رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر.. لا شفيق ولا مرسي يا عسكر!

إما شفيق أو مرسي..  إما تنظيم نهب مصر أو تنظيم هدم مصر.. نهاية عبقرية ودرس قاس لشعب تمرد على الخيانة وثار ضد الفساد.. وكله بالديمقراطية!.

أحيي بكل احترام المجلس العسكري.. وحسن قيامه بتكليف مبارك.. فقد أدار شعباً ثائراً حالماً طيلة 15 شهراً باقتدار، فرقه وقتل حلمه بحنكة ودهاء مذهلين.. لو امتلكهما في ميادين القتال لهزم بهما كل جيوش الأرض، وليس الشعب المصري فقط.

"إما أنا أو الفوضى".. "الديمقراطية في العالم العربي لا تأتي إلا بالتطرف".. تهديدات الرئيس المخلوع للشعب ولأمريكا.. 15 شهراً فقط تحت قيادة المجلس العسكري نجحت في تأكيدها وجعلها حقيقة نعيشها على أرض الواقع.. تفننوا في صنع الفوضى.. وأخرجوا لنا التطرف من خزاناتهم.

وهنا أود أن أوضح أمر هام لأصحاب مبدأ "أنا أو الفوضى".. أنا أو الفوضى لا تعني أنك الأمان بل تعني أنك زعيم العصابة وراعي البلطجة ومحرك الفوضى.. أنا أو الفوضى تعني أن مصر لن تنعم بالأمان إلا بالتخلص منك نهائيا أنت وجرذانك.

ولأنه لم يعد من المناسب تزويق الكلمات، لن أقول إن المجلس العسكري مسئول عن قتل حلم المصريين.. لن أقول أنه مسئول عن الفوضى والدماء وتهريب أموال مصر.. بل أقول إنه الفاعل الأصلي والممسك بجميع خيوط اللعبة.

أما حكاية الانتخابات و"نزيهة" و"نظيفة" وكمان فتحية.. فتلك مفردات قد نضحك بها على الأمريكان، ويبتسمون.. نبيعها لإخواننا العرب ولايصدقون.. أما "على بعض"، فعيب.. يمكن تسليم مصر "مفروشة" لأي أحد، " فأحمس مات ولم يقتل أحفاد الهكسوس".. أما أن نقول لبعض "نزيهة " و"نظيفة" فأكرر عيب.. من قالها من قبل في منتجع طرة الآن !..

لقد مضى هذا العصر نحن الآن في عصر الشفافية، والتزوير قبل الانتخاب..  نستطيع أن نقول أنه سيأخذها إيجار جديد، "وإللي مش عاجبه يورينا نفسه في العباسية".

حقيقة لم أكن أتخيل هذه المهزلة وأن تهون مصر إلى هذه الدرجة على أبنائها.. لم أتصور أن جيشها الذي نما لحمه من دمائنا  يرد قادته الجميل لمصر بهذه الصورة، ويمزقونها  بين سندان التطرف ومطرقة النهب.

ورغم إعجابي بحنكة مخطط إجهاض الحلم المصري(لأني فقط أقدر الحرفية)، إلا أنه لم يخلو  أيضاً من "ثغرة"، كالعادة.. و"الثغرة" هنا أن يأمن المخططون صمت الشعب طويلاً.. أن يعتقدوا في صحة ما قاله شفيق والمقارنة العجيبة بين استعراض فرق الصاعقة قوتها على أبناء أبو إسماعيل (المسالمين) في العباسية و قدرته على مواجهة الشعب الرافض لاستيلائه على الحكم.. الثغرة في التوهم أن شعب مصر سيرضى بالخنوع، ويمد يده في الإناء العفن ليختار "الفساد" أو"التطرف".. لكن من حسن الحظ أنه هناك فترة  للمراجعة حتى إعلان النتيجة رسمياً.

والغريب أن الشعب المصري "الطيب".. لم يلتفت للمؤامرة منذ بدايتها.. فرح باستبعاد نائب المخلوع.. ولم يلتفت لرئيس وزرائه، الذي أهينت كل القوانين من أجله،

وعودته المريبة للانتخابات بعد استبعاده.. تجاهله الشعب ونسي الريادة والتراث العريق في تزوير الانتخابات.. لم يتساءل كيف تسلل هذا لانتخابات الرئاسة، لنراه غدا في القصر بدلا من السجن.. لم يسأل أين البلاغات المقدمة ضده، وكيف بقي من  تجاهلوها في مواقعهم.. فالشعب الطيب ترك الأول يدخل الانتخابات عبر صفقة مشبوهة.. ولم يغضب لمخالفات الثاني والتجاوزات التي ارتكبها ويطالب بشطب نتيجته.. كما لم يتوقف الشعب الطيب  أمام الحكمة من مخالفة العسكر للقانون والسماح بتشكيل أحزاب على مرجعيات دينية، ولم يعترض.. لم يفطن لإطلاق العنان لأصحاب الأفكار الشاذة والمشاريع الواهمة، يطلون علينا من كل فج عميق ليؤكدوا لنا بغبائهم أننا يجب أن نندم على رفض المخلوع.. و الأغرب أن الشعب المصري استوعب اللطمة على قفاه، وبدا كدجاجة ذبيحة يوهم نفسه بتدارس جولة الإعادة.. والأغرب تورط كثير ممن يدَّعون الثقافة والفهم السياسي في استكمال مسلسل"الاستعباط"، والاختيار بين الموت صريعاً أو قتيلاً!.. وخرج من قال هذا خلافنا معه سياسي وهذا جنائي.. نسي المصريون أن ذلك كان الإعلان النهائي للقضاء على الثورة.. وقالت حملة شفيق الثورة انتهت.. وعادت زوجة المخلوع لتصرح لبي بي سي.. وقريبا جميع الشرفاء والنبهاء إما قتلى أو خلف الشمس بتهمة إهانة اللصوص.

حقيقة أنا لا أستطيع أن أضع مصر مجدداً بين يدي اللصوص لنهبها لعقود طويلة قادمة بانتخابي لشفيق.. كما أنني لا استطيع تدمير مصر بتسليمها لجماعة سياسية موتورة الأحلام كجماعة الإخوان قال مرشدها يوما "طظ في مصر و إللي في مصر"، وهو ليس مجرد قول بل منهج تربوا عليه، ومشروع كرتوني واهم هم أضعف آلاف المرات من تحقيقه.. فالتصويت لهذا جريمة ولذاك جريمة.. كلاهما خيار أبشع من الآخر.. لا أستطيع أن أفعل ذلك بمصر.. وإن خُيرت بين الاثنين فيما تسمونه"انتخابات" الإعادة..  سأختار الثورة، سأختار دماء الشهداء.. سأختار مصر.