رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجه الشبه بين «مبارك» و«إسماعيل»

في الجزء الثالث والأخير نستكمل رصد بعض الملامح في رواية «وشم وحيد» لسعد القرش، وهي الرواية التي تجعل القارئ –في بعض صفحاتها- يربط بين المعاناة التي قاساها المصريون في عهدي الخديو سعيد والخديو إسماعيل، وبين ما ارتكبه الرئيس السابق حسني مبارك في حق هذا الشعب من جرائم،

تعد اغتيالا لأحلامه وحياته، وأحالت المصريين إلى أموات في صورة أحياء.
وفيما يخص الخديو إسماعيل فإنه لا أحد ينكر إنجازاته المتعددة التي ما زالت ماثلة أمام الأعين، وتشهد له بأنه أراد أن يجعل مصر دولة متقدمة لا تقل شأنا عن الدول الأوروبية، ومنها إنشاء القاهرة الخديوية التي ما زلنا نتمتع بجمال عمارتها وشوارعها في وسط البلد، وإنشاء دار الكتب ودار الأوبرا الخديوية والمتحف المصري ودار الآثار العربية وكوبري قصر النيل، وحفر ترعة الإبراهيمية، واستكمال حفر قناة السويس وافتتاحها، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية، وتطوير السكك الحديدية والتلغراف والبريد، وإنشاء العديد من المستشفيات في المدن المصرية.
تكلفت هذه المشروعات الأموال الطائلة التي أوقع من خلالها البلاد في فخ الديون الذي مكن الدول الأجنبية من التدخل في شئون مصر، وأدى –في النهاية- إلى احتلالها من قبل الإنجليز، ولا خلاف على أن المشروعات التي أنشأها إسماعيل مشروعات عظيمة كانت تحتاج إليها مصر للانتقال إلى مرحلة جديدة، لكنها كانت على حساب المواطن المصري العادي، ولم يكتف إسماعيل بالمشروعات العظيمة، وإنما استخدم الديون –أيضا- في إنشاء القصور الفارهة، ومنها سراي عابدين، وسراي الجزيرة، وسراي الجيزة، وسراي بولاق الدكرور، وقصر القبة، وسراي المسافرخانة، وقصر النيل، وقصر النزهة بشبرا، وقصر حلوان، و سراي الإسماعيلية، و سراي الزعفران بالعباسية، وسراي الرمل وسراي رأس التين بالإسكندرية، في الوقت كان فيه المواطن المصري يعاني شظف العيش، ولنقرأ هذا الوصف في رواية القرش: «لا يحتاج ضيوف الباشا أو زائروه إلى عربجي، لديهم عربات لامعة بعضها مطلي بالذهب المحلول، تجرها جياد بيضاء، وقليل منها تحيط به جياد أخرى يمتطيها حرس، قائدو العربات والفرسان رجال مهندمون لا يُقارنون بالعربجية الجياع الممصوصين، صفر الوجوه من طول الجري وراء الحمير، لينالوا بضعة مليمات».
«إسماعيل» و»مبارك» انفصلا عن الشعب، الأول انشغل بالرفاهية وبناء القصور على حساب الخزانة المصرية دون أن يلتفت إلى أن هناك رعية مسئول عنها ويجب أن تنال حقها من المعيشة الآدمية، والثاني «مبارك» سرق أموال الشعب ليكدسها في حسابات أسرته دون أن يشعر بوخز الضمير والشعور بالمسئولية تجاه شعب يعاني ضيق العيش والحرمان من فرص العمل، لتجتمع على الرعية في عصره ثلاثية الجهل والمرض والفقر.

عتاب:
اتهمني الكاتب الصحفي الكبير حسنين كروم فيما كتبه في جريدة «القدس العربي» اللندنية يوم الأربعاء الماضي (26 أكتوبر 2011)

بأنني تحولت من كوني أحد خصوم الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى أن أكون أحد أنصاره، واستند في الاتهام إلى ما ورد في مقالي يوم الثلاثاء الماضي (25 أكتوبر 2011) لكن ما نقله الأستاذ كروم يؤكد أنني لم أتحول أبدا عن مبادئي، لذلك فإنني أعتب عليه، في الوقت الذي أحمل له الاحترام والتقدير الكبيرين. وهذا ما ورد فيما نشره الأستاذ كروم، متضمنا الاقتباس الذي استند إليه، وفيه براءتي الواضحة، يقول: أخذ أنصار مبارك في التكاثر، ما شاء الله، ما شاء الله، اللهم لا حسد ولا قر، فقد انضم إليهم زميلنا إبراهيم عبد المعطي، وكنت حتى هذه اللحظة أظنه من خصومه، فقد قرأ كتابين، هما رواية «وشم وحيد» لسعد القرش، وكتاب «السخرة في حفر قناة السويس» من تأليف الدكتور عبد العزيز الشناوي، وأخذ يستعرض الأهوال التي تعرض لها المصريون في السخرة وهم يحفرون قناة السويس، ثم قارن بين سعيد باشا خديو مصر، وبين مبارك، فقال: «من يتذكر ما فعله الخديو سعيد مع الشعب المصري قد يظن أن جناية مبارك لا تساوي شيئا، لكن النظرة الثاقبة تصل بنا إلى أن كلا منهما باع شعبه بأبخس الأثمان، فقد كان الحفاظ على الكرسي أهم لديهما من الالتزام بأمانة رعاية الشعب، «سعيد» باع نفسه لأوروبا ومبارك باع نفسه لأمريكا، الأول أهدر كرامة شعبه باستخدام السخرة في المشروعات تحت رهبة السلاح والعسكر، ومبارك امتص دماء الشعب، ظل يطلب من المواطنين الصبر على الضنك الاقتصادي، وكانت حجته الدائمة «من أين آتي لكم بالأموال والزيادة السكانية تلتهم كل شيء» لتكشف ثورة 25 يناير المستور، أن المخلوع كان يسرق أموال الشعب ليل نهار، وحوله من شعب عظيم في أعين العالم الى شعب لا قيمة له».