رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيسك: البلطجية سلاح مبارك الأخير

البلطجية سلاح مبارك الأخير

"بعد رحيل مبارك، سيتساءل المصريون ما الذي جعلهم يتأخرون في التخلص من هذا الديكتاتور التافه".. هذا ما قاله الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت أون صنداي" اليوم الأحد.

وقال فيسك إن الرجل المسن سيرحل، وإن استقالة ابنه من الحزب الوطني الديمقراطي لن تهدئ من ثورة المحتجين الذين يرغبون في تنحيه عن الحكم نهائيا، وأن مطالبة رئيس الوزراء أحمد شفيق للمتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم، وأن الأمور "ستعود لطبيعتها"، يدل على مدى ضعف هذا النظام الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما، وأنه نمر من ورق.

وحاول فيسك تحليل شخصية الرئيس مبارك، وقال إن ما يفعله مبارك حاليا من محاولة الاعتقاد أنه بطل قوي، ويتجاهل مطالب الشعب يتفق تماما مع ما يقوله علماء النفس عن الديكتاتور الذي يوشك على السقوط، حيث يعتقد أنه بطلا وطنيا، يواجه تمرد ويلقي باللوم على أجندات خارجية وأياد أجنبية هي التي تحرك هذه الثورات، وليس أن الشعب يرفضه.

ويوضح فيسك أن النظام لا يستطيع الاستغناء عن البلطجة، حيث قامت عناصر مباحث أمن الدولة التابعين لمبارك باعتقال 22 محاميا الخميس الماضي، كانوا بصدد دعم محامين آخرين معنيين بالدفاع عن الحقوق المدنية لأكثر من 600 محتج معتقلين في السجون، وأن عناصر مكافحة الشغب الذين أرغموا على الاختفاء من شوارع القاهرة قبل تسعة أيام وعصابات المخدرات المأجورة يشكلان جزءا من الأسلحة المتبقية للدكتاتور "الخطير والجريح".

ويمضي قائلا: إن "البلطجية" الذين يأتمرون بشكل مباشر بأوامر وزارة الداخلية هم نفس العناصر الذين يهاجمون ليلا المعتصمين في ميدان التحرير، وفي حال رحيل مبارك، سيتساءل المصريون ما الذي جعلهم يتأخرون في التخلص من هذا "الديكتاتور التافه".

ويقول فيسك إن مبارك لم يكن جاهلا بالمظالم

التي كان يرتكبها نظامه، وأن حكمه استند إلى القمع والتهديدات وتزوير الانتخابات.

ولقد ظل السفراء الأمريكيون المتعاقبون في القاهرة ولأكثر من ثلاثين سنة يخبرون مبارك بالفظاعات التي كانت ترتكب باسمه لكنه كان يكتفي من حين لآخر بإظهار الدهشة، وفي إحدى المرات تعهد بإنهاء وحشية الشرطة لكن يقول الكاتب لم يتغير أي شيء. لقد كان موافقا تماما على الأساليب التي كان يلجأ إليها أفراد الشرطة السريون.

ويضيف فيسك أن الكثير من دعاة الديمقراطية لاحظوا ظاهرة غريبة وهي أنه في الشهور التي سبقت اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير الماضي تعرض الأقباط وكنائسهم إلى هجمات متتابعة إلى درجة أن بابا الكنيسة الكاثوليكية دعا إلى حماية أقباط مصر.

لكن بعد اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير، لم يُمس قبطي واحد بسوء. ويتساءل فيسك عن السبب؟ لكنه سرعان ما يضيف أن مرتكبي تلك الجرائم انشغلوا بتنفيذ مهمات عنفية أخرى.

ويختتم مقاله قائلا:" عندما يرحل مبارك، سيُكشف النقاب عن حقائق رهيبة. وإذا كان الشباب على أبواب النصر، فإنهم سيكونون في آمان لكن إذا لم يكن الوضع كذلك، فسيطرق زوار منتصف الليل أبواب كثير من المحتجين".