فساد رئيس اللجنة النقابية بالنادي الأهلي فاق الخيال
لا يختلف الكثيرون علي ان ثورة 25 يناير استطاعت تغيير جزء كبير داخلنا لم تكن الثورة كما يعتقد البعض مجرد انتفاضة لتطهير البلاد من النظام السياسي الفاسد فقط بل كانت ثورة استيقاظ لكل مصري يغار علي بلده ويتشوق إلي رؤيتها في الصورة التي تليق بتاريخ وحضارة الشعب العظيم . من هنا تواصل "الوفد" فتح ملفات الفساد الدفينة داخل أروقة الأندية طوال سنوات الفساد التي سيطر خلالها الحزب الوطني الديمقراطي علي المشهد السياسي .. وتمتلك الجريدة وثائق ومستندات تؤكد وجود تلاعب وملفات فساد في نقابة العاملين بالنادي الأهلي وفقا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي يتضمن مخالفات صريحة تدين أحمد هلال رئيس النقابة الذي يستمد قوته من بعض ذيول النظام السابق إلا أن أعضاء الجمعية العمومية للجنة النقابية حطموا القيود وقرروا الوقوف في وجه الفساد لتطهير اللجنة والتصدي لأي مخالفات إدارية أو مالية وهو ما دفعهم إلي تقديم بلاغ رسمي للنائب العام ضد اللجنة التي تدير شئون النقابة وتضم شوقي العطار رئيس النقابة العامة وأحمد هلال.
وبنظرة سريعة لهؤلاء الأشخاص سنفاجأ بأن هلال كان يشغل منصب أمين الخزينة بالنادي قبل أن يصدر مجلس الإدارة قراراً إدارياً يحمل رقم 279 طبقا للمادة 2/96 من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 يتضمن إنهاء خدمته وفصله لارتكابه أخطاء جسيمة بناء علي توصيات من المكتب التنفيذي ورئيس اللجنة القضائية بالنادي وتم تحويل الملف بعدها برمته إلي النيابة العامة وتبين خلال التحقيقات التي باشرتها نيابة قصر النيل في القضية رقم 5835 لسنة 2009 إداري قصر النيل المقيدة برقم 745 لنفس العام وتضمن التحقيق وجود عجز في عهدة أحمد هلال يقدر بسبعة آلاف وخمسمائة وواحد وثلاثين جنيها وثلاثين قرشا وتم بعدها حفظ التحقيق في 6 يناير 2010 نظرا لقيام هلال بسداد المبلغ وهو ما دفع النيابة إلي حفظ الشكوي إداريا.
الطريف في الأمر أن أحمد هلال الذي شغل منصب مدير الخزينة بالنادي قبل فصله كان يعمل عريفا متطوعا بالقوات المسلحة منذ نوفمبر 1988 حتي مارس 1995 والتحق بالنادي للعمل كفرد أمن والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تدرج بهذا الشكل ليصبح مديرا للخزينة بالنادي والإجابة تبدو واضحة لنتأكد من خلالها أن الأمر جاء بناء علي مجالات صارخة من جانب مسئولي النادي لخدمة مصالحهم الأمر الذي دفعهم إلي تعيين شخص في منصب لا يتفق مع مؤهلاته علي الإطلاق.
وبالعودة مرة أخري للمخالفات التي ارتكبها هلال أثناء وجوده رئيساً لنقابة العاملين بالنادي والذي نجح في انتخابات بمسرحية هزيلة مع بعض القيادات العمالية باتحاد العمال سنجد أن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات تضمن وجود مخالفات تندرج تحت بند إهدار المال العام والإضرار بالمصلحة العامة تحت قيادة أحمد هلال للجنة النقابية عن طريق استغلال أموال صندوق الزمالة في شراء
كما تضمن تقرير المركزي للمحاسبات قيام هلال ورفاقه بتنظيم رحلة عمرة للعاملين رغم أن ذلك يخالف قرار الاتحاد العام الذي يقضي بحظر تنظيم رحلات للحج والعمرة من جانب النقابات العامة واللجان العمالية وتكلفت اللجنة 54 ألفا و735 جنيها وبمراجعة الرحلة تبين انه تم شراء 5 تذاكر طيران للأعضاء بالرغم من أن اللجنة قالت إنها قامت بشراء 14 تذكرة إلا أنه في حقيقة الأمر لم يسافر سوي 5 أشخاص من أعضاء اللجنة فقط وتبين زن شوقي العطار رئيس النقابة العامة كان ضمن الأفراد الذين سافروا علي نفقة الصندوق بجانب هلال.
وبناء علي المذكرة التي تقدم بها محرم الراغب مدير عام النادي الموجهة إلي اللواء محمود شعبان مدير مديرية الشباب والرياضة في أغسطس 2010 وتتضمن قيام هلال بصرف مبلغ 25 ألف جنيه في 2009 من صندوق الزمالة لعفيفي عبدالمطلب عن احالته للمعاش رغم انه ليس من العاملين بالنادي خصوصاً انه منتدب من مديرية الشباب والرياضة للعمل بالنادي منذ عام 1981.
ومن العجائب أيضا قيام اللجنة بصرف إعانات علاج لبعض الأعضاء دون إرفاق المستندات الدالة علي ذلك وهو ما يعد مخالفة لأحكام المادة (11) من اللائحة المالية وبلغ ما أمكن حصره لهذه المخالفات في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات 9260 جنيهاً ولا يزال أعضاء الجمعية العمومية ينتظرون ما ستسفر عنه تحقيقات النائب العام.