عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوعزيزى.. من التكفير إلى التمجيد

بوعزيزى يشعل النار فى جسده

"مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا، سامحيني كان عصيت كلام أمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع, زي ما بكيت وما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس، أنا عييت ومشى من بالي كل اللي راح، مسافر و نسأل زعمة السفر باش ينسّي.."

لم يكن محمد البوعزيزى يعلم أنه بهذه الكلمات سيدشن فجرًا جديدًا فى تونس "الخضرا"، مطلقا شرارة انتفاضة عارمة سرت في الشارع التونسي.. حتى خلعت الرئيس القوي زين العابدين بن علي.

البداية كانت عصر يوم 17 ديسمبر الماضي عندما صادرت السلطات البلدية عربة محمد بوعزيزي اليدوية التي يبيع عليها الخضراوات والفواكة بحجة عدم ترخيصها، وحينما حاول استعادتها.. صفعته ضابطة شرطة على وجه، حاول الشكوى لوالي محافظته... بلا جدوى،

خرج بوعزيزي خريج الجامعة العاطل من مبنى البلدية وأضرم النار في جسده وتوفي بعد أسبوعين، عقب أن زاره الرئيس بن علي في المستشفى.

اندلعت المظاهرات الغاضبة لمناصرته بعد وقت قصير من إشعاله النار في نفسه، ثم

توسع الغضب ليشمل معظم العاطلين عن العمل، واندلعت احتجاجات واسعة سرت بسرعة كبيرة لتشمل الطبقة المتوسطة وهي التي تعاني من نسبة بطالة عالية تصل إلى 14% حسب التقديرات الرسمية وإلى نحو 25% حسب تقديرات غير رسمية.

مع اسم "بوعزيزي" انتقلت الاحتجاجات من ولاية سيدي بوزيد إلى مدن أخرى أكبر وأكثر تأثيرا مثل قيروان وسوسة ثم العاصمة نفسها وبنزرت ولم تنجح وحشية الشرطة في قمعها.

الآن ترفع صور بوعزيزي في الشوارع لتحل مكان صورة بن علي، بعد أن أعلن "مشايخ السلطان" منع الصلاة عليه باعتباره "كافراً.. وأزهق روحه بيده".

رحل محمد البوعزيزي دون أن يدري ماهية التغيير الذي أحدثته النيران التي أشعلها في جسده.. في جسد المنطقة العربية كلها، لا تونس فقط..