رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجوهرى عاش لمصر ومات وحيدًا

الجوهرى
الجوهرى

ما أصعب أن يعيش الإنسان كالغريب في وطنه رغم الإنجازات التى حققها فى كافة المواقع التى تبوأها والأصعب أن يجد الغربة تفتح له ذراعيها وتحتضنه فى الوقت الذى يحارب فيه فى بلده وما أصعبها من لحظات عاشها النجم والأسطورة الكروية محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق للمنتخب الوطنى ومستشار رئيس اتحاد الكرة الأردنى.

عاش الجوهرى لحظات عصيبة طوال حياته خاصة فى وطنه بعد أن شعر بأنه غريب عن الآخرين ففكره يختلف وصفاته أيضا التى كونت شخصيته تختلف عن غيره كما أن تصرفـاته لا تتماشى مع موجة المصالح والبيزنس التى سيطرت على الكرة المصرية لسنوات طويلة وهو ما جعله يحزم حقائبه ويشد الرحال إلى المملكة الأردنية الهاشمية ليجد هناك الوطن الذى كان يتمناه حيث تولى تدريب المنتخب الشقيق والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد الأردن للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين عام 2004م لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط إنما على مستوى المنتخبات والأندية أيضاً ليشغل بعدها منصب مستشار اتحاد الكرة الأردنى.
سخر الجوهرى حياته كلها بمحراب كرة القدم حتى أنه رفض أن يفارق عالمه الذى نسجه لنفسه وعشقه بجنون وفضل أن تكون الكرة أيضا آخر ما تراه عيناه قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى خاصة أنه كان يفتتح مدرسة للموهوبين بالأردن قبل

أن يصاب بالجلطة الدماغية وينقل على أثرها إلى غرفة العناية المركزة مصابا بنزيف فى المخ دخل على أثره فى غيبوبة كاملة حتى وافته المنية بأحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان عن عمر يناهز الـ74 عاما.
فضل الجوهرى أن يرحل فى صمت وحيدا بعيدا عن بلده كما عاش غريبا رغم أنه تمنى أن تكون كلمات الوداع فى مصر بين الأجيال التى هتفت بكثرة له «جوهرى – جوهرى» بقدر السعادة التى رسمها على وجوههم خلال مشواره التدريبى.
سطر الجوهرى تاريخه الكروى بحروف من نور فى التاريخ باعتباره مؤسس نظام الاحتراف في مصر منذ عام 1990 كما أنه أكثر من شجع اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرها.
الجوهري كان يعتبر نفسه محظوظا لأن مشواره في الملاعب لم يمتد كثيرا وقال إن اعتزاله المبكر جعله يسعى بقوة لتحقيق ما فاته في الملعب ونجح «الچنرال» كما كان يطلق عليه أصدقاؤه المقربون بصفته ضابطا سابقا بالقوات المسلحة ولصرامته في عمله في تقديم لاعبين يحملون قلب وعقل الجوهرى, لن ينسى التاريخ الچنرال ولن تنساه جماهير الكرة المصرية والعربية، رحم الله الفقيد بقدر إخلاصه لوطنه وأسكنه فسيح جناته.