رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا يعزف الأقباط عن العمل السياسي؟!

مارجريت عازر
مارجريت عازر

عكس كل التوقعات ،أتت رياح الثورة بما لا تشتهيه سفينة الوطن ناحية  إذابة الجليد بين الأقباط والعمل السياسي ،وكسر عزلة داخل جدران الكنيسة فرضتها سنوات حكم مبارك

،واتجهت بوصلة الشباب القبطي إلى تكوين العديد من الائتلافات والحركات الشبابية على حساب المشاركة الحزبية ،تلك المشاركة المفقودة التي حذر المفكر القبطي كمال زاخر من التمادي فيها، قائلا في أحد نقاشاته»اللي مش هيخدم بلده من خلال حزب سياسي ..هيروح النار» ،بينما تندرت النائبة القبطية مارجريت عازر على حالة العزوف السياسي للأقباط قائلة «غمة وتنزاح».
خرج الأقباط من دائرة العمل خلف أسوار الكنيسة إلى التفاعل مع الشارع المصري ،دشنوا العديد من الائتلافات والحركات القبطية تلك التي كانت أكثر جذبا إعلاميا وقتئذ،ولكن ظل العزوف السياسي عرضا مستمرا ،اعتراضا من شباب الأقباط النشطاء على التحالفات السياسية مع الأحزاب ذات المرجعية الدينية.
والحركات القبطية التي –حسبها العبض-بديلا عن المشاركة الحزبية اصطبغ بعضها  إبان الأحداث المتلاحقة بـ»صبغة الطائفية» التي عززت من انعزال الأقباط بعيدا عن المشهد السياسي الفعلي.
لماذا يحجم الأقباط عن الانضمام للأحزاب السياسية؟ ..سؤال عمره 60 عاما ،تعاظم خلالها التوتر الطائفي ،كبديل عن الدور السياسي للأقباط ،وفقدت الوطن عنصرا هاما في التفاعل مع القضايا الوطنية الملحة ،أنتجت سنوات العزلة تصاعد الدور السياسي للكنيسة ورجال الدين في توجيه الرأي العام القبطي.
بعد سقوط النظام في 11فبراير كانت أجواء التفاؤل تحيط بالجميع ،كان الخروج القبطي من أحضان الكنيسة واستبدالها بـ»الشارع السياسي» هدفا يسعى إليه القيادات القبطية السياسية ،غير أن صدمة أصابت البعض عرقلت المسار ،بدلا من الدفع إلى مواصلة المشاركة ، الصدمة كانت في صعود التيارات الإسلامية اللافت في المشهد السياسي ،وتمكنهم من تأسيس أحزاب ذات مقرات في كافة قرى مصر في بضعة شهور.
إزاء تأسيس حزبي «الحرية والعدالة ،والنور» وما تبعهما، ظهرت دعوات تأسيس أحزاب لشخصيات من السياسيين الأقباط ،لم يتبق منها سوى حزب «الحياة» الذي أسسه الناشط القبطي مايكل منير ،في المقابل تمكنت الأحزاب ذات المرجعية الدينية من استقطاب مئات الأقباط كـ»مؤسسين».
قليل من شباب الأقباط اتجه إلى عدد من الأحزاب الليبرالية الوليدة بعد الثورة بحثا عن دور فاعل بعد سنوات من الإقصاء والتهميش ،فيما فضل كثيرون البقاء تحت مظلة الائتلافات القبطية التي يتزايد عددها تباعا ،رغم زوال سحر مصطلح «ائتلاف» من القاموس السياسي .
وثمة ائتلافات قبطية فاعلة تسعى إلى إعادة الأقباط للحياة السياسية الحزبية  من بينها ائتلاف أقباط مصر الذي يضم عددا من قيادات حزبية من الأقباط في أحزاب قائمة ،وحسبما قال فادي يوسف القيادي بالائتلاف ،فإن سببا واحدا يمنع الأقباط من المشاركة في الأحزاب السياسية  هو «التهميش» ،تلك الآفة التي يتفاداها شباب الأقباط بالعمل داخل الكيانات القبطية سواء حركات أو ائتلافات.
وأضاف يوسف أن مسألة تحالف الأحزاب الليبرالية مع مثيلاتها من التي تنتمي إلى

تيار الإسلام السياسي وترفض «مدنية الدولة « ،يدفع العديد من الأقباط إلى النفور من تلك الممارسات التي تصب في صالح «الإسلاميين» على حساب «المواطنة.
يوسف أكد أن حل القضية القبطية لن يأتي إلا من خلال المشاركة السياسية ،داعيا الأحزاب الليبرالية إلى استيعاب هذا المتغير الهام لـ»إعادة « الأقباط مرة أخرى إلى صفوف الحياة الحزبية.
الرؤية ليست واحدة في  إطار عزوف الأقباط عن الانضمام للأحزاب السياسية ،يأتي ذلك وفقا لما أكده هاني الجزيري منسق حركة أقباط من أجل مصر ورئيس مركز المليون لحقوق الإنسان ،حول تزايد نسبة المشاركة الحزبية لشباب الأقباط بعد الثورة ،لافتا إلى أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ضم عددا كبيرا من شباب الأقباط .
وأضاف الجزيري أن الحركات القبطية الآن تسعى إلى تفعيل دور التثقيف السياسي ،وعرض برامج الأحزاب على الأقباط تمهيدا للمشاركة الحزبية القوية.
الجزيري الذي حمل الأحزاب مسئولية تراجع نسبة المشاركة القبطية قال «إن الأحزاب السياسية عليها أن تراجع نفسها في كيفية التعامل مع الكوادر القبطية ،وتتجنب التهميش والإقصاء للشباب القبطي».
على صعيد آخر أعرب جمال أسعد عضو مجلس الشعب السابق عن استيائه من التنظيمات القبطية التي تتزايد يوما بعد يوم ،لافتا إلى أنها هي الخطر الأكبر على المجتمع .
وأضاف أسعد « كنا ننادي بخروج شباب الأقباط من الكنيسة إبان فترة النظام البائد ،والتعامل على أرضية سياسية كل حسب توجهه السياسي ،لكن للأسف خرجوا على أرضية طائفية».
ورفض عضو مجلس الشعب السابق تبرير إحجام الأقباط عن المشاركة في الحياة الحزبية بـ»»صعود « التيارات الإسلامية ،لافتا إلى أن النظرة الموضوعية تدفع إلى الانضمام للتحالفات السياسية المدنية في مواجهة التيارات الإسلامية .
أسعد الذي أثنى على خروج شباب الأقباط من الكنيسة للشارع السياسي ،طالب الأقباط بالمشاركة الحزبية بعيدا عن الكيانات الطائفية ،ودعم التيارات المدنية التي تتحالف حاليا لمواجهة الإسلاميين في انتخابات البرلمان المقبلة.