المحترفون المصريون بين التألق والسقوط
رغم أن مفهوم الاحتراف هو الارتقاء بالمستويين الفني والبدني للاعبين من خلال الانتقال إلي اندية أفضل من الأندية التي تلعب لها بالفعل وبالتالي انعكاس الأمر إيجابياً علي المنتخبات الوطنية لهؤلاء اللاعبين.
فإن في مصر الأمر يسير عكس الاتجاه تماما والدليل ما يحدث الآن من بعض اللاعبين المصريين الذين انتقلوا لصفوف اندية أوروبية ولا شك أن اللاعب الصاعد محمود كهربا شاهد علي جهل غالبية اللاعبين بالمعني الحقيقي للاحتراف الذي يعني الالتزام والانضباط ولكن كهربا كرر اخطاء نجوم سابقين سقطوا من الضربة الاولي في عالم الاحتراف واشهرهم سمير كمونة لاعب الأهلي السابق والذي توقع له الجميع أن يكون نجماً عالمياً لكن المفاجأة كانت في فشله الرهيب وعودته إلي مصر ليكتب نهاية مشواره الكروي مبكرا بعيدا عن مصاف النجوم.
كهربا أحد نجوم منتخب الشباب السابق والمنضم حديثا للمنتخب الأول جاءت بدايته مع الاحتراف غير مبشرة بالمرة ودخل في خلافات مع ناديه السويسري لويزان وانتهي الأمر بفسخ عقده من جانب النادي وهو ما يؤكد كذب ادعاءات اللاعب بأن خلافه مع النادي لرغبته في الرحيل ووجود عروض من أندية أفضل لضمه لكن كشف قرار النادي السويسرى حقيقة كلام اللاعب عندما فسخ عقده بما يؤكد انه لا يعنيه وجود اللاعب من عدمه، خاصة إذا كانت المشكلة خاصة بسلوكيات اللاعب نفسه.. ليسقط ايضا كهربا في بداية مشواره.
أما لاعب سبورتنج لشبونة الحالي ونجم الزمالك السابق شيكابالا فهو قصة غريبة ومحيرة لا يمكن ان تصل أو تفهم مضمونها أو اتجاهاتها.. شيكابالا أضاع من عمره الكثير أما بالمشاكل وإما لبحث عن الاحتراف الذي لا يتناسب مع طبيعة اللاعب سجل طويل من الاخفاقات والنجومية المزعومة في الدوري المصري رغم ان اللاعب لم يشارك سواء مع فريقه أو المنتخب الوطني في تحقيق انجاز ملموس يمكن أن يستحق من خلاها النجومية التي يسعي البعض إهداءها اليه علي طبق من ذهب دون تعب او مجهود أو استحقاق.
شيكابالا الذي اقام الدنيا واقعدها من أجل احترافه في البرتغال لم يظهر حتي الان ولم يقدم شيئاً يتفق مع النجومية التي افتعلها بعض الاعلاميين المصريين بعيدا عن الحقيقة والواقع وفشل حتي في حجز مكان ثابت علي دكة الاحتياطي لعل وعسي يشارك بعض الأوقات ولكنه اختفي تماما وجاءت مشاركته علي استحياء من جانب الجهاز الفني لفريق سبورتنج لشبونة.
سقوط كهربا وشيكابالا لا شك أمر مؤسف ومؤثر علي المنتخب الوطني الذي
ولكن يظل المنتخب الوطني هو اما الخاسر وإما المستفيد من نجاح المحترفين أو فشلهم في مشوار الاحتراف خاصة في المرحلة القادمة والتي ستشهد نشاطاً مكثفاً للمنتخب الوطني لتحقيق العديد من الأحلام الضائعة بالعودة للسيادة الافريقية وتحقيق حلم التأهل للمونديال.
علي الأندية المصرية ان تستوعب الدرس وتبدأ فورا في فتح الباب امام اللاعبين الصاعدين للانطلاق نحو الاحتراف الخارجي حتي يأتي اليوم الذي يكون فيه المنتخب المصري يضم أكثر من محمد صلاح.. مع ضرورة مراعاة الاختيار السليم لمن يمثلنا في الخارج.