رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دكتوراة مرسي !

أتحدث اليوم عن الأستاذ الدكتور محمد مرسي أستاذ ورئيس قسم المعادن بهندسة الزقازيق.. والحقيقة أنني ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال خشية ألا يصيب المقال هدفه الأساسي وهو "رصد ونقد المستوى الأكاديمي في مصر"، ويٌحمل على معارضتي لحكم "الأخوان" لمصر.

وما استفزني ودفعني دفعا للتحدث في هذا الأمر.. هو ذلك المستوى الضعيف في اللغة الإنجليزية الذي ظهر به أستاذ الهندسة محمد مرسي.. فقد شاهدت له أكثر من مقطع مصور يظهر فيه عاجزاً عن تكوين جملة واحدة بشكل صحيح باللغة الإنجليزية.. وإذا لم تكن إجادة اللغة الإنجليزية  شرط أساسي لشغل وظيفة رئيس الجمهورية.. فإنها شرط رئيسي لتولي المناصب العلمية والأكاديمية الرفيعة وغير الرفيعة أيضاً.
وهنا أتذكر وضع العديد من الجامعات المصرية شرط اجتياز اختبار "توفل" أو ما يعادله للحصول على درجة الماجستير.. فكيف لأحد أن يحصل على درجة الدكتوراة بدونه..!
وإذا تغاضينا عن ذلك الشرط.. دعونا نسأل كيف يمكن لطالب دراسات عليا الحصول على بعثة دراسية إلى بلد ما، دون إجادة لغتها.. كيف يلتحق بالدراسة هناك دون الحصول على مرحلة تمهيدية لدراسة اللغة قبل بدء الدراسة الفعلية..؟
وإذا تجاوزنا عن كل الشروط والقواعد الأكاديمية الخاصة باللغة.. كيف نجح من لا يجيد اللغة الإنجليزية في الحصول على درجة الدكتوراه بها؟!.. كيف درس؟!.. كيف أعد رسالته وبأي لغة كتبها؟!.. كيف ناقش رسالته، مع من؟ وبأي لغة ؟!
وما يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لي أنه عندما ننظر إلى صفحة الدكتور مرسي على موقع "ويكيبيديا"، وكتابات اللجان الإلكترونية لجماعته، نجد أن الحديث ليس عن طالب دراسات عليا عادي.. ولا عن أستاذ في جامعة إقليمية.. بل نجد أن الحديث عن عالم لجأت إليه وكالة "ناسا" الأمريكية للاستفادة من علمه.. فعمل بناسا، أو لا لم يعمل بناسا ولكن تعاون معها، أو مش بالضبط، كانت تلجأ له ناسا لاستشارته في بعض الأمور المستعصية.. حسناً.. لنترك مسألة ناسا برمتها وكيف عمل معها أو لم يعمل.. فالموقع  يذكر أنه عمل في التدريس في ثلاث جامعات أمريكية.. وهي نصا كما تذكر الصفحة "قام بالتدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة كاليفورنيا نورث ردج، وجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس" .. وعمل أيضاً مع الحكومة الأمريكية كما يذكر.. عمل في 3 جامعات أمريكية وفي الحكومة ولا يستطيع تكوين جمله واحده من 3 أو 4 كلمات بشكل صحيح.. فبأي لغة كان يدرس للطلاب، وبأي لغة كان يساعد أساتذته؟!.. بأي لغة كان يخاطب علماء ناسا والجامعات وكبار موظفي الحكومة الأمريكية؟!.. والأغرب والأكثر إدهاشا هو كيف أقنع كل

هؤلاء بأنهم في حاجة له بدون لغة؟!.. 
أعتذر لأستاذ الهندسة الدكتور محمد مرسي  وأسرته الكريمة، فأنا أعرف أن الكلام في هذا الأمر ثقيل.. لكن لا يمكن أن تمر المسألة دون أن نسأل كيف صارت الأمور على هذا النحو.. وأكرر وأقسم أن حديثي هنا عن الدكتور الأكاديمي ولا علاقة له بالشأن السياسي مطلقاً.. فالمدة التي يقال أنه قضاها في أمريكا" 8 سنوات" مدة غير قليلة.. والجامعات والدرجات العلمية التي يدور الحديث عنها ليست هينة.. وهي مدة كافية لمن لم ينل أي حظ من التعليم لإجادة التحدث بالإنجليزية  بطلاقة، حتى لو عمل كعامل نظافة، أو  في غسيل الأطباق داخل مطعم.. ولا يمكن أن نتخيل أن يعود مثل ذلك العامل من هناك ولا يستطيع نطق جملة واحدة بشكل صحيح.. فما بالنا والحديث عن درجة دكتوراة والعمل بناسا والحكومة والتدريس في 3 جامعات أمريكية..!
والحقيقة أن هذه القضية تثير الشكوك في اتجاهين.. الأول الدراسات العليا في أمريكا وجدواها وكيف يحصل العرب على الدرجات العلمية هناك، وفي مقابل ماذا يمنح الطلبة العرب الشهادات العليا في أمريكا؟.. والثاني مقاييس الجودة في جامعاتنا وعلى أي أساس يتم قبول تعيين الأساتذة وترقيتهم وهم الذين يحددون مسيرة الأمة وقدرها بين الأمم.. وإذا افترضنا أن تدريس بعض مواد الهندسة في بعض جامعاتنا يكون باللغة العربية، فإن هذا أيضاً لا يكون مبررا لأساتذة الجامعات لجهل اللغات الغربية خاصة الرئيسية منها.. لضرورة متابعة الأبحاث العلمية وتطوير المناهج العلمية، والتمثيل في المؤتمرات الدولية وما شابه.. أم أن النصائح على شاكلة (ممنوع تعمل دريفنج وانت درنك) أو (الجاز اند كهول نوت مكسيد) هي المستوى المعتمد لأساتذة جامعتنا في المحافل الدولية..!