عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدية الموساد لأهل الكهف

مهما كان ما يفعله الاستعمار الاستيطاني الصهيوني من جرائم ومؤامرات ومهما كان ما يدبره من أحداث تؤدي الي تدمير المجتمعات العربية وتحويل أهلها الي شراذم من اللاجئين ونفايات بشرية في طريق الانقراض الحضاري حتي أصبح العالم ينظر اليه ساخراً علي أنهم هنود حمر القرن الحادي والعشرين، مهما كان ما يدور حول هذا التجمع البشري المسمي بالعرب من كوارث فلا يبدو أن أهل الكهف هؤلاء مستعدون لليقظة من سباتهم والدفاع عن مستقبلهم كأمة كان لها يوما ما شأن في التاريخ البشري. طالما كتبنا مع المئات من الكتاب عن المؤامرات الدائرة لتقسيم أو بمعني أدق اعادة تقسيم دول العالم العربي الي دويلات متنافرة علي أساس عرقي أو ديني أو طائفي تتناحر فيما بينها وتقوم الفتن والحروب بينها فيسهل علي السيد الاستعماري في الغرب وكلب حراسته الاسرائيلي السيطرة عليها وعلي مواردها عن طريق عملاء محليين يزرعهم لحكمها مقابل الفتات الذي يتركه لهم من خيراتها.

 

ها هو السودان علي وشك التفكك خلال اسابيع الي ثلاث دول علي الاقل في الشمال والجنوب ودارفور والله يعلم مصيرها لو اندلعت بينها الحروب الأهلية، وها هي اليمن تتحول الي دولة فاشلة تمزقها الحرب الاهلية بين الحوثيين في الشمال والدكتاتورية الحاكمة في صنعاء، وتهددها الحركة الانفصالية في الجنوب فتلجأ الي سيدها في واشنطن ليسارع اليها بقوات احتلال لحماية الدكتاتورية الحاكمة في صنعاء، وها هي بقية دول المنطقة وعلي رأسها مصر تتعرض لمخططات التقسيم والفتن الطائفية، كل ذلك وأهل الكهف مازالوا نياما في سباتهم يغرقون.

وقد شجع هذا الموت السياسي في هذه الدول قوي الاستعمار المتربص بها علي  المجاهرة بمخططاتها التخريبية، فبعد أن كانت هذه المخططات مؤامرات سرية تتم في الخفاء أصبح المتآمرون يتباهون علنا بمؤامراتهم ضد الهنود السمر، وقد رأينا منذ بضعة أشهر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي آفي ديختر يشرح في معارضة علنية لأجهزته الأمنية نشرتها جريدة "يديعوت أحرونوت" ما تدبره اسرائيل بالتنسيق مع امريكا من مخططات لاستمرار السيطرة علي مصر وحماية الدكتاتورية الحاكمة بها من السقوط حتي لا يقوم مقامها حكم وطني يهدد مصالح الاستعمار.

وها نحن نهدي لأهل الكهف وثيقة علنية اخري بطلها عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، ففي خلال تسليمه مهام منصبه لخلفه الجنرال أفيق كو خفي منذ أسابيع قليلة أدلي يادلين بالحديث العلني التالي الذي نهديه لأهل الكهف لعل وعسي، ويقول يادلين بالحرف الواحد:

لقد أنجزنا خلال الأربع سنوات والنصف الماضية كل المهام التي أوكلت إلينا واستكملنا العديد من التي بدأ بها الذين سبقونا، وكان أهمها الوصول الي "الساحر" وهو الاسم السري الذي وضعته اسرائيل للقائد اللبناني عماد مغنية، لقد تمكن هذا الرجل من عمل الكثير جداً ضد دولتنا، وألحق بنا الهزيمة تلو الاخري. ووصل الي حد اختراق كياننا بالعملاء لصالحه، لكننا في النهاية استطعنا ان نصل اليه في معقله الدافئ في دمشق، والتي يصعب جداً العمل فيها، لكن نجاحنا في ربط الشبكات العاملة في لبنان وفلسطين وايران والعراق أوصل الي ربط الطوق عليه في جحره الدمشقي، وهذا يعتبر نصراً تاريخيا مميزا لجهازنا علي مدار السنين الطويلة.

لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحنا في لبنان، وشكلنا العشرات مؤخراً، وصرفنا من الخدمة العشرات أيضا، وكان الأهم هو بسط سيطرتنا الكاملة علي قطاع الاتصالات في هذا البلد، المورد المعلوماتي الذي أفادنا الي الحد الذي لم نكن نتوقعه، كما قمنا بتأهيل عناصر امنية من ميليشيات كانت علي علاقة بدولتنا منذ السبعينيات الي أن نجحت وادارتنا في العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعدائنا في لبنا، وأيضا سجلت اعمالا رائعة في إبعاد الاستخبارات والجيش السوري عن لبنان، وفي حصار منظمة حزب الله.

أما في ايران فقد سجلنا اختراقات عديدة وقمنا بأكثر من عملية اغتيال وتفجير علماء ذرة وقادة سياسيين، وتمكنا الي درجة عالية من مراقبة البرنامج النووي الايراني الذي استطاع كل الغرب الاستفادة منه بالتأكيد ومن توقيف خطر التوجه النووي في هذا البلد الي المنطقة والعالم.

وفي السودان أنجزنا عملاً عظيما للغاية، لقد نظمنا خط ايصال السلاح للقوي الانفصالية في جنوبه، ودربنا العديد منها،

وقمنا اكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم، ونشرنا هناك في الجنوب وفي دارفور شبكات رائعة وقادرة علي الاستمرار بالعمل الي مالانهاية ونشرف حالياً علي تنظيم الحركة الشعبية هناك وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباريا.

اما في افريقيا فقد تقدمنا الي الامام كثيراً في نشر شبكات التجسس في كل من ليبيا وتونس والمغرب التي أصبح كل شيء فيها في متناول أيدينا، وهي قادرة علي التأثير السلبي او الايجابي في مجمل أمور هذه البلاد.

اما في مصر - الملعب الأكبر لنشاطاتنا - فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ 1979، فقد احدثنا الاختراقات السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية في اكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بنية متصارعة متوترة دائما ومنقسمة الي أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر.

أما حركة حماس فإن الضربات يجب أن تتلاحق عليها في الداخل والخارج، فحماس خطر شديد علي الدولة اليهودية، إنها تستنهض المنظومة  الاسلامية في البلاد العربية وفي العالم ضدنا، لذلك فمن المفترض الانتهاء من إفشالها وتبريرها في المدة المحددة بالبرنامج المقرر في عمل جهازنا بكل دقة.

لقد كان لحادثة اغتيال رفيق الحريري الفضل الأكبر في اطلاق اكثر من مشروع لنافي لبنان، وكما كان للخلاص من عماد مغنية الفضل في الولوج الي مرحلة جديدة في الصراع مع حزب الله، فيجب مواصلة العمل بهذين المخططين ومتابعة كل أوراق العمل علي الساحة اللبنانية، خصوصا بعد صدور القرار الظني الدولي والذي سيوجه الي حزب الله المسئولون عن اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري للانطلاق الي مرحلة طال انتظارها علي الساحة اللبنانية، قبل التوجه الي سوريا، المحطة النهائية المطولبة لكي تنطلق جميع مشروعات الدولة اليهودية بعد الانجاز الكبير في العراق والسودان واليمن والقريب جداً اتمامه في لبنان، كما يجب تحية الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس كل يوم لما قدماه من استقرار لدولتنا وانطلاق مشاريعها.

وإلي هنا ينتهي هذا التقرير العلني المذهل الذي أذاعه عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية والذي لم يحرك نشره شعرة في رأس أي مسئول بالانظمة الدكتاتورية الحاكمة في المنطقة لحساب وتحت حماية الاستعمار الغربي، فلم يصدر تكذيب واحد لهذا التقرير أو احتجاج عليه ولو حتي من باب إنقاذ وجه مسئولي هذه الانظمة العميلة، فهل ينتمي هؤلاء المسئولون حقا الي الشعوب التي يحكمونها وينامون معها نومة أهل الكهف؟ أم أنهم يدركون جيداً ما يحدث ويتغاضون عنه لقاء وعود بتركهم فوق مقاعد الحكم المطلق، ولذلك يستمرون في الحديث المكرر المعاد عن مسيرة سلام مزعوم يحاولون به دون جدوي تحذير شعوبهم؟ الله وحده أعلم.