رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدبلوماسية الشعبية

 

وفد الدبلوماسية الشعبية الذي توجه إلي أوغندا في مهمة وطنية بالغة الخطورة وتمكن من تحقيق انجازات باهرة، هذا الوفد بتشكيله وفكرته وادائه يمثل في تصوري "نقلة نوعية" رائعة في مجال "العمل الوطني" تستحق أن نتوقف أمامها طويلاً لنرسي لها القواعد ونحدد آليات التحرك حتي لا تكون هذه الخطوة الرائعة مجرد خطوة عبقرية لمعت اضواؤها المبهرة علي طريق العمل الوطني ثم زوي الضوء الباهر وانطفأ وحتي نضمن استمرار هذه الخطوات وتطويرها لتصبح بحق أحد أهم ادوات الشعب المصري في التعامل مع القضايا الوطنية الكبري.

أولاً: تكشف الطريقة التي تم بها اختيار الشخصيات المشاركة في الوفد عن حس وطني تجرد من كل شوائب الخلافات العقائدية والحزبية، وكان معيار الاختيار الذي كشف عنه هذا التشكيل هو المقاومات المتوافرة لكل شخصية والتي يمكن ان تقدم اضافة مؤثرة تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية التي اراد الوفد تحقيقها.

هذه هي روح التجرد الوطني التي افتقدناها زمنا طويلاً تقود بتشكيل هذا الوفد لتؤكد أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد ازاحت كل المعوقات التي اغلقت الطريق امام حركة وطنية واعية ونقية تتجمع في تيارها طاقات الشعب المصري كله لتحقيق الأهداف الوطنية العليا.

ثانيا: حمل الوفد بعد عودته نتائج مباحثاته في اوغندا الي السلطة التنفيذية ممثلة في المجلس العسكري ومجلس الوزراء، ورتب مع هذه السلطة لزيارات جديدة لكل من الوفد الشعبي والوفود الرسمية، ويكشف هذا التنسيق عن درجة عالية من الوعي السياسي الذي يعرف كيف يوظف كل طاقات الأمة بمختلف مؤسساتها الشعبية والرسمية لتحقيق المصالح والأهداف الوطنية العليا.

ثالثا: اعتقد أن الشخصيات المشاركة في الوفد والتي تمثل قوي وتيارات سياسية مختلفة بدرجات بعضها يصل الي حد التناقض، هذه الشخصيات قد عادت بعد هذه التجربة الرائعة بروح تختلف تماما عن الروح التي سادت لفترة طويلة الحياة السياسية المصرية والتي كانت اقرب الي الصراع والتناحر منها الي الصراع السياسي المتحضر، هذه الشخصيات تعود وقد عاشت تجربة سياسية رائعة مارست خلالها "العمل المشترك" مع التيارات التي تختلف معها، واكتشفت هذه الشخصيات جميعا أن ما يجمعهم حول قضايا الوطن اكبر واشمل مما يفرقهم، وانهم جميعاً في اللحظة التي تحركوا فيها تحت راية المصلحة الوطنية العليا يتكامل جهدهم وتتوحد عزائمهم ويصبح الجميع علي قلب رجل واحد.

هذا الروح الرائعة لا شك أنها ستؤثر بقوة في

تنقية مناخ العمل السياسي في مصر ليصبح بحق مناخا حاضنا لفكرة الديمقراطية الحقيقية.

يبقي بعد هذه الملاحظات ان اطالب من فكر وخطط واشرف علي تنفيذ هذه الخطوة الرائعة بتنفيذ امرين:

الأول: ان يتم تشكيل "امانة" دائمة تفكر وتخطط لخطوات تالية في مختلف ساحات العمل الوطني، وأن تحدد اولويات الحركة حسب اهمية القضايا الوطنية والقومية التي تستطيع الدبلوماسية الشعبية أن تؤدي فيها دوراً له اثره، وتتولي هذه الامانة تشكيل الوفود المناسبة لكل قضية بنفس المعايير التي تم بها تشكيل الوفد الذي سافر الي أوغندا.

وأعتقد أن وجود هذه الآلية التي تضمن استمرار هذا النشاط الرائع سيحقق علي صعيد النشاط السياسي الداخلي ثمرات لا تقل اهمية عن الثمرات المهمة التي يحققها علي صعيد انجاز المهام الوطنية العليا، فتعدد هذه الخطوات والعمل المشترك الذي تساهم فيه بتجرد مختلف القوي السياسية سيضيف الكثير من الايجابيات الي مناخ العمل السياسي الداخلي.

الثاني: ضرورة رفع درجة الاهتمام الاعلامي بهذا النشاط المهم، ويؤسفني أن ألاحظ أن هذه الخطوة الاولي غير المسبوقة لم تحظ بما تستحق من اهتمام اعلامي، ولا اقصد بالاهتمام الاعلامي أن يكون دعاية للشخصيات المشاركة في الوفد لكنني أري أن متابعة موضوعية من الاعلام ونشر ثقافة المشاركة الشعبية علي هذا المستوي من العمل الوطني المهم، هذه المتابعة الاعلامية تساهم في نشر ثقافة العمل الجماعي وثقافة تقبل الآخر بل والاشتراك معه في بذل الجهد لتحقيق هدف مشترك، وتتكرس بهذه المشاعر ثقافة "المواطنة" عبر الممارسة العملية، تحية لكل من فكر وخطط وشارك في هذه الخطوة الرائعة.