رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلاب الحرب تنبح حول إيران

نشرنا فى «الوفد» فى 27 يناير الماضى، حديث الشيطان الصهيونى العجوز هنرى كسينجر الذى يقترح فيه مخططه الشرير لتدمير العالم. ويقول فى صراحة تامة إن أمريكا تستعد لتدمير روسيا والصين، وأن الجيش الاستعمارى الأمريكى كان مكلفاً بالاستيلاء على سبع دول بالشرق الأوسط تمكن حتى الآن من الاستيلاء على ست دول منها لضمان مواردها،

ولا يبقى له لإنجاز مهمته إلا الاستيلاء على إيران وتدمير قوتها تماماً، واستطرد الشرير قائلاً: إن لدى أمريكا من السلاح الذى سيظهر فى حينه ما يفوق القوة التدميرية للقنبلة الذرية التى ألقيت على هيروشيما مئات المرات وأن الحرب المحتومة القادمة ستبقى بعدها قوة عظمى وحيدة فى العالم هى أمريكا التى ستصبح الحكومة العالمية.
ومن تتبعنا لمصادر المعلومات الخاصة بما يدور فى العالم من أحداث وما يدبره الأشرار من مؤامرات نجد أن أطراف المؤامرة لتدمير إيران فى تل أبيب وواشنطن ولندن تكاد تكون قد انتهت من إعداد المخطط الشرير لتدمير إيران، وها نحن نرى أن أوباما الذى وعد عندما وصل للبيت الأبيض فى مطلع سنة 2009 بالأمل فى إنهاء حروب أمريكا الإجرامية فى العراق وأفغانستان يتحول بإدارته إلى جعلها حلقة ثالثة من حلقتى رئاسة مجرم الحرب بوش الابن، فبعد عقود من السعى الأمريكى لتحويل الخليج العربى إلى بحيرة أمريكية يأتى الآن مخطط ضرب إيران واضحاً بهدف إتمام السيطرة الأمريكية المنفردة على منابع الطاقة الضخمة فى الخليج وآسيا وحرمان منافسى أمريكا من هذه المنابع الهائلة.
وتقف حالياً قوات أمريكا وحلف الناتو البحرية على أهبة الاستعداد مهددة حرية مرور النفط من الخليج الفارسى للعالم الخارجى، فإذا اندلعت الحرب ضد إيران فإن إيقاف تصدير النفط منها للعالم الخارجى، وربما إيقاف تصدير نفط السعودية وإمارات الخليج سيدفع بأسعار النفط إلى أرقام فلكية، وستكون هناك ردود فعل مدمرة للاقتصاد الغربى والعالمى نتيجة لذلك، ولكن ذئاب عالم المال الأمريكى ستكون واقفة بالمرصاد لتجنى أرباحاً خيالية من شراء الأصول الحكومية الأمريكية والأوروبية بأبخس الأسعار عندما تضطر هذه الدول لبيع هذه الأصول فى محاولة لمواجهة الانهيار الاقتصادى الذى سيسببه اشتعال أسعار النفط لو اندلعت الحرب.
وتقف إيران اليوم محاطة بقواعد عسكرية وغواصات نووية تابعة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وتقوم حاملات الطائرات الأمريكية بالمنطقة بإطلاق طائراتها فى طلعات استفزازية حول إيران، وتخترق الطائرات الأمريكية والإسرائيلية بدون طيار المجال الجوى الإيرانى من آن لآخر، وتتعرض إيران لعمليات إرهابية من هاتين الدولتين مثل نسف منشآت عسكرية إيرانية، واغتيال علماء ذرة إيرانيين، أما العقوبات الاقتصادية التى توقعها أمريكا ودول الغرب على إيران، فمعروف عالمياً أنها مقدمات الحرب وفخنق الاقتصاد الإيرانى يتم على أمل إسقاط النظام الحاكم، فإن لم تؤد العقوبات لإسقاطه فلا يبقى إلا شن الحرب على إيران.
ويقوم الإعلام الأمريكى  كما فعل سنة 2003 للتمهيد لضرب العراق ـ يقوم بحملة مسعورة لترويج أكاذيبه عن مؤامرات إيرانية مزعومة للقيام بأعمال إرهابية ضد الدول الغربية، واتهام إيران بمساعدة تنظيم القاعدة، وتقوم المخابرات الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلى بتجنيد إرهابيين من أعضاء المنظمات السلفية المتطرفة مثل جند الله وفلول أجهزة صدام حسين القمعية ومنظمة مجاهدى خلق الإيرانية وتطلق هذه العناصر للقيام بعمليات تخريبية مثلما فعلت عندما وصل أمير تنظيم القاعدة السابق عبدالحكيم بلحاج إلى منصب رئيس المجلس الثورى فى طرابلس بعد الثورة الليبية ضد القذافى، أما ما يقدمه الإعلام الغربى من «أدلة» على أكاذيبه المزعومة عن المؤامرات الإيرانية، فمثاله الواضح ما تمت إذاعته من أن عميلاً إيرانياً خطط لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن عن طريق نسف المطعم الذى يتردد عليه، وفى مقال للكاتب اليهودى اليمينى الشهير دافيد إجناسيوس فى جريدة «واشنطن بوست» يقول إجناسيوس إن وزير الدفاع الأمريكى يعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً أن تقوم إسرائيل بضرب إيران فى الفترة من أبريل إلى يونيو المقبلين، قبل أن تصل إيران إلى مرحلة اللاعودة فى إنتاج سلاح نووى إيرانى، ويضيف إجناسيوس أن فى مثل هذه الحالة تفضل أمريكا عدم التدخل فى القتال ولكن لو ضربت إسرائيل إيران محدثة دماراً هائلاً بها وردت إيران بمهاجمة مراكز التجمعات السكانية الضخمة فى إسرائيل فإن أمريكا ستكون مضطرة لضرب

إيران دفاعاً عن المدنيين الإسرائيليين.
وقد نشرت جريدة «كريستان ساينس مونيتور» أن إيهود باراك وزير الدفاع فى إسرائيل ألقى خطاباً فى مدينة هرزليا ذكر فيه أن الوضع مع إيران حالياً مطابق للوضع مع مصر 1967 عندما هجمت عليها إسرائيل فى حرب يونيو 1967.
وطبقاً للمعلومات الاستخباراتية الواردة من مصادر عسكرية فإن هناك تحركاً مستمراً لآلاف الجنود الأمريكيين لعدة أسابيع إلى جزيرتين استراتيجيتين قرب إيران هما جزيرة مصيرة التابعة لسلطنة عمان وجزيرة أخرى قرب اليمن.
وتقول المصادر الاستخباراتية نفسها إن السعوديين قد أكملوا هذا الأسبوع استعدادهم للحرب وقد حشدوا قوات كبيرة حول منابع النفط وخطوط الأنابيب ومناطق التصدير فى المنطقة الشرقية من السعودية المواجهة لإيران، وتقوم الطائرات المقاتلة البريطانية والفرنسية بالهبوط والإقلاع المتكرر من المطارات السعودية، وبذلك فالمسرح معد حالياً لمواجهة دموية عسكرية.
وتقوم وكالة الطاقة الذرية بدور شائن لتساعد الدعاية الغربية ضد إيران بالزعم بأن هناك شكوكاً حول البرنامج النووى الإيرانى دون أى دليل لديها على ذلك، وتقوم أمريكا وحلفاؤها بحصار اقتصادى ومالى خانق لإيران على أمل أن تزداد حالة الطبقة الفقيرة فى إيران سوءاً فتقوم بالثورة على النظام الحاكم وإسقاطه، وهناك تشريع يجرى إصداره من الكونجرس قريباً يعاقب البنوك الأجنبية التى تسهل بيع النفط الإيرانى أو تمول أى تعامل فيه.
ولكن مقابل ذلك فالتقديرات العسكرية تؤكد أنه لو هاجمت إسرائيل إيران فلن تكون المسألة عملية جراحية سريعة كما فعلت إسرائيل فى تدمير مفاعل أوسيراك النووى بالعراق سنة 1981، وأى رد فعل انتقامى إيرانى قد تأخذه أمريكا كمبرر لشن غارات مدمرة على المواقع العسكرية والبنية التحتية الإيرانية، فإن حدث ذلك فقد يتسع القتال ليصبح حرباً إقليمية شاملة وقد تدخل القوى الكبرى المناوئة لأمريكا مثل روسيا والصين فيها إلى جانب إيران، ورغم كل هذه المخاطر فإن النخبة الاستعمارية الحاكمة فى أمريكا، خاصة فى سنة انتخابات رئاسية، قد تندفع لمغامرة جنونية تشعل المنطقة وتدمر الاقتصاد العالمى ولا يمكن التنبؤ كيف ستنتهى.
المذهل فى الأمر أنه بعد أن نجحت أمريكا فى إشعال ثورة شعبية فى إيران سنة 2009 لإسقاط النظام الحاكم، وهى الثورة التى فشلت فى نهاية الأمر، فإن زعماء هذه الثورة الفاشلة صرحوا بأنهم لو نجحوا فى الوصول للحكم وإسقاط النظام فإنهم سوف يستمرون فى البرنامج النووى الإيرانى، فهو برنامج قومى عابر للأيديولوجيات ويمثل جزءاً مهماً فى كرامة إيران وأمنها الوطنى.
على العالم أن ينتظر ما سوف تتطور إليه الأمور، فكل الاحتمالات قائمة، وتاريخ الاستعمار الغربى ملىء بالخسة والجمود، فالذين لم يتعلموا من هزيمتهم المنكرة فى فيتنام وخسائرهم الهائلة فى العراق وأفغانستان لا يتوقع أن يردعهم شىء، وعلى العالم أن يتعلم التعايش مع كلاب الحرب المسعورة ويتعلم كيف يواجهها أو يقهرها فى النهاية.
---------
نائب رئيس حزب الوفد