رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة المفروشات تقاوم المارد الباكستانى في فرانكفورت

السفير وسعيد احمد
السفير وسعيد احمد والوزير المفوض محمد خلاف يتحدثون مع نائلة

صناعة المفروشات تقاوم الموت!! هذا باختصار شديد الملخص الكبير لخمسة أيام عشتها بين أكبر صناع المفروشات والوبريات في مصر أثناء مشاركتهم في أكبر معرض عالمى للمفروشات والتجهيزات الفندقية، وهو معرض «هايم تكستايل» والذي تستضيفه مدينة فرانكفورت الألمانية.

استمعت بإنصات كبير لـ34 شركة مصرية يحسب لها أنها ارتدت ثوب الشجاعة وخرجت لتعرض منتجاتها وسط عمالقة هذه الصناعة خاصة باكستان والهند وبنجلاديش والبرازيل والمكسيك وتركيا وإيطاليا وغيرها وملخص المشاركة وجملة الأمر برمته أن الحكومة أصبح لزاماً عليها أن تكون المستمع والمنصت الأول لأصحاب الشركات التي تقوم بالتصدير لأن الاقتصاد المصرى لن يخرج من غرفة الإنعاش إلا بمساندة القطاع الخاص في جميع قطاعاته الإنتاجية.
فى السطور التالية ترصد «الوفد» بعض أهم المشاهد لأطروحات الشركات المصرية التي شاركت في معرض «هايم تكستايل» للمفروشات والوبريات وإليكم التفاصيل.
من أبرز المشاهد الأولية التي تستحق الوقوف عندها هي الزيارة التي قام بها السفير المصرى محمد حجازى للمعرض والشركات المصرية ورافقه خلالها الوزير المفوض التجارى محمد خلاف، واستوقفتني جملة كبيرة قالها السفير للشركات المصرية وهي «أنتم سفارات متحركة لمصر في الخارج»، وتحدث السفير للوفد الإعلامي المصرى عن مستقبل العلاقات المصرية-الألمانية، مؤكداً أن الشعب الألماني من أشد المحبين للمصريين، ويحبون زيارة مصر، وشدد السفير على أن العمل المشترك في الخارج يسهم بشكل كبير في إعلاء شأن مصر والمنتجات المصرية خارجياً، مشيراً إلي أن حجم التجارة بين مصر وألمانيا يصل إلي 5 مليارات يورو، وأن حالة الاستقرار السياسي والأمنى التي بدأت تشهدها مصر مع استكمال خارطة الطريق بالانتخابات البرلمانية القادمة.. كل ذلك سيدفع نمو حركة التجارة بين البلدين، وسيؤدى إلي انتعاش حركة السياحة مرة أخرى بجانب ضخ المزيد من الاستثمارات الألمانية فى مصر.

المارد الباكستانى
من أهم المشاهد التي رصدناها مشهد المارد الباكستانى.. تكلم أصحاب الشركات المصرية كثيراً بمن فيهم المهندس سعيد أحمد، رئيس المجلس التصديرى للمفروشات، وحمدى الطباخ، وكيل المجلس، ومحاسن حسان، مدير قطاع التصدير بشركة العامرية، وأحمد مالك، ووليد الكفراوى، ومحمد طولان، ومحمود الهوارى، والدكتور ماجد مرزوق، رئيس مجلس إدارة شركة يونايتد، ومحمد صبرى رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأوروبية، وأحمد عمر إخصائى التسويق الدولى بشركة المتحدة، والمهندسة نائلة الطويل المدير العام لشركة «سوفت لنين» وغيرهم.. كل هؤلاء أجمعوا واتفقوا على أن صناعة النسيج بجميع قطاعاتها المختلفة سواء مفروشات ووبريات أو ملابس جاهزة أو غزول تواجه حالياً مارداً شرساً اسمه تكتل شرق آسيا خاصة باكستان وبنجلاديش والهند، والأول يعتبر بمثابة المنتج المرعب.. استمعت لكلام أصحاب الشركات عن المارد الباكستانى وأخذت انطباعاً أولياً كتمته بين أضلعى ولم أكن قد رأيت بعد الجناح الباكستانى في صالة «10» المكونة من ثلاثة طوابق.. حدثت نفسي قائلاً إن أصحاب الشركات المصرية اعتادت علي الصراخ والعويل والتهويل.. دونت كلام أصحاب الشركات عن المارد الباكستانى، وذهبت خلسة للجناح الباكستانى في صالة «10» وهي صالة مجاورة لصالتى «8» و«9» واللتين تعرض فيهما الشركات المصرية.. أصابتني الصدمة الشديدة من المنظر الذى رأيته في صالة باكستان.. الصالة كاملة العدد بالزوار من أصحاب الشركات من مختلف دول العالم.. الباكستانيون يقومون بتوقيع عقود للبيع والتصدير.. ألوان المنتجات والتصميمات مذهلة وعددها بالآلاف ومن الصعب جداً أن تحصرها.
الشيء المثير في هذه النقطة أنني رأيت عدداً لا بأس به من أصحاب الشركات المصرية متواجدين في الجناح الباكستاني بعضهم متفرج ومنبهر، والآخر يوقع عقود شراء!!

رئيس التصديرى للمفروشات.. يتنفس حزناً
بعد زيارتي للجناح الباكستانى رجعت مرة أخرى وبحثت عند المهندس سعيد أحمد، رئيس التصديرى للمفروشات، وقد انتابتني حالة من التعاطف والإشفاق الشديد علي الشركات المصرية العارضة في أضخم معرض للمفروشات في العالم.. التقيت رئيس التصديرى للمفروشات وتكلم معى الرجل وكأنه

يتنفس حزناً علي مستقبل صناعة المفروشات وهو أحد صناعها.. من بين ما قاله سعيد أحمد إن باكستان تشكل خطراً كبيراً علي الصناعة المصرية نظراً لجودة منتجاتها وأسعارها التنافسية، ولهذا فهي تستحوذ وباقي دول شرق آسيا علي نحو 97٪ من السوق العالمى للمفروشات والوبريات، أما حصة مصر فلا تتجاوز 3٪ من حصة السوقين الأوروبى والأمريكى.
وقال سعيد أحمد إن الصادرات المصرية وصلت إلي 5 مليارات جنيه، وهنا قاطعته قائلاً له: ولكن هذا الرقم يعد هزيلاً فإذا به يعلو صوته ويكاد يصرخ: ممكن نضاعف الرقم إلي 5 مليارات ولكن إذا توافرت لنا الظروف المناسبة كصناع.. رددت عليه: وما الظروف المناسبة من وجهة نظركم؟
أجاب المهندس سعيد أحمد: لا بديل عن مساندة هذا القطاع فلا يعقل أن يتم خفضه من 6٪ إلى 1.5٪ في الوقت الذي تعطى فيه دولة الصين دعماً لصناع البطاطين يصل إلي 16٪؟!.. الأمر الآخر أن الحكومة تجلس مع الصناع ولا تأخذ بآرائهم وتعتمد على مستشارين لا يفهمون شيئاً في الصناعة.
الأمر الثالث أن الدولة عليها دعم الفلاح، والتوسع في زراعة القطن قصير التيلة بالتوازى مع طويل التيلة لأن المصانع تعتمد في المقام الأول علي قصير التيلة.. واختتم سعيد أحمد حديثه قائلاً: ينقصنا التخطيط السليم واتخاذ قرارات جريئة تصب في صالح الصناعة مع الاعتماد على أصحاب الشأن والمصلحة.. لابد أن ينزل المسئولون من مكاتبهم للمصانع ليروا ويتعلموا علي الطبيعة بدلاً من الدراسات النظرية التي لا تسمن ولا تغنى من جوع!!

محافظ الغربية.. يظهر فى الكادر
من أهم المشاهد التي تأثرت بها أيضاً ربما لأنني أنتمي لمحافظة الغربية هو أنني رأيت أن العدد الأكبر من الشركات المصرية المشاركة في المعرض من المنطقة الصناعية بالمحلة الكبرى وعددها 17 شركة من إجمالى 34 شركة، والشركات المحلاوية هي: الشيخ جروب، وأولاد شاكر حافظ، والبرلس، والمهدى، وفوطى، ومحمود الغنام، وشبل شرقاوى، والشرق، وكيتوتكس، وA.T.T، والجمل، وجاكاردينا، ونهضة سمنود، وزهرة المحلة، أما الشركات المشاركة من الإسكندرية فكانت سوفت لينين ولينين جروب، وسانتكس، أما الشركات من القاهرة والجيزة فهى: مصر إسبانيا المملوكة لرجل الأعمال حمدي الطباخ، ومالك، والمتحدة، ويونايتد تكستايل، وأفكو.
تمنيت أن يري محافظ الغربية صناع المحلة في ألمانيا ويزاحمون الكبار في العالم عندما قالوا لى: اكتب عن محافظ الغربية اللي سايب المنطقة الصناعية متهالكة ومليئة ببلطجية الكتاكيت. وبالمناسبة أعداد غفيرة من العمالة الماهرة تترك المصانع وتتجه لـ«التوك توك» والحكومة بتتفرج رغم خطورة الموقف وأهميته!