عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عريس يموت ليلة الزفاف

«يا عمال العالم اتحدوا» دى كانت آخر وصفة على لسان كارل ماركس صاحب «رأس المال» مفجر ومؤسس الحركة الشيوعية التى اجتاحت العالم بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية ـ 1939 ـ 1945 ـ ووصلت فى بعض المواقع إلى الإمساك بزمام السلطة كما حدث فى كوبا وروسيا والصين وفيتنام وكوريا

ثم انحسرت بفعل الأخطاء التى ارتكبها بعض قادتها من قصار النظر أو الفاسدين الذين أفقدتهم السلطة المطلقة بوصلة السير فضلوا الطريق الصحيح وضاعوا فى متاهات الدروب لتنتهى الجولة الأولى من المعركة لصالح رأس المال المتوحش انتظاراً للجولة القادمة التى أراها وشيكة الوقوع  ولكن قبل أن نطوى صفحة الجولة الأولى من المعركة لابد أن ننحنى أمام قبور الشهداء الذين سقطوا فى مصر المحروسة وهم واقفون كشجر السنديان ونذكر منهم هنا الرفيق «شهدى عطية الشافعى» مفتش أول اللغة الإنجليزية بوزارة المعارف العمومية وصديق الرئيس جمال عبدالناصر وقد لفظ أنفاسه الأخيرة تحت وقع الشوم والعصى الغليظة فى معتقل أبى زعبل وهو يهتف وأنا فى عرض جمال عبدالناصر، ثم الشهيد لويس إسحق الذى قتلوه في المعتقل أثناء عملية الإفراج العام عن الشيوعيين عام 1964 قتلوه بعد أن افتعلوا معه مشكلة على حلة كان يحتفظ بها بعد أن فرغت من الطعام الذى كان بها عند الزيارة حيث سأله السجان.
ـ انت واخد الحلة دى ليه يا مسجون.
فقال:
ـ دى حلتى ياشاويش.
فقال الشاويش:
ـ حلتك إزاى يعنى.
فقال لويس:
ـ كانوا باعتين لى فيها أكل في الزيارة وفوجئ بالسجان يقول له:
ـ أكل فين يا ابن الكلب يارمة هو انت أهلك لاقيين ياكلوا أصلاً.
ثم  هجم عليه بالخيزرانة ويبدو أن دى كانت الإشارة حيث انطلقت رصاصة من حيث لا يعلم أحد لتستقر فى أحشاء لويس إسحاق مع فرحته بالإفراج عنه ضمن العشرات من المعتقلين ويقول «أ. ش» أحد شهود العيان.
ـ احنا تصورنا أن الرصاصة اللى سمعنا صوتها انطلقت خارج المعتقل ولكننا فوجئنا بالرفيق لويس إسحق يرتمى على الأرض غارق فى دمه  وحين قلبناه كان ابتسامة كبيرة تغطى ملامحه كلها.
قلت:
ـ ابتسامة!
قال:
ـ أيوه ابتسامة وكأنه كان يريد أن يقول لنا شيئاً من خلال هذه الابتسامة.
قلت:
ـ وهل فهمتم ما كان يريد أن يقوله لكم الرفيق لويس؟
ضحك فى مرارة وقال:
ـ بعضنا فهم وبعضنا لم يفهم والبعض الآخر فهم ولم يبلغ لأن لويس إسحق يا رفيق أحمد كان من أبرز الكوادر الذين رفضوا فكرة حل التنظيم والدخول إلى التنظيم الطليعى كأفراد واعتبروا الموافقة على تلك الشروط المجحفة خيانة للثورة ولدماء الشهداء وكان الرفيق لويس إسحق صاحب الصوت الأعلى فى هذا الاتجاه ولذلك لفقوا له قضية الحلة وقتلوه يوم الإفراج كالعريس الذى يموت ليلة زفافه.