عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المبادرات السريعة حائط صد قوى للاقتصاد ضد كورونا

عونى عبدالعزيز
عونى عبدالعزيز

2.5 مليون جنيه مستهدفة لتغطية الشراء بالهامش

 

لا تخط سوى حروف ذات معنى، ومُضيئة، ولا تقف عند الماضى كثيراً، خذ العبرة لتدفعك من جديد إلى الأمام...الطريق طويل وشاق، والعودة غير ممكنة، والتوقف لن يفيد، ربما لا يمكنك إيقاف الأزمات، ولكن يمكنك التعامل معها، وتجاوزها, هكذا محدثى فما سطره فى صفحات مسيرته قدرة كبيرة وكافية، وطاقة محتملة لتحمل الإساءة، ومقابلتها بالتسامح، وإنارة طريق العفو عند المقدرة.

ليس التسامح انكساراً، ولا الصمت هزيمة، لكن التسامح يحتاج إلى قوة لا تتوافر إلا عند العظماء، والصمت أقوى من الكلام، ولا يكون سوى سمة الواثقين, وهكذا الرجل منذ صباه إيجابى لا تنتهى أفكار الخير لديه.

عونى عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة وديان لتداول الأوراق المالية.... منهجه لا تسأل عمّا سوف يحدث، لكن كن مهتماً بيومك الذى تعيشه واجعله أفضل، خبراته وتجاربه علمته الرضا، والقناعة، والثقة، سعادته فى الإخلاص، وخدمة الآخرين، كل شىء فى قاموسه ممكن.

بفلسفة كلما تكون أكثر بساطة، تكون أكثر اكتمالاً، هكذا يبدو المكان بسيطاً، اختيار اللون الرمادى الفاتح للحوائط ليس عشوائياً، ولكن كونه هادئاً، متميزاً، مرآة صغيرة عند المدخل الرئيسى يقيّم خلالها أداءه اليومى حينما ينظر إليها، مجموعة لوحات تحمل بداخلها أشجاراً وزهوراً... على بعد أمتار تبدو مكتبه بسيطة، تضم مجموعة متنوعة، غرفة مكتبه لا تحمل حوائطها سوى بيت شعر صمم برسم بسيط يحمل كثيراً من المعانى «وأعز ما يبقى ودادٌ دائمٌ.. إن المناصبَ لا تدوم طويلاً» يقابله مقولة كان يرددها والده أمامه «اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجرى بالمقادير».

ملفات على سطح المكتب، بعضها تحمل ذكرياته، ودور والده فى صناعته.. سطر صفحات ذكرياته برسالة عرفان لوالده..«إذا كان الجسد فارق الحياة فالروح باقية.. شكراً والدى على ما غرسته بداخلنا من صفات وأخلاق وسمعة تبقى أجيالاً وأجيالاً».

هدوء وصراحة ترتسمان على ملامحه، بدا واثقاً فيما يحلل، متفائل بالقادم، موضوعى إلى أبعد الحدود، يتحدث عن المشهد الاقتصادى، حيث يعتبر أن معدلات النمو الإيجابية التى تحققت رغم الأزمات المتلاحقة، تعد نجاحاً للحكومة، التى اتسم أداؤها بالتناغم، وبذلك كان النجاح، والمتوقع استمراره بصورة متسارعة بعد تلاشى كورونا، خاصة فى ظل مشاركة القطاع الخاص الذى سيكون عليه العبء بالمساهمة فى معدلات النمو، وتحقيق التنمية المستدامة، ومشاركته فى المشروعات القومية الكبرى ونتائجها المتوقعة، وكذلك التوسع فى تحقيق التطوير لكافة المحافظات، وقراها، وهى تعد خطوات غير مسبوقة.

لحظات يتوقف، عند تعامل الحكومة مع أزمة كورونا، وقدرتها على تجاوزها، مقارنة بالعديد من اقتصاديات الدول الكبرى التى تضررت كثيراً من تداعياتها.. يقول إن «تداعيات الأزمة كانت إيجابية على عدد من القطاعات، منها قطاع التكنولوجيا، والأدوية، فيما كان الأكثر تأثراً بالسلب قطاع الطيران والسياحة التى تعد من أهم مصادر الدخل وتمثل نسبة كبيرة».

< إذن،="" هل="" الاقتصاد="" مؤهل="" لتحقيق="" رؤية="" 2030،="" بأن="" يكون="" ضمن="" الاقتصاديات="">

بهدوء وصراحة يجيبنى قائلاً إن «مقومات النجاح، والوصول إلى مراكز متقدمة على خريطة اقتصاديات الدول، متوافرة، يدعمها المسار الصحيح الذى يسير عليه الاقتصاد، لكن ذلك يتطلب أيضا وعياً، وثقافة من الشعب، بالعمل، فى القطاع الخاص، وعدم الانتظار للعمل الحكومى، حيث إن دخول ملايين الشباب فى العمل بالقطاعات المختلفة سوف يكون له أثر إيجابى على الاقتصاد ومعدلات نموه».

بعض الأسئلة لا يجيب عنها إلا الواقع من ضمنها مدى تداعيات الإصلاح الاقتصادى على رجل الشارع، وهل لمس نتائجه، ووفقاً لرؤيته، يعتبر أن جميع فئات المجتمع حصدت ثمار الإصلاح الاقتصادى، باستثناء الطبقة المتوسطة، التى لا تزال تعانى، ودفعت فاتورة الإصلاح بمفردها، فالطبقات محدودة الدخل استفادت من خلال البرامج الاجتماعية، والمبادرات التى تحققت لكل قطاع، لكن لم تستفد الطبقة الوسطى من ذلك، رغم كونها أساس التنمية فى حركة الاقتصاد، وتمثل أكثر من 80%، ولا تحقق استفادة من الدولة.

صراحته تسبب له مزيداً من المشاكل، لكن يصر عليها مهما تسببت فى خسارته، تجده عندما يتحدث عن السياسة النقدية متمثلة فى البنك المركزى برضاء كبير، يستند على التكامل فى المجموعة التى تدير السياسة النقدية، وأدواتها فى فترات التوسع، والانكماش، والدور الكبير الذى لعبه البنك فى المبادرات التى ساعدت على حركة الاقتصاد لتتجاوز أزمة كورونا، وآخرها مبادرة التمويل العقارى، لكن هذا الرضا لا يمنع الرجل من بعض التحفظات على بعض المشاهد، ومنها مطالبته البنك المركزى بإعادة النظر فى الحسابات الراكدة، بالبنوك التى لا يتم التعامل عليها، أو حسابات تم إغلاقها، وتقوم البنوك بفرض رسوم على هذه الحسابات، وهذا أمر غير مقبول، لأن ذلك يعرض العديد من أصحاب هذه الحسابات إلى إدراجهم بالقائمة السوداء، ما يعد ظلماً للعديد من العملاء.

لا يزال خفض أسعار الفائدة تمثل لغزاً محيراً للخبراء والمراقبين، رغم أن عملية الخفض تمثل دعماً ونشاطاً للاقتصاد، إلا إنها تصطدم بالبعد الاجتماعى للعديد من فئات المجتمع التى تحيا على عوائد الودائع بالبنوك، ولمحدثى فى ذلك وجهة نظر، تبنى على ضرورة تحقيق التوازن، من خلال تخصيص أدوات، وقنوات استثمارية تغطى متطلبات أصحاب الودائع من الكاش، بما يتناسب مع احتياجات المعيشة.

< بعض="" الخبراء="" والمراقبين="" لا="" يزالون="" يعيشون="" فى="" مخاوف="" الاقتراض="" والدين="" الخارجى..="">

بوضوح يجيبنى قائلاً إن «هذه المخاوف مبالغ فيها، وهذه القروض تسبب قلقاً فى حالة التعامل معها على أنها قائمة على قروض استهلاكية، وهذا غير صحيح، حيث إن هذه الديون توجه إلى استثمارات قومية تحقق عوائد، تغطى فوائدها البسيطة للغاية، ولا تمثل أى مشاكل، فهدفها دعم التنمية، والنمو الاقتصادى».

القناعة والرضا من الصفات التى يحظى بها الرجل، يتكشف ذلك حينما يبدى راحة شديدة لإجراءات الحكومة فى عملية ترشيد الواردات الخارجية من السلع والمنتجات، والعمل على دعم المصدرين، والصادرات التى لعبت دوراً كبيراً

فى تعزيز غزو السلع والمنتجات المحلية للخارج، ودول الاتحاد الأوروبى، وأثر ذلك على قوة العملة المحلية أمام الدولار، مع الاعتماد على الإنتاج المحلى، بالإضافة إلى الطفرة الهائلة فى الاكتشافات البترولية، خاصة الغاز الذى من شأنه تعزيز قيمة الجنيه، واستقراره خلال الفترة القادمة.

لا يخفِ الرجل غضبه عندما يتحدث عن أداء السياسة المالية، ومقارنتها بالسياسة النقدية، يعتبر السياسة المالية أنها تعانى من الاعتماد الكبير على الضرائب فى إيراداتها، ما يمثل أزمة فى مناخ الاستثمار، ويفقده الميزة التنافسية فى اقتصاديات المنطقة، لذلك على الحكومة إعادة النظر فى مثل هذه الضرائب، وخفضها مع زيادة التدرج فيها، وتوسيعها، ما يسهم فى تحقيق زيادة كبيرة فى الإيرادات، مع الحرص على إدخال القطاع غير الرسمى إلى منظومة القطاع الرسمى، مع محفزات، تعمل على جذب أصحاب المصانع فى القطاع، للتسجيل فى القطاع الرسمى، بما يزيد من الإيرادات ومصادر الدخل.

رغم أن التجارب تكون قاسية، فإنها تزيد من الخبرة، ونفس الحال حينما يتحدث الرجل عن الاستثمار الأجنبى المباشر، فخبرة الرجل الطويلة مع الاستثمار، تشير إلى أن بيئة الاستثمار، والبيروقراطية لا تزال سائدة فى هذا الملف، وتعد أكبر المعوقات التى تواجه الاستثمار.. ويستشهد فى ذلك بالأزمة الطويلة والتى تعرضت لها شركته، واستمرت 3سنوات لزيادة رأس مال الشركة، بسبب الروتين، والأخطاء الكارثية التى تقف حائلاً أمام استقطاب الاستثمارات الأجنبية.

< رغم="" الأزمات="" التى="" يواجهها="" الاستثمار،="" فإن="" هناك="" قطاعات="" قادرة="" على="" تحقيق="" التنمية="" المستدامة..="" فما="">

لحظات صمت تسيطر على المكان لا يقطعه سوى عودته للحديث قائلاً إن «المشروعات الصغيرة والمتوسطة كونها من المكونات المغذية لأى قطاع تعد أهم القطاعات القادرة على تحقيق نمو اقتصادى، لكن القطاع يحتاج دعماً من الحكومة فى تسويق منتجاته، خاصة أن هذه المكونات لديها القدرة على تحقيق نمو حقيقى، بالإضافة إلى الدور الكبير الذى يلعبه قطاع السياحة، فى توفير العملة الصعبة للدولة، وقبل ذلك القطاع الصناعى بكل مجالاته المختلفة، من غزل ونسيج، وصناعات ثقيلة».

«فقط ركز على العمل واجعله أفضل» هكذا تكون فلسفته، وكذلك القطاع الخاص عليه العمل جنباً إلى جنب مع الحكومة، مع توفير كافة الخدمات التى تساعده، بإعادة النظر فى أسعار الطاقة والكهرباء، حتى يتمكن القطاع من مساندة الدولة فى مشروعاتها القومية، مع توفير خارطة استثمار وطريق يعمل على أساسها.

إذا لم تكن تعرف إلى أين أنت تتجه، سوف تواجه كثيراً من المشاكل، وكذلك حال برنامج الطروحات الحكومية التى ظلت فترة طويلة تصطدم بعدم حسم قرار الطرح، ما أسهم فى إضاعة العديد من فرص الطرح، ورغم ذلك يقول إن: «الفرصة لا تزال قائمة، لكن تتطلب قصصاً جديدة، ومنتجات قوية، مع ربط الطرح بتوزيع كوبونات نقدية سريعة، وسوف يسهم فى نجاح الاكتتاب، كون الكوبونات من أهم العوامل الداعمة للنجاح، ما ينعكس بصورة إيجابية على البورصة، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء على الشركات والمستثمرين من رسوم التداول، والعمل على إنهاء الإجراءات الخاصة بالشركات عبر الربط الإلكترونى تخفيفاً عليها.

لم يستوحش الرجل الطريق رغم المطبات والصعوبات، تعامل بمنطق المبدع يحفز نفسه دائماً ويعمل حيثما كان.. بالجهد والإصرار نجح فى تكوين كيان ناجح مع مجلس إدارة الشركة، يسعى من خلال استراتيجية توسعية إلى النمو، بدأت بزيادة رأس مال الشركة إلى 7.5 مليون جنيه، وتوجيه هذه الزيادة البالغة نحو 2.5 مليون جنيه إلى آلية الشراء بالهامش، مع الاتجاه إلى فتح فروع جديدة، بالإضافة إلى حرصه على استمرار عملية التدريب للعاملين بالشركة.

مهمة الرجل فى صناعة سوق المال ثقيلة، فهو المسئول عن شركات السمسرة، ومشاكلها، وهذا لا يؤلمه، يعمل دائماً على مد يد العون للجميع، يظل شغله الشاغل حل المشاكل التى تواجه السوق، والوصول بشركته إلى مكان فى المقدمة والريادة بسوق المال... فهل يستطيع تحقيق ذلك؟