عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرشد الإخوان في البيت الأبيض

تحت هذا العنوان المذهل نشر موقع «فريدم سنتر» في 23 أكتوبر مقالا لكاتبه روبرت سبنسر يشرح فيه بالأدلة الواضحة تفاصيل علاقة الرئيس الأمريكي أوباما بالإخوان المسلمين وتأييده المنحاز لهم، ونحن ننشر هنا تفاصيل المقال بأمانة كاملة.. ونحتفظ بتعليقنا عليه بعد عرضه علي القارئ.

يقول «سبنسر» إنه عندما أعلنت الخارجية الأمريكية في أوائل أكتوبر أنها ستقتطع مئات الملايين من الدولارات من المعونة الأمريكية العسكرية وغيرها لمصر. كان ذلك مظهرا آخر لتأييد أوباما المطلق للإخوان المسلمين، وهو التأييد الذي أعاد مصر الي مدار الفلك الروسي، كان قطع المعونة رسالة من أوباما للمصريين تخيرهم بين قبول حكم الإخوان المسلمين أو الانهيار الاقتصادي، ولم نكن نتوقع من أوباما موقفا آخر، فهو رجل الإخوان المسلمين في البداية، فتأييده لهم يعود الي بداية رئاسته. ووصل الأمر الي أنه دعا «انجريد ماتسون» رئيسة الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية لإقامة صلاة في الكاتدرائية القومية في أول يوم لرئاسته. رغم اعتراف الجمعية المذكورة بصلتها بالإخوان المسلمين، وخلال الصيف الماضي رفض المدعي العام الفيدرالي طلبا من الجمعية الأمريكية برفع اسم الإخوان من قائمة المتآمرين علي أمريكا. ولم يطلب أوباما من الجمعية الأمريكية شرح طبيعة صلاتها بالإخوان وبمنظمة حماس، بل علي العكس أرسل أحد كبار مستشاريه «فاليري جاريت» ليكون المتحدث الرئيسي في مؤتمر الجمعية الأمريكية سنة 2009.
والأسوأ من ذلك أن أوباما عين في إبريل سنة 2009 «عارف علي خان» نائب عمدة لوس انجلوس مساعدا للوزير لشئون تطوير السياسات بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وقبل أسبوعين من تعيينه اشترك «علي خان» - الذي سمي جماعة حزب الله الإرهابية منظمة كفاح وطني - في حملة جمع تبرعات لمجلس العلاقات العامة الإسلامي - الذي تربطه علاقات وثيقة بالإخوان المسلمين، وفي كتاب عنوانه «رسالة التضامن الأخوي» يذكر «حسن حتحوت» - الذي كان رئيسا لمجلس العلاقات العامة الإسلامي في مقال سنة 1997 أنه من أنصار «حسن البنا» المخلصين، وذكرت مجلة المجلس صلة «حتحوت» الوثيقة بفكر «حسن البنا» الذي كان صديقا لأبيه.
وطبعا حسن البنا هو مؤسس جماعة الإخوان وأحد المعجبين بـ«هتلر» وقد قال مرة إن حركته تهدف لإلقاء اليهود في البحر.
وقد بحث خبير الإرهاب «ستيفن إمرسون» في تقرير رصد فيه محاولات مجلس العلاقات الإسلامي لعرقلة أي جهد أمريكي لمكافحة الإرهاب والتي رفضت كل عمليات مكافحة الإرهاب واصفة إياها بأنها جزء من الحملة الصليبية الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين، ومن ناحيته بينما كان «علي خان» نائبا لعمدة لوس انجلوس أوقف مشروعا لبوليس المدينة لجمع أدلة عن التكوين العرقي لمساجد منطقة لوس انجلوس لم يكن البوليس يحاول مراقبة المساجد بأي وسيلة ولكن هدفه كان معرفة أماكن وجود الباكستانيين والإيرانيين والشيشان للتواصل مع هذه الجماعات العرقية ولكن «علي خان» وغيره من الزعماء المسلمين زعموا أن مشروع البوليس كان عنصريا ومعاديا للإسلام واضطر بوليس لوس انجلوس لإيقاف أي خطط لدراسة مساجد المنطقة.
وفي 31 يناير سنة 2011 عندما كان حكم «مبارك» علي وشك الانهيار.. اجتمع سفير أمريكي سابق هو «فرانك وايزنر» في القاهرة سرا بـ«عصام العريان» أحد قادة الإخوان الرئيسيين، وتم هذا الاجتماع بعد أسبوع من إعلان مسئول بحكومة مبارك شكوكه في أن الإخوان وبعض قادة المعارضة الآخرين ينسقون الثورة في مصر مع وزارة خارجية أوباما.
وفي بداية فبراير حاول مدير مخابرات أوباما «جيمس كلابر» إزالة المخاوف من وصول الإخوان للسلطة في مصر زاعما أن الإخوان جماعة مدنية الي حد كبير، ولكن النقد الشديد الذي وجه لهذا الزعم اضطر فريق أوباما الي إصدار تصحيح، ولكن يبقي زعم «كلابر» واضحا هو أن أوباما ليس لديه مشكلة لو حكم الإخوان مصر، ولن يفعل شيئا لعرقلة وصول الإخوان للحكم. بل سيساعدهم في الوصول إليه، وهكذا في يونيو سنة 2011 أعلنت إدارة أوباما أنها ستقيم علاقات رسمية مع الإخوان المسلمين، وأعلن مسئول التنسيق للفترات الانتقالية بالشرق الأوسط في الحكومة الأمريكية وليام تايلور في نوفمبر سنة 2011 أن أمريكا ستكون مرتاحة في حالة فوز الإخوان بالانتخابات في مصر.
وفي يناير سنة 2012 أعلن أوباما أنه سيسارع في تقديم المعونة لمصر، وقام مساعد وزير الخارجية «وليام بيرنز» بإجراء محادثات مع زعماء الإخوان وهي حركة كان مقصودا بها إضعاف الروح المعنوية لمعارضي الإخوان في الانتخابات المصرية، ولذلك فلم يكن مستغربا أنه عند إعلان فوز «محمد مرسي» مرشح الإخوان بالرئاسة في سنة 2012 سارع أوباما بالاتصال به لتهنئته، وسارعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالسفر لمصر في يوليو سنة 2012 لمقابلة «مرسي»، بينما تظاهر معارضو الإخوان حول السفارة الأمريكية بالقاهرة. كان تأييد أوباما للإخوان المسلمين شديد الوضوح لدرجة أن خصوم الإخوان قذفوا سيارة كلينتون بالطماطم الفاسدة والأحذية لتسليم أمريكا حكم مصر للإخوان، ورفع المتظاهرون في وجه كلينتون لافتات تقول: مصر لن تكون كباكستان أبدا، ولن تحكم حماس مصر أبدا إذا كنت تحبين الإخوان فخذيهم معك لأمريكا.
دعا أوباما «مرسي» لزيارة أمريكا، رغم أنه في سبتمبر سنة 2012 طالب «مرسي» بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن مدبر الهجوم علي مركز التجارة العالمي سنة 1993. كما كانت قيود «مرسي» علي حرية التعبير وتجاوزه عن تزايد الهجوم علي المسيحيين سببا في تراجع أوباما عن الدعوة بهدوء، وفي هذه الأثناء كانت سياسة أوباما تأييدا واضحا للإخوان، وقد رصد المدعي العام الأمريكي السابق «اندرو مكارثي» عددا كبيرا من حالات التعاون بين الخارجية الأمريكية ومنظمات الإخوان المسلمين ومنها.
تدخلت وزيرة الخارجية «هيلاري كلينتون» لإلغاء أمر «بوش» السابق بمنع طارق رمضان حفيد «حسن البنا» من دخول أمريكا.
تعاونت الخارجية الأمريكية مع منظمة التعاون الإسلامي في محاولة الحد من حرية التعبير في أمريكا ضد مهاجمة الشريعة الإسلامية ونقد الإسلام.
استبعدت الخارجية الأمريكية إسرائيل - هدف الإرهاب الأول - من حضور المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، وهو مؤتمر يضم تركيا التي تمول حماس، وفي افتتاح المؤتمر نددت كلينتون بعدد من الهجمات والمنظمات الإرهابية، ولكنها لم تذكر حماس، مما يعزز موقف الإخوان من أن حماس ليست منظمة إرهابية وأن الهجوم علي إسرائيل ليس إرهاباً.
ألغت إدارة أوباما القيود التي وضعها الكونجرس علي معونة 1.5 مليار لمصر عندما نجح الإخوان. كما ألغت قيود الكونجرس علي إرسال ملايين من المعونة للفلسطينيين رغم أن غزة يحكمها تنظيم حماس الإرهابي الذي هو فرع للإخوان المسلمين بغزة.
تستضيف الخارجية مجموعة مصرية من نواب الإخوان والجماعات المتطرفة الأخري البرلمانيين المعتبر بعضهم أعضاء تنظيمات إرهابية، ورفضت الخارجية تبرير منحها تأشيرة دخول لنائب مصري عضو الجماعة الإسلامية الإرهابية.
عند وصول الإخوان للسلطة وضعوا دستورا جديدا مبنيا علي الشريعة وواضعا قيودا علي حرية التعبير وعلي حقوق المرأة والأقليات والحريات المدنية عموما ويعطي الأزهر دورا سياسيا يعني نهاية الحريات المدنية في مصر، وبعد فرض هذا الدستور علي المصريين أصبحت حكومة «مرسي» عنيفة جدا ضد المعارضة، وتعقبت معارضيها باتهامات بالخيانة.
وحاول «مرسي» منح نفسه سلطات ديكتاتورية فخرجت حشود ضخمة من معارضيه تتظاهر ضده ومع هذا تجاهل أوباما هذه الخطوات الديكتاتورية، مصرحا بأن مصر تسير في طريق الديمقراطية. لقد اختطف المتطرفون ثورة الربيع العربي بوصول الإخوان للحكم، ومع ذلك عندما زادت المعارضة في مصر لم يحاول أوباما لوم «مرسي» بل أرسل له عشرين طائرة F16 كجزء من صفقة تفوق مليار دولار، وأغفلت إدارة أوباما خطوات «مرسي» الديكتاتورية.
ولذلك لم يكن غريبا خلال الصيف الماضي خروج ملايين المصريين ضد «مرسي» وإسقاط حكمه واتهام أوباما بمساندته، ورغم ذلك أرسل أوباما مجموعة من الجنود الأمريكيين لمساعدة «مرسي» في قمع المعارضة، واتهم المصريون أوباما صراحة بالوقوف ضد الثورة المصرية ودفعها للاتجاه لروسيا، لقد كانت مصر حليفا قويا لأمريكا ولكن سياسة أوباما الإخوانية تدفع مصر للعودة الي التحالف مع روسيا، رغم أن مصر لعقود عديدة احترمت معاهدة «كامب ديڤيد» والسلام مع إسرائيل ولكن الصورة تتغير سريعا، فمصر في طريقها للتحالف مع روسيا التي ساعدتها في حربين ضد إسرائيل سنتي 1967 و1973، لقد عادي أوباما حلفاء أمريكا وشجع أعداءها.
كل ذلك في سبيل تحالفه مع جماعة لن تكون أبدا صديقا مخلصا لأمريكا ونظن أن هذه الصفحة في سياسة أوباما هي أكثر صفحات تاريخ رئاسته سوادا وخطأ.
وإلي هنا ينتهي هذا التقرير المذهل عن حلف أوباما مع الإخوان سرا، وطبعا يلاحظ القارئ أن التقرير أغفل عمدا جريمة الإخوان المسلمين في التنازل سرا عن جزء من سيناء لغزة لتستطيع أمريكا حل الصراع العربي الإسرائيلي علي حساب الأرض المصرية. كما أغفل عمدا مبلغ الثمانية مليارات دولار التي دفعها أوباما من ميزانية المخابرات السرية لتدعيم حملة الإخوان الانتخابية، فكاتبا التقرير ليسا صديقين لمصر أو لثورة الربيع العربي بل جزء من الفكر الاستعماري الأمريكي الذي يغضبه جدا فشل أوباما في حماية المصالح الأمريكية وسقوط مخطط أمريكا لتفتيت المنطقة لحساب أمريكا وكان هذا السقوط المدوي علي يد الثلاثة والثلاثين مليون مصري الذين خرجوا في 30 يونية في حماية جنود مصر الشرفاء وأسقطوا الخونة عملاء أمريكا.
لا ينعي الكاتبان علي أوباما دناءته وانحطاط مخططاته بل ينعيان عليه أنه فشل فالفشل يتيم.. أما النجاح فله مائة أب.


نائب رئيس حزب الوفد