عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة بين النجاح والفشل

لا ريب أننا جميعًا نشعر بحالة الارتباك والتخبط التي تحيط بنا في الفترة الأخيرة، فعلي الرغم من الشعور العام الذي أحاط بنا بعد نجاح ثورتنا الشابة التي اندلعت في أواخر يناير الماضي وسقوط النظام السابق الاستبدادي الفاسد الذي ظل جاثمًا علي صدورنا لأكثر من ثلاثين عاماً وما ترتب علي ذلك من تدهور واضح في مؤسساتنا وفي حياتنا بوجه عام.

وكان من الطبيعي أن ندخل في مرحلة جديدة يتم خلالها إحداث تطورات جذرية في حياتنا وأسلوب معيشتنا وأن نبدأ مرحلة من العمل الجاد من التعاون فيما بيننا بما يؤدي إلي تغييرات وتطورات جادة في مجتمعنا، ورغم البدايات المشجعة التي أعقبت نجاح الثورة وبداية إنشاء مؤسساته الأولية من مجلس الوزراء ومجلس أعلي لقيادة الوطن ووضع برنامج وخريطة لطريق التقدم إلا أنه سرعان ما ظهرت بوادر سلبية من انقسامات فئوية وتداعيات مجتمعية، خاصة بعد أن بدأت فلول النظام السابق وقوي الرجعية والتخلف في الظهور علي سطح المجتمع والمتمثلة في التجمعات الدينية والسلفية والرجعية التي أتاحت لها الثورة بمبادئها السامية المتمثلة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية مساحة جديدة للحركة ولاحتلال المكانة التي تستطيع أن تحتلها في المجتمع الجديد.

ولا ريب أن التسيب الأمني الذي واكب سحب قوات الأمن من الشارع المصري وانتشار الفوضي والبلطجة والتسيب وعناصر الفتنة الهدامة أدي كل ذلك في واقع الحال إلي زيادة صور عدم الاستقرار من جهة ومظاهر الفشل أو احتمالاته من جهة أخري.

ولم يكن مستغرباً أن تسعي فلول النظام السابق ومؤيدوه أن تعمل جاهدة لإفشال الخطوات الإيجابية التي تحققت في هذه الفترة الأخيرة فعادت مظاهر الفتنة الطائفية إلي الظهور من جديد وبدأت تتفشي مظاهر الانقسامات والمطالبات الفئوية وغيرها من مظاهر التدهور والانفلات في ظل هذا الانسحاب لقوي الأمن وعناصر الأمان في المجتمع.

ولم تستطع السلطة الحاكمة وحكومتها الرشيدة مواجهة هذه السلبيات التي قد تضر بالمجتمع ضرراً واضحاً وتختطف الحكومة في قراراتها ومن منهجها، الأمر الذي شجع القوي الرجعية في بث سمومها وسلبياتها. والمعروف أن كثيراً من الثورات تتعرض لمحاولات إفشالها من جانب الثورات المضادة التي تسعي لقلب مسيرة التاريخ والتقدم، خاصة عندما تزداد مظاهر السيولة وعدم الانضباط في الشارع وتزداد السلطات والمؤسسات الحاكمة في قراراتها

وفي خطواتها وهو ما يشجع بطبيعة الحال هذه المحاولات الهدامة.

ولعلنا جميعاً قد شاهدنا في الفترة الأخيرة عدداً غير قليل من محاولات وقف عجلة التقدم المتمثلة في ثورتنا الشابة عن طريق هذه المطالبات الفئوية غير المعهودة وفي كثير من الأحيان غير مبررة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة!!

ولا ريب أن عدم الاتفاق علي خارطة الطريق من جهة وعدم وضوح الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يصبو إليها المجتمع من وراء ثورته لعبت دورًا أساسيًا في هذه الحالة من الارتباك ومن الخلخلة التي أصابت المجتمع في هذه الشهور الأخيرة.

وإن كانت مقاييس نجاح الثورات وفشلها تعتمد في الأساس علي مدي وضوح الأهداف والمبادئ التي قامت الثورة من أجلها إلا أن الجدية والحسم يلعبان دورًا واضحاً في إنجاح الثورات أو فشلها.

ولعل عدم الاستقرار الأمني الذي لاتزال كثير من مظاهره السائدة في مجتمعنا رغم ما بذل من جهود للتغلب عليها هي العامل الأساسي في الوضع غير المستقر وغير المحدد الذي نراه فيما حولنا.

ولا ريب أن التخبط الذي يحيط بنا سواء بالنسبة لإلغاء بعض القوانين التي كانت تحكم المجتمع في الماضي وعلي رأسها قانون الطوارئ وهو أحد المطالب الأساسية التي طالبت بها الثورة من بدايتها ثم إعادة تفعيل القانون مرة أخري وهذا التذبذب حول إجراء الانتخابات القادمة ومواعيدها وعد ذلك من مظاهر عدم الاستقرار فساعد كثيراً علي زيادة الشعور بأننا أمام مرحلة حرجة من مفترق الطرق قد ننجح في اجتيازها وقد نفشل!!