من هو وحيد رأفت
في 29 يوليو 1952 أي بعد الانقلاب العسكري بستة أيام ذهب «البكباشي» جمال عبدالناصر للسنهوري باشا يسأله عن حكم الدستور بالنسبة لوراثة العرش بمناسبة تنازل الملك
فاروق، خاصة أن قادة الانقلاب العسكري أعلنوا أنهم سيحكمون في ظل الدستور، فرد السنهوري بأن الدستور ينص علي دعوة مجلس النواب للانعقاد خلال عشرة أيام من خلو العرش لإعلان ولي العهد ملكاً، فإن كان ولي العهد قاصراً يكون مجلس وصاية من ثلاثة برئاسة أحد أمراء البيت المالك، وفي الفقرة الثانية ينص علي أنه لو كان مجلس النواب منحلاً عند خلو العرش يدعي المجلس للانعقاد خلال عشرة أيام للقيام بإحدي العمليتين، ثم ينفض اجتماعه، وجمع السنهوري الجمعية العمومية لمستشاري المجلس وكانوا عندئذ 9، وصارحهم بأن «البكباشي» عبدالناصر لا يريد التعامل مع برلمان الوفد المنحل ويريد أن يجد له مخرجاً، وقال السنهوري إنه يأمل أن يجد المجلس مخرجاً لمساعدة ضباط «الحركة المباركة» كما كانت تسمي عندئذ، وأنه يمكن القول بأن الدستور نص علي خلو العرش بوفاة الملك ولكنه جاء خلواً من النص علي خلو العرش بتنازل الملك، وبالتالي تكون «الحركة المباركة» في حل من دعوة برلمان الوفد للانعقاد، فتصدي له رجل واحد هو المرحوم المستشار الدكتور وحيد رأفت قائلاً إن هذا ضلال تشريعي وأن المجلس بذلك يضع أول حجر في
«من نصر ظالماً سلطه الله عليه».
هذا هو وحيد رأفت نائب رئيس الوفد فيما بعد ورئيس هيئة مفاوضات طابا بين مصر واسرائيل، التي أعادت هذا الجزء العزيز إلي أرض الوطن، وهو نفس وحيد رأفت الذي تجاهلت الدولة التي تمثل ثورتي 25 يناير و30 يونيه تكريمه بين من كرمت من مفاوضي طابا، كرمت أعضاء الوفد المفاوض وتجاهلت تكريم رئيس الوفد، واللهم امنح مسئولينا جلاء البصيرة حتي يراعوا حرمة تاريخ هذا الوطن وحرمة تاريخ عمالقة الرجال الذين يشرف تاريخ هذا الوطن بهم.
23/3/2014
نائب رئيس حزب الوفد