رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السكة الحديد» وفتنة جديدة فى أسوان

أصبح الحصول على تذاكر في قطارات الصعيد خلال عيدي الفطر والأضحى مشكلة يعانيها المسافرون كل عام، ومن العجيب أن تنفد التذاكر خلال أقل من ساعتين، وهذا ما لاحظته خلال ترددي على محطتي مصر والجيزة على مدى 4 أيام، يبيت البعض الليل في المحطة من أجل تصدر الطابور واقتناص تذاكر له ولأسرته،

ويحضر البعض الآخر ابتداء من السادسة صباحا، ويصل البعض الآخر إلى شباك التذاكر ويعود خالي الوفاض لا يحمل سوى رد مؤلم «لا توجد تذاكر». وتدور التساؤلات الاستنكارية بين الجميع في حيرة «كيف تتسرب التذاكر إلى السوق السوداء إلا إذا كان حاميها حراميها؟».. تخرج التذاكر مطبوعة وجاهزة قبل فتح باب الحجز من الشباك لتباع خارج المحطات مقابل مائة جنيه لتذكرة الدرجة الثانية المكيفة مقابل القيمة الحقيقية للتذكرة التي تبلغ 55 جنيهاً للمتجه إلى أسوان.
وإذا كانت أزمة القطارات تشمل جميع محافظات الصعيد، فإن عذاب أبناء محافظة أسوان أشد؛ لوجود قطارات تنتهي رحلتها عند أسيوط والأقصر، وهذه القطارات لا يركبها أبناء أسوان، وتبقى القطارات المتجهة إلى أسوان ولا تقتصر على أهالي المحافظة وإنما تخصص فيها مقاعد – أيضاً - للمتجهين إلى المحافظات الأخرى من بني سويف إلى الأقصر، والحصة المتبقية لأبناء أسوان لا تكفيهم، في حين أنهم يحتاجون إلى المزيد من المقاعد وإلى تخصيص قطارات تتجه إلى محافظة أسوان، أو تكون مخصصة لأبناء محافظات قنا والأقصر وأسوان ولا تتوقف إلا في مراكز هذه المحافظات. 
وثالثة الأثافي، هي زرع الفتنة من جديد بين أبناء أسوان، وما حدث ليس مقصودا به الفتنة لكنه ربما يؤدي إلى الفتنة، وإذا وقعت فإنها ستكون معلقة في رقاب المسئولين عن هيئة السكك الحديدية، والقصة تتمثل في أن الاتحاد النوعي لجمعيات أسوان تقدم في شهر أغسطس الماضي - نيابة عن الجمعيات الأهلية الخيرية التابعة لمراكز وقرى أسوان وعددها 40 جمعية - بطلب إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة للتصديق على تسيير قطارين من الدرجة المميزة ليلة وقفة عيد الأضحى، ويضم كل قطار 13 عربة بعدد مقاعد 1144 مقعداً، ويمر كل قطار بمراكز المحافظة الخمسة، على أن يعود القطاران بعد أسبوع بالعدد نفسه من الركاب، وذلك لقضاء أيام العيد وحضور حفلات الزفاف التي تحدد مواعيدها في العيد، وتخصيص قطار للاتحاد خلال العيد ليس السابقة الأولى، ولكنها كانت تحدث خلال

الأعوام الماضية.. فوجئ أعضاء الاتحاد بتجاهل الطلب، وحسب قولهم فإن رئيس الهيئة رفض الالتقاء بهم، وجاءهم الرد الشفوي من الإدارات المختلفة بأنه لن تخصص لهم قطارات، وأشاروا إلى أنهم تعرضوا لمعاملة غير لائقة من بعض قيادات الهيئة، وزاد الطين بلة ما نمي إلى علمهم أن الهيئة خصصت 4 قطارات للنوبيين وحدهم دون بقية أهالي أسوان، وعندما تساءلوا عن السبب في الاقتصار على النوبيين دون غيرهم جاءهم الرد بأن هذا قرار سيادي منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحاول أعضاء الاتحاد النوعي في منتصف شهر سبتمبر الجاري تشكيل وفد برئاسة رئيس الاتحاد المهندس صلاح أحمد محمود لمقابلة رئيس الهيئة، ولكنهم قوبلوا بالتجاهل والرفض.
ما فعله قيادات السكة الحديد في غاية الخطورة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى فتنة جديدة بعد فترة من إعادة الهدوء إلى المحافظة الوادعة التي شهدت توتراً لم تشهده من قبل حين فوجئت بالدماء بين النوبيين وبني هلال، وها هي النعرة تعود من جديد إذا صدق أن هيئة السكك الحديدية خصصت قطارات للنوبيين ولم تفعل مع غيرهم من أبناء أسوان، فالنوبيون جزء عزيز وغالٍ من أسوان، وتمييزهم عن غيرهم فيه تمزيق للنسيج الأسواني وإثارة للعداوات في محافظة لم تعرف الثأر إلا خلال الفتنة الطارئة التي شهدتها منذ أشهر قليلة.. وعلى قيادات السكة الحديد أن يتخلوا عن تخبطهم وأن يتصالحوا مع الصعيد ويحاولوا حل مشكلة القطارات التي تحولت إلى تجارة تستنزف أموال قوم يأتون بالمال بصعوبة بالغة.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.


[email protected]