رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الباشوات» فى الهواء الطلق

تحول مؤشر الأحداث فى مصر بعد النطق بالحكم على الرئيس السابق وصديقه حسين سالم وابنيه «علاء» و«جمال» ووزير داخلية الأسرة ومساعديه، أعادت الأحكام الدماء إلى جسد الثورة، وأثبتت أن الثورة تهدأ لكنها لا تموت. فى جلسة النطق بالحكم، صعد بنا القاضى إلى أعلى درجات التفاؤل بحكم رادع يجعل من يجرؤون على العبث بمقدرات هذا البلد عبرة للجميع،

لكنه هبط بنا إلى أسفل سافلين عندما نطق بحكم لم يرقَ إلى حالة الجلال التى أوصلنا إليها بعد استماعنا إلى استهلاله. ذهل الجميع ولم يصدقوا ما يصل إلى أسماعهم، علاء وجمال وحسين سالم لم يسرقوا الشعب أو ينهبوا مقدراته أو يأكلوا أمواله فى بطونهم ظلما وعدوانا، ومساعدو العادلى بريئون من كل روح أزهقت فى ميادين مصر عند بدايات اشتعال الثورة المصرية، وليسوا مسئولين عن أى قطرة دم أريقت فى الأيام الأولى للثورة.
من قتل المصريين وأهدر دماءهم؟ الفاعل مجهول، وقد يكون الفاعل كائنات فضائية غريبة هبطت إلى الأرض واختطفت أرواح المصريين وأسالت دماءهم. كل ما يحدث هزل فى هزل، نشاهد «مسرح العبث» عندما نرى أمام أعيننا بعض أركان النظام السابق يُحاكمون على جرائم ارتكبت خلال ثمانية عشر يوما فقط، ونغفل عصرا بأكمله نهبت فيه البلاد نهبا لم تشهد مثيلا له من قبل على أيدى مجموعة من المصريين وليس المحتلين الأجانب، لوثوا غذاءنا بالمبيدات وقدموا لنا مياها مملوءة بالجراثيم وجعلونا نتنفس هواء بعبق الرصاص والمعادن الثقيلة، فتركوا أجساد المصريين تئن من أمراض لم يعهدوها، وضاعت الصحة التى كان المصرى يفخر بها. شغلونا بمحاكمات هزلية، وسحبوا من المصريين الشعور بأنهم أنجزوا ثورة عظيمة، وأعاد المجلس العسكرى طريقة «مبارك» فى إشغال المصريين بالأزمات، حتى يكرهوا الثورة والثوار.
اليوم، من حق مساعدى «العادلى» أن يفعلوا ما يشاءون، يجلسون فى بيوتهم، يخرجون إلى الشوارع وسط حراسات مشددة، يستمتعون بمساكنهم الفارهة، يذهبون إلى شواطئهم الخاصة، يسافرون للترفيه عن أنفسهم فى أى بلد تختاره أسرهم. لكن، هل يكتفون بهذا؟ إن أخطر شىء يمكن أن يفعلوه هو أن يتصلوا بأتباعهم فى جهاز الشرطة وأن يجتمعوا بهم ويضعوا لهم الخطط للانتقام من الشعب المصرى الذى

انتفض على سادته من الباشوات ونقلهم من خانة «السجَّانين» إلى خانة «السجناء»، وهز إمبراطوريتهم التى صنعوها تحت رئاسة قائدهم «العادلى»، وجعلهم يعيشون أياما لا ينسونها.
واهم أشد الوهم من كان يظن أن ثورة الشعب المصرى لن تستمر طويلا وأنها ستخمد فى يوم ما إلى الأبد. اقرأوا التاريخ جيدا تدركوا أن هذا الشعب لم يتوقف عن الثورة على الظلم، لكنه كان مسالما مع حكامه بعد ثورة يوليو، لأن هؤلاء الحكام مصريون، ولم يكن الشعب يرضى بأن يثور على أبناء جلدته، ولما فاض الكيل وبلغ السيل الزبى، ووجد الناس أن المحتلين الأجانب كانوا أرحم من ابن وطنهم «مبارك» ورموز نظامه، انتفضوا عليهم وأعلنوا رفض من أفسدوا حياتهم. وقبل ثورة يوليو، كانت الانتفاضة والثورة على الظلم عادة مصرية. ومثال ذلك، أن الشعب لم يتوقف عن الثورة ضد الحملة الفرنسية، ولم يهنأ الفرنسيون بالمعيشة فى مصر، واضطروا إلى أن يرحلوا عنها بعد ثلاث سنوات فشلوا خلالها فى أن يخدعوا الشعب.
لن يتوقف الشعب حتى يكمل ثورته. الثورة مازالت فى البداية لم تكمل حلقاتها. الشعب المصرى لن يعود إلى الوراء، ولا تنسوا أن الوعى السياسى يزداد، والبسطاء ليسوا أقل من المتعلمين فى هذا الأمر، فالهم واحد والهدف واحد والحلم واحد، هو الوصول إلى مصر الخالية من الفساد والواقفة على أعتاب التقدم والازدهار، لنفخر جميعا بوطن نبنيه بعقولنا وسواعدنا، حفظ الله مصر من كل سوء.
[email protected]