة من الدماء، إلا أنه كان لا يزال حيا، فهرولوا إليه فى محاولة لإنقاذه وقاموا بمساعدة رجال الأمن بنقله إلى المستشفى إلا أنه توفى وتم إخطار النيابة التى تولت التحقيق.

شاهد الفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=bJqV_T8tPdI