عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بكار.. زعلان من الإعلام!

استغربت كثيرا من تصريح "المعتذر الرسمي" أو المتحدث الرسمي باسم الإخوة السلفيين نادر بكار  لـ"الوفد" بأن هناك حملة إعلامية منظمة ضد السلفيين..  ولأني واحد ممن انتقد تصرفات وتصريحات بعض من قدمهم التيار السلفي للشعب..

اعتبرت أن كلام الرجل موجه لي شخصيا.. ويتهمني بالتآمر على تياره السياسي.. وللأخ نادر أقول طالما قبلتم بلعبة السياسة، و تعاطيتم الديمقراطية "الكافرة".. فأول القواعد أن تتقبل نقد الآخر لك واختلافه معك.. ولأنني إعلامي ومواطن  مصري مسلم يتغنى ليل نهار بكلمات أحمد شوقي" قد قبضت المجد عن خير أبي، وقبضت الدين عن خير نبي".. أؤكد لسماحتكم أنني لم أتآمر مع أحد عليكم.. كما لم أتلق نصيبي من التمويلات المفترضة لتلك المؤامرة.. وحباً وإعزازاً لرجال أعرفهم من الدعوة السلفية ليسوا من نجوم الإعلام بالطبع، أوضح لكم الصورة بكل صدق، حتى تتلاشوا أخطاءكم.. والمسلم مرآة أخيه.

بداية أنتم من أضعتم فرصة ذهبية لتقديم الوجه الحقيقي السمح والمتنور والتقدمي للإسلام.. وكثير من رموزكم هم من تآمروا بتصريحاتهم على تياركم السياسي وعلى الإسلام مما جر عليكم وعلينا النقد.. لن أقول لكم أن خروج كثير منكم بعد الثورة"زادنا خبالاً" وأفسدها علينا وإن كانت تلك هي الحقيقة.. ولكن أقول هل نحن من قال لأحدكم يخرج ويقول أن الحضارة المصرية "عفنه".. هل نحن من وسوسنا له بأنه أفقه من عمر وعثمان وعلي ومعاوية  وابن العاص والليث والإمام الشافعي ليفتينا بضرورة "تشميع" الآثار الفرعونية أو"أصنامها".. هل نحن من أفتينا بأن الثورة والخروج على الحاكم حرام وعدنا لنخوض مع الخائضين.. هل نحن من قال الديمقراطية كفراً ثم هرولنا إليها..هل نحن من أفتينا بجواز بل وجوب الدعاية الانتخابية لطالبي المناصب في بيوت الله.. وهل نحن من أفتينا بغير علم بأن "نعم" لاستفتاء الدستور الطريق للجنة، ونسبناها زورا للإسلام وقلنا إنها كلمة الدين وحشدنا البسطاء لها حشداً.. هل نحن من أفتينا بأن التصويت لطالب دنيا واجب وفرض على المسلمين والتصويت لمسلم آخر إثم..  هل نحن من رفعنا المصاحف وهتفنا "يامشير قول لعنان، إحنا جنودك في الميدان".. ثم عدنا لنهتف "يسقط يسقط حكم العسكر".. فما دخل تلك المصاحف المرفوعة بكلمة الله، ومصالحكم السياسية.. وهل ندور حيث يدور القرآن.. أم يدور القرآن معكم حيث تدورون.. قد لا نلومكم على أخطائكم في السياسة وحداثة عهدكم بها.. لكن أبدا لن نصمت على أخطائكم في حق الدين.

فهل نحن من طالبنا في البرلمان بإلغاء تعليم اللغة الإنجليزية.. وهل نحن من وقفنا لنؤذن في البرلمان، لنقول أن الدين فوضى وليس لكل مقام مقال.. هل نحن من اتهمنا الثوار الشرفاء بالخيانة ونعتناهم بتعاطي "الترامادول"، وثبت للجميع أنهم أرجح منا عقلا.. هل نحن من شق الصف وانطلق للاستحواذ

على نصيبه في الكعكة وأدار ظهره للثورة قبل أن تنتهي المعركة.. هل نحن من نفرنا المسلمين من شرع الله وحولناه "بعبع" وقلنا من على المنبر" وماذا سيفعلون حين نطبق عليهم الشريعة الإسلامية".. هل نحن من عاملنا المصريين ككفار وقلنا لن نسمح لهم في الدستور بمواد تبيح الشذوذ وتخالف شرع الله.. وهل نحن من سخرنا من دماء المصريين وأعراض المسلمات حين رأيناها تستباح في الشوارع.. وهل نحن من خالفنا سنة نبينا وقلنا للعامة إن السلام على المسيحي حرام حتى لو بدأ هو بالسلام..  فكيف بالله عليكم يُحل لنا الزواج منهم ويُحرم رد السلام عليهم.. الحقيقة أن هؤلاء هم من قادوا المؤامرة عليكم وعلى الإسلام.. وبسبب هؤلاء فقد كثير من المصريين إيمانهم بثورتهم وقالوا "الفلول" أرحم من الذقون.. فقبل أن تتهموا خلق الله بالتآمر وربما بالكفر، أنظروا أولا ماذا تقولون وماذا تفعلون بوطنكم ودينكم.

وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً.. أؤكد لكم أن أحداً لا يمانع لممارستكم السياسة كمصريين.. افعلوا ما شئتم مارسوها كيفما يحلو لكم بحرفية أو سذاجة لا يهم.. لكنا كمسلمين نرفض أن توهموا البسطاء بأن ما تفعلوه هو الإسلام.. وأن معارضكم رافض لدين الله.. نرفض أن توجهوا الطعنة تلو الطعنة للإسلام ونقف مكتوفي الأيدي.. نرفض أن يتهم الإسلام بالتعصب والتشنج والجلافة في معاملة الآخرين ونصمت..  نرفض أن يُحاصر المصريون بالمؤامرات ويحرقهم الفقر والجوع والفوضى وغياب الأمن، ونوابكم في البرلمان يشغلونا بكل تافه ويدعون أن هذا باسم الدين ومن أجله.. إنها السياسة.. حسناً افعلوا ما شئتم بالسياسة لكن اتركوا الدين لأهله.. اتركوا الدين لمن يدعو لوجه الله ولا يدعو لوجه المنصب.. اتركوا الدين لأهله ممن لم يتكالبوا على دنيا أو ينافقوا سلطان.. ارحموا الإسلام وارحموا مصر.. و لا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً..!