رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الإمام علي".. وفض اعتصام "الأخوان"!

شهد التاريخ الإسلامي "فيما أعلم" اعتصامين كتلك التي نراها هذه الأيام.. وكان المطلب الأول للاعتصامين هو إقامة شرع الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وانتهى كل منهما النهاية المنطقية وفقا للطريقة التي عولج بها.

الاعتصام الأول وقع عام 34هـ  بالمدينة المنورة.. وكانت نتائجه كارثية مازالت تعاني منها الأمة إلى يومنا هذا.. رفع المعتصمون فيه شعار إقامة شرع الله في وجه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.. بدأ الاعتصام خارج المدينة المنورة،"عرف تاريخياً بحصار المدينة".. الجميع نصح الخليفة بالانقضاض عليه وفضه، فرفض.. تحرك الاعتصام إلى داخل المدينة.. عرض معاوية على الخليفة إرسال جيشه لفض الاعتصام، فرفض أيضاً.. ازداد المعتصمون جرأة.. تمددوا داخل المدينة.. أثاروا رعب وفزع أهلها.. قطعوا الطريق.. حاصروا المسجد، وتطاولوا على الخليفة المتسامح.. حاصروا بيته.. فاستجاب متأخراً لعرض معاوية وغيره من الولاة.. اقتحم الغوغاء بيته، قتلوه وسرقوا بيت المال قبل أن تصل الجيوش.. ولم تتوقف خسائر الأمة بسبب التهاون مع هذا الاعتصام إلى يومنا هذا.. أي امتدت إلى 1400 عاما بالتمام والكمال.
أما الاعتصام الثاني فلم تختلف شخوصه وتوجهاته عن الأول.. وتم فضه عام 38هـ في موقعة النهروان.. أما مطالب الاعتصام فتلخصت في شعارهم "لا حكم إلا حكم الله".. المعتصمون كانوا الأكثر صلاة وقياما.. أطلق عليهم لقب "القراء" لكثرة حفظة وقراء القرءان فيهم، وذلك بخلاف مسميات أخرى أهمها "المحكمة" وأدقها "الخوارج".. أهم مايصف هؤلاء به أنفسهم أنهم الفئة الناجية من النار.. وتمييزا لأنفسهم عن باقي الأمة أطلقوا على أنفسهم اسم "جماعة المؤمنين".
قالوا إنهم الأعلم بكتاب الله.. وإنهم أهل الشرع والدين وغيرهم "ومنهم صحابة رسول الله" ضالون إن لم يكونوا كفارا.. قطعوا الطرق.. هددوا وتوعدوا المسلمين"الكفار".. رفضوا كل محاولات الصلح وفض الاعتصام.. رفضوا مبادرات كل الصحابة لحقن الدماء.. فأمة الإسلام في نظرهم فاسدة لا تريد إقامة شرع الله.. وصل التطاول إلى اتهام الخليفة بالكفر.. واشترطوا عليه الاعتراف بالكفر ثم إعلان توبته أمامهم ثم تنفيذ كل مطالبهم.. أما الخليفة "الكافر عندهم" فهو.. الإمام على رضي الله عنه وأرضاه.. لحاهم، صلاتهم، قرءانهم، تمسكهم الشديد بمظاهر التدين، صراخهم بكلمة الدين ورفع المصاحف في وجه كل من يخاطبهم.. كل هذا منع الإمام على من الانقضاض عليهم وتخليص الأمة من شرورهم.. هددوا خليفة المسلمين بالقتل.. ذكروه بقتلهم للخليفة عثمان وأنه سيلقى نفس مصيره.. قال الإمام علي عنهم من قبل.." لن نمنعهم مساجدنا، ولا الفيء ما دامت أيديهم مع أيدينا، ولن نبدأهم بقتال".. وانتظر خليفة المسلمين ما ستسفر عنه جهود الصحابة لفض الاعتصام.. لكن مع طول الوقت بدأ الخوارج يكتسبون ثقة في أنفسهم.. ازدادوا غرورا.. بدا وكأن سيناريو قتل عثمان سيكرر نفسه.. بدأ أذاهم يطال المارين بالطرقات.. قطعوا الطريق.. استوقفوا الصحابي عبدالله بن خباب بن الأرت، قتلوه وزوجته الحامل وثلاثة نساء آخريات من قبيلة طيء.. هنا فقط اتخذ الإمام على قراره بالقضاء على تلك الفئة الضالة..

دعا ربه ألا يبقي منهم عشرة ولا يقتل من المسلمين عشرة.. هاجمهم علي في النهروان.. سحقهم سحقاً أبادهم، كانوا 4 آلاف لم ينج منهم غير 9 أشخاص فقط.. من ظهورهم، ومن فكرهم المنحرف خرج الخوارج إلى يومنا هذا.. منهم خرج المتنطعة، ومنهم خرج من يكفرون المسلمين بالذنوب.. ومنهم خرج من يحتكرون دين الله لأنفسهم ولا يتورعون عن تكفير أمة الإسلام بأكملها.. ومنهم خرج من لا ترفع سيوفهم إلا في وجوه المسلمين.. ومن صفات هؤلاء أيضاً أنهم  يستحلون دماء المسلمين.. وينزلون الآيات والأحاديث التي وردت في الكتاب والسنة عن الكفار على أهل الإسلام.. كما إنهم متعمقون إلى حد التنطع في العبادة وربما الزهد أيضاً..  ولم تكن محاولة الإمام علي إبادتهم بهذه القوة والصرامة إلا إقراراً منه رضي الله عنه بخروجهم عن الملة السمحاء والوسطية.
أما وقد ابتلانا الله في أرض الكنانة بفئة ضالة تنتهج نفس نهج الخوارج وتدين بديدنهم.. أما وقد هددوا قائد جيشنا بالقتل كما سبق وقتلوا قائده الأسبق "الشهيد السادات".. كما هددت الخوارج علي بالقتل كما قتلت عثمان.. أما وقد خانوا وظاهروا الكفار على المسلمين.. أما وقد رفعوا السلاح وروعوا الآمنين.. أما وقد أفتى مضليهم باستباحة دماء المسلمين.. فالحاكم منوطة به مصالح الرعية وفي مقدمتها أمنهم وسلامتهم.. وليعلم الجميع أن اللين في غير موضع مذموم تماماً كالشدة في غير موضع بل أسوأ.. وليهدأ قليلاً متنطعة ":حقوق الإنسان" وفئران "الجيل الرابع من الحروب" لأنه لا حق لمن يرفع السلاح
إضاءات:
- اتفق مع من يرى في تشبيهي لتلك الفئة الضالة وأتباعها بخوارج الفتنة الكبرى مبالغة.. نعم فالخوارج لم يتخذوا النساء دروعاً بشرية ولم يضعوا الأطفال تحت أقدام  الخيول.
- الخوارج أكثر شرفاً من الفئة الضالة في رابعة العدوية والنهضة.. فهم لم يستصرخوا الفرس والروم.. ولم يطلبوا معونة أعداء الأمة لكسر جيوش المسلمين
- الخوارج لم يقتلوا أتباعهم من البهائم الضالة ليتهموا جيش المسلمين  في دمائهم.