رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يموّل كراهية المسلمين؟

قدمنا في مقال الأسبوع الماضي لقارئ الوفد تفاصيل إمبراطورية الشر الصهيونية الإعلامية التي يجلس علي قمتها شرير الإعلام العالمي الأكبر الصهيوني اليميني روبرت ميردوخ،

صاحب قناة فوكس نيوز التليفزيونية والمئات من الصحف والإصدارات في جميع دول الغرب والتي يقوم عن طريقها بغسل عقول الشعوب الغربية وبث الكراهية بينها ضد أعداء متوهمين يقف في مقدمتهم العالم الإسلامي، واليوم تقدم هذا المقال للكاتب الأمريكي م.ج روزفيرج كبير محللي السياسة الخارجية بمؤسسة ميديا ماترز أكشن بنيويورك والذي تفضح فيه من يقفون وراء تمويل العداء للمسلمين عامة والعرب منهم خاصة في الدوائر التي يسيطر عليها اليمين الصهيوني.

يقول روزنبرج إنه قد مضت حوالي حقبة واحدة من الزمن عندما انفجر العداء للإسلام في أمريكا، وكان ذلك وقت أن تم ضرب مركز التجارة العالمي ومبني البنتاجون بمعرفة الإرهابيين من تنظيم القاعدة، العداء للمسلمين كان موجوداً قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، ولكن الخسائر البشرية والمادية في ذلك اليوم، والرعب العام الذي سببته هذه الأحداث في أمريكا جعلت الكثير جداً من الأمريكيين نافرين من العرب وبسرعة شديدة امتد النفور إلي الدين الذي يعتنقه الإرهابيون.

كانت أول علامة علي أن أحداث 11 سبتمبر سيستغلها البعض لترويج أجندتهم الخاصة هي تصريح بنيامين نتنياهو لجريدة «نيويوك تايمز» الذي قال فيه إن هذه الأحداث ستكون مفيدة لإسرائيل، حيث قال حرفياً، عندما سئل عما تعنيه هذه الأحداث بالنسبة للعلاقة بين أمريكا وإسرائيل: «هذه الأحداث جيدة جداً لعلاقتنا مع أمريكا»، ثم حاول تعديل تصريحه، قائلاً: «لا أعني أنها أحداث جيدة ولكنها ستسبب تعاطفاً فورياً»، وتنبأ نتنياهو بأن هذا الهجوم سيقوي الرابطة بين شعبيتنا لأن الإسرائيليين عانوا ـ حسب قوله ـ عقوداً عديدة من الإرهاب، وهذا الهجوم الإرهابي المركز الذي يمثل نزيفاً إرهابياً سيجعل الأمريكيين يدركون ما هو الإرهاب.

وكرر نتنياهو أقواله في صحيفة «هاآرتس»، وطبعاً منذ 11 سبتمبر سنة 2001 نجح اللوبي الموالي لإسرائيل في استخدام هذه الأحداث لحشد التأييد لسياسات الجناح اليميني الإسرائيلية في أمريكا، ولم يكن اللوبي الموالي لإسرائيل وحده في هذا النشاط، فهو مجرد حلقة في سلسلة منظمة وجهد تمويلي منسق لدفع الشعب الأمريكي لكراهية العرب والمسلمين والخوف منهم. إنني أعترف رغم ذلك أنه عندما قرأت تقريراً نشره «مركز التقدم الأمريكي لم تكن لدي حتي هذه اللحظة فكرة عن مدي التنسيق والتمويل الكبير الذي تحظي به هذه الحركة، كان عنوان التقرير هو: «منظمة الخوف.. جذور شبكة الكراهية للإسلام في أمريكا»، ويوضح هذا التقرير كيف أن مجموعة صغيرة من الذين يسمون أنفسهم خبراء وهم فرانك جامتي ودافيد بيروشاليم ودانيل باييس وروبرت سبنسر وستيف إميرسون، هذه المجموعة تساندها مجموعة ضخمة من صناديق التمويل ومن المتبرعين الذين يساند أغلبهم اللوبي المؤيد لإسرائيل قد وضعوا العداء للمسلمين علي قمة الخريطة السياسية، أقول ببساطة إنه لولا هذه المجموعة من «الخبراء» ومموليهم وشبكة فوكس نيوز التليفزيونية الناطقة الإعلامية بلسانهم، ما كان يمكن لأحد أن يسمح أن هناك مركزاً للجالية المسلمة يتم إنشاؤه في مدينة نيويورك، وما كان يمكن طبعاً أن يصبح هذا المركز قضية إخبارية كبري، وما كان يمكن أن يصرح مرشحو الرئاسة الأمريكية من الجمهوريين، بل وبعض الديمقراطيين، والمرشحون للكونجرس وحتي للمجالس القروية، ما كان يمكن حشد كل هؤلاء لإدانة الإسلام وقوانين الشريعة، ومن يتردد منهم في هذه الإدانة يقال إنه مؤيد للإرهاب، وما كان يمكن لبعض مرشحي الرئاسة الأمريكية مثل نيوت جنجرتش وهيرمان كاين وريك سانتروم أن يجعلوا كراهية المسلمين الأمريكيين رأس الحربة في حملاتهم الانتخابية إن كل شيء يبدأ بالمال، فمجموعة صغيرة من صناديق التمويل والمتبرعين الأغنياء هم شريان الحياة لحركة كراهية الإسلام في أمريكا، فهم يزودونا بالموارد اللازمة لمجموعة مراكز أبحاث يمينة تنشر الكراهية والخوف من المسلمين والإسلام في صورة كتب وتقارير ومواقع علي الإنترنت، وتنتقي بحرفية شديدة الشعارات التي تستخدمها التنظيمات الشعبية وبعض المجموعات الدينية اليمنية في الدعاية وسط أعضائها، وبعض صناديق التمويل والمتبرعين الأغنياء يقدمون أيضاً تمويلاً مباشراً للتنظيمات الشعبية المعادية للإسلام، ومن تحليلنا المتعمق وجدنا أن أكبر سبعة ممولين لحملات العداء للإسلام في أمريكا هم:

صندوق دونرز كابيتال فيد

مؤسسة ريتشرد ميلون سكايفي

مؤسسة ليند آند هاري برادلي

مؤسسة نيوتون d وروتشل f بيكر وصندوق الأعمال الخيرية بها.

مؤسسة راسل بيري

صندوق الأعمال الخيرية بانكوردج وأسرة وليام روزنوالد وصندوقها الخيري

مؤسسة فيربروك.

ومعظم هذه الجهات جديدة بالنسبة لي رغم أنني عندما كنت أعمل في منظمة إيباك الصهيونية كان من الصعب عدم ملاحظة أن بعض هذه الجهات كانت تؤيد كلاً من منظمة إيباك ومركزها الفكري وهو معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني، والشيء المدهش بالنسبة لهذا التقرير أن يكشف الغطاء عن أناس يحاولون بشدة إخفاء آثارهم، فهناك فارق كبير بين أن يكون المرء مؤيداً لإيباك وبين أن يكون مندمجاً مع أمثال ستيف إميرسون ودانييل باييس، وتخص بالذكر بام جيلر الذي يذكرها التقرير كعضو ثانوي في مجموعة الكراهية، وإن كانت كراهيتها المتطرفة للمسلمين قد أخذت أبعادها مقززة، فهي تفسر قتل الأولاد الذي حدث في النرويج مؤخراً بأن المعسكر الذي كانوا به كان تابعاً لحزب العمل النرويجي الذي تتهمه بأنه معاد لإسرائيل.

وقد قرر ممولو أنشطة الكراهية مؤخراً أن يجمدوا ظهورهم الإعلامي منذ مذبحة أوسلو التي ارتكبها شخص يدعي أندرس بريفيك ويقول إنه مسيحي محافظ وأنه كان متأثراً بروبرت سبنسرو بام جيلر ودافيد هوروفيتس، وهذا الأخير ناشط آخر ضد المسلمين ويتلقي أموالاً من عدة صناديق معادية للإسلام.

لقد تتبعنا المال وراقبنا التنظيمات ذات الأسماء التي تبدو بريئة وفحصنا علاقاتها، والآن تبدو الحقيقة أمام أعيننا، لقد تمت تعرية شبكة الكراهية إن الأمر قبيح جداً، فاليهود الذين يتركز اهتمامهم الأساسي بإسرائيل يتحالفون مع مسيحيين يمنيين يكرهون اليهود، وهناك أيضاً أفراد من المسلمين تم تجنيدهم في شبكة الكراهية، وأصبحوا يلقون محاضرات في الكنائس والمعابد اليهودية يشرحون فيها للحاضرين أن أهلهم من المسلمين غاية في السوء والرذيلة.

الأمر غاية في الخطورة، كما تؤكد المذبحة التي وقعت في النرويج والشيء شديد الغرابة في جرائم القتل التي وقعت إنها وقعت في النرويج، وعندما تقرأ هذا التقرير فإنك تتعجب لماذا لم تقع هذه الجرائم هنا في أمريكا إلي الآن، وإلي هنا ينتهي التقرير الذي عرضه باحث سياسي يهودي كان يعمل لفترة طويلة في منظمة إيباك كبري المنظمات الصهيونية في أمريكا وأشدها خطراً وأكثرها تأثيراً في صناعة الرأي العام في أمريكا عن طريق تمويل المرشحين الأمريكيين للكونجرس وضمان نجاحهم وسحق من يخالف تعاليمها منهم بالاغتيال المعنوي ومحاربته حتي لا يتم انتخابه أبداً مرة ثانية.

ولكن الضمير الإنساني الحي لا يحتكره أتباع دين أو فكر معين، وصحوة الضمير ليست مقصورة علي فئة أو جنس من البشر، فها هو اليهودي الأمريكي روزنبرج يخرج علي العالم بهذا التقرير المذهل الذي يفضح فيه قوي الشر والكراهية في الدوائر الصهيونية التي كان الرئيس المخلوع مبارك حليفاً استراتيجياً لها والتي ذرفت الدموع الغزيرة علي سقوطه، تحية لك أيها الرجل الشريف روزنبرج وإكباراً لشجاعتك ويقظة ضميرك ومرحباً بك في نادي أصحاب الضمير الحي.

نائب رئيس حزب الوفد