رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حقيقة طرد زعماء الوهم من الميدان

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تختلف ثورة الغضب الثانية التي اندلعت صباح السبت الماضي عن ثورة 25 يناير في شكلها ومضمونها ومطالبها وعدم وجود قائد واحد لها رغم محاولات البعض الركوب

علي الثورة وإيهام المعتصمين في ميدان التحرير بأنه القائد الملهم والمفجر لتلك الثورة مثل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذي ظل يزور التحرير فجر كل يوم منذ بدءالاعتصام في محاولة منه لإقناع مصابي الثورة والمتظاهرين بأنه القائد إلا أن محاولاته باءت بالفشل خاصة بعد تأكيد المعتصمين علي أنها ثورة شعبية بدون قائد أو زعيم وبدون ائتلافات والتفافات سياسية، واتهموا جميع الأحزاب والقوي الثورية أنهم فشلوا في أن يحققوا مطالب الثوار وخانوا الثورة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.
فلم تكن الأحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير منذ صباح السبت الماضي بمثابة اعتصام يتضمن تحقيق بعض المطالب السياسية والاقتصادية ولكنها كانت بمثابة ثورة غضب ثانية علي حد وصف المعتصمين بالميدان، أو كما قالوا: إعادة انتاج لثورة 25 يناير التي أزاحت رؤوس النظام عن مقاليد الحكم لكنها فشلت في إسقاط النظام والسيناريو نفسه يتكرر منذ السبت الماضي.
حيث بدأ المشهد بتجمع عدد من مصابي الثورة الذين وصل عددهم الي 200 مصاب احتشدوا بميدان التحرير مطالبين حكومة شرف واللواء محسن الفنجري أحد قادة المجلس العسكري والمسئول عن صندوق رعاية مصابي الثورة باستكمال علاجهم وتعيينهم وتوفير شقق سكنية بالدور الأرضي لهم خاصة أن معظم هؤلاء المصابين تمت إصابتهم في أرجلهم ويعانون من إعاقة بأحد أرجلهم وحتي هذا المطلب البسيط لم يكن هناك ما يعكر صفو الميدان بعد أن غادرته حشود الإخوان والسلفيين حتي وقع ما لم يكن يتوقعه أحد حيث فوجئ الشباب والمصابون بعدد من قوات الأمن المركزي تعتدي عليهم بالضرب لدرجة أن أحد المعتصمين المصابين بطلق ناري ويدعي محمود عادل عبدالرؤوف.. أكد أن هذا الاعتداء عليه وعلي زملائه من مصابي الثورة أدي الي إصابتهم بإصابات جديدة فمن كان مصابا بإعاقة واحدة في إحدي قدميه تضاعفت إعاقته مرة أخري جديدة، وبعد ساعات قليلة من الاعتداء من قبل قوات الأمن المركزي علي مصابي الثورة قامت بعض الحركات السياسية والناشطين السياسيين مثل حركة 6 ابريل وغيرها من الحركات السياسية مثل «ثورة الغضب الثانية» بدعوة جميع المصريين من خلال صفحاتهم الرسمية علي «الفيس بوك» بالنزول الي ميدان التحرير للدفاع عن المصابين وبالفعل نجحت دعوات تلك الحركات السياسية من نزول عدة آلاف أغلبهم لا ينتمون الي حركات سياسية الي الميادن حتي حدثت أول اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن المركزي التي اقتحمت الميدان الساعة الرابعة عصرا قادمة من شارع محمد محمود لتهاجم المعتصمين والمتظاهرين بالقنابل العنقودية والمسيلة للدموع.
ومع تزايد الاعتداءات الأمنية علي المعتصمين بشارع محمد محمود بدأت الأعداد تتزايد بميدان التحرير رافعين شعار «الشعب يريد إسقاط المشير» و«ثورة ثورة في التحرير .. حتي يسقط المشير» واستمرت المواجهات الأمنية بين المعتصمين بشارع محمد محمود الذين كونوا دروعا بشرية لحماية ميدان التحرير من الهجوم عليه من قبل القوات الأمنية حتي صباح الأحد الماضي الذي شهد تجدد المواجهات بشارع قصر العيني وباب اللوق والمناطق المؤدية الي وزارة الداخلية.
وتزايدت أعداد المعتصمين فجر الأحد الماضي خاصة بعد حضور الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذي حضر للميدان وسط حشد من أنصاره السلفيين الداعمين لحملة ترشيحه للرئاسة الذي جاء ليلقي خطبة بالميدان أكد فيها ان المجلس العسكري سيحاول إجهاض اعتصام الثوار.
وطالب أبوإسماعيل المعتصمين باستمرارهم في الاعتصام حتي رحيل المجلس العسكري عن إدارة الفترة الانتقالية وبعدها تزايدت أعداد السلفيين المؤيدين لأبي إسماعيل الذي طلب منهم الاعتصام بالميدان فقط وعدم الاعتصام بشارع محمد محمود أو الاشتباك مع القوات الأمنية.
وعصر الأحد الماضي فوجئ عدد من المعتصمين بهجوم

من قوات الأمن وعدد من أفراد الشرطة العسكرية أسفر عن إصابة عدد كبير من المعتصمين والمصابين وأسرهم وتم حرق الدراجة البخارية التي كان ينقل بها عادل عبدالرؤوف ابنه محمود أحد مصابي 25 يناير الي المستشفي لعلاجه بالإضافة الي بعض الخيام، وبعد هجوم الشرطة العسكرية علي الميدان وتفرق المعتصمين عند المتحف المصري وشارع طلعت حرب تجمع المعتصمون مرة أخري بعد حوالي نصف ساعة مرددين شعارات «الشعب يريد محاكمة المشير»، «قول ماتخفشي .. العسكر لازم يمشي» وهنا انسحبت قوات الشرطة العسكرية من الميدان متجهة الي كوبري 6 أكتوبر وألقوا القبض علي عدد من المعتصمين قبل فرارهم عبر كوبري اكتوبر وبعد ذلك اعتصم عدد كبير بشارع محمد محمود مرة أخري وشارع باب اللوق في محاولة منهم لصد تقدم القوات الأمنية مرة أخري الي ميدان التحرير وتجددت الاشتباكات وسقط العديد من الشهداء والمصابين يوم الأحد والاثنين وبلغ عددهم 40 شهيدا وأكثرمن ألف مصاب.
والغريب هنا ما حدث للمستشفي الميدان الذي ألقيت فوقه قنبلة مسيلة للدموع أدي الي اختناق عدد كبيرمن المصابين الذين كانوا تحت العلاج، وصباح يوم الاثنين عاودت القوات الأمنية الهجوم علي الميادن وضرب المتظاهرين وسحلهم دون تفرقة بين رجل كهل وشاب أو فتاة، وفي المساء وعند الإعلان عن مليونية الإنقاذ الوطني صباح الثلاثاء تجمهر عدد كبير من السلفيين من مؤيدي حازم صلاح أبوإسماعيل وحاولوا إقناع المعتصمين للالتفاف حول قائد واحد للثورة إلا أن الثوار الاشتراكيين وبعض الأحزاب اليسارية وبعض القوي الثورية الأخري مثل اتحاد شباب الثورية وائتلاف شباب الثورة رفضوا أن يكون أبوإسماعيل ممثلهم في الميدان وقائدا للثورة الثانية، والغريب أن جميع القوي الثورية والائتلافات الشبابية الذين اعتصموا بالميدان منذ السبت الماضي لم يلقوا أي قبول من قبل المعتصمين الأصليين أصحاب القضية الرئيسية الذين أكدوا أنه لا يوجد أحد يمثلهم ولذلك لم يلتف أحد حول زيادة العلمي وخالد تليمة وإسراء عبدالفتاح وأسماء محفوظ وغيرهم.
والجديد في مظاهرة الغضب الثانية هوعدم سيطرة أي قوي ثورية أو حركات يسارية علي الميدان وعدم وجود أي منصات فضلا عن قيام المعتصمين بطرد جميع الرموز الثورية التي حاولت أن تركب الثورة مثل الدكتور عمرو حمزاوي والدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة والتي رفضت جماعته وهي الإخوان المسلمين نزول الميدان والاعتصام مما أدي الي اتهام الثوار للإخوان وبعض الأحزاب الإسلامية بخيانة الثورة من أجل الحصول علي حفنة من المقاعد البرلمانية.