رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر أهم من الجنسية الأمريكية

اختار الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل، مجبرا، أن يخوض معركة قانونية ضد اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية لإثبات مصرية جنسية والدته، التي ربما تخرجه من سباق الرئاسة، فخالص دعواتنا للشيخ أن ينتصر في معركته ضد قانون مشوه لا نعرف لمصلحة من صيغ بهذه الطريقة لإقصاء مصريين وطنيين عن ممارسة حق تكفله كل دساتير العالم.

لكنه نسي أن هناك شق أخلاقي في القضية بعيدا عن الأوراق الرسمية والحجج القانونية، فكان أولى به أن يشرح الحقيقة كاملة وأن يكون واضحا حتى لا يتهم بالكذب بعد تجاهله شرح الأمر في البداية.
سيظل الشيخ متهما في نظر خصومة وإن بقى بريئا في نظر أنصاره، فليس من المعقول ألا يعرف تفاصيل القصة خاصة إذا تعلق الأمر بست الحبايب، عليها رحمة الله، وبالقطع يعلم الشيخ ما لا يعلمه الآخرون.
لماذا قام الشيخ بنفي القصة برمتها حين سئل أول مرة في مؤتمره بالمنصورة فأجاب أنها قصة مختلقة يروج لها خصومه في سباق الرئاسة بل تهكم قائلا: "ناقص يقولوا أن زوجتي إسرائيلية وأن أختي فرنسية"، وأضاف أن الغرض من ذلك كله هو مجرد كلمتين "علشان يبيعوا جرايد".
هذا الرد في حد ذاته يعد دليلا على أن الشيخ يحاول دفع الاتهام ونفيه نفيا قاطعا رغم علمه على الأقل بحصول أخته على الجنسية الأمريكية الأمر الذي نفاه في تهكمه السابق.
لماذا تجاهل الشيخ حازم سؤال لميس الحديدي، حينما حل ضيفا على برنامجها، عن حمل أحد من أسرته جنسية أخرى واكتفى بالتأكيد أنه لم يغادر مصر للإقامة في أي مكان "ولا حتى بلد عربي"، وهو صادق في هذه لكننا نحتاج تفسيرا لتجاهله الشق المهم من السؤال عن جنسية أسرته.
هذا ما يجعل خصومه يرجحون أن الشيخ لا يقول كل ما يعلم، فقد تراجع عن نفيه واعترف بحصول والدته على الجرين كارد وحصول أخته على الجنسية الأمريكية.
إصرار الشيخ على أن القصة مختلقة وتعاونت فيها أمريكا والمخابرات المصرية غير مقنع بعد هذا التردد ثم الاعتراف جزئيا وبدأ اليأس يتسرب إلى نفوس بعض من مؤيديه الذين رأوا أن هذا سلوك لا يليق برجل يدعي العلم الشرعي ويتعهد بتطبيق الشريعة.
قد يكون الشيخ بالفعل مظلوما، فالولايات المتحدة لا تريده وكذلك المجلس العسكري

والفلول، ودوره في الثورة يعلمه القاصي والداني وتصريحاته عن محاكمة طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري ربما تدعم نظرية تعمد تلك القوى إبعاده عن سباق الرئاسة
لكن تهديد أنصاره بتحويل الساحات إلى برك من الدماء بات أمرا خطيرا يجب أن يوقفه الشيخ بأمر مباشر وواضح لأنصاره ويعترف بهزيمته في الحصول على أوراق كاملة تتيح له دخول السباق وأن يوقف التهديد بتحويل البلاد إلى أنهار من الدم إن كان حرصه على وطنه أكبر من حرصه على صورته التي باتت مهزوزة في نظر عدد ليس بقليل من المصريين.
الإرهاب الفكري الذي يمارسه أنصار أبو اسماعيل لكل من يوجه له انتقادا أمر، في الحقيقة، غير مبرر فالرجل لا يمثل الإسلام وليس مقدسا ولا يحتل مرتبة فوق النقد.
الغريب أن ردود أنصاره على منتقديه تتضمن أشد أنواع السباب واللعن وتصل إلى اتهامات بالزندقة وكأن الشيخ معصوم من الخطأ، وتطور الأمر من مجرد ترديد شعارات لفظية إلى محاصرة لجنة انتخابات الرئاسة ومجلس الدولة واليوم حاصر أنصاره قسم ثان المحلة الكبرى.
يجب أن يتوقف الشيخ عن تحذيراته وانذارته وأن يدير معركته بشيئ من الهدوء والحكمة حتى لا تدخل مصر في نفق مظلم ويتحول أنصاره إلى مليشيات تهدد الأمن والسلم في البلاد فالمعركة المصيرية ضد الفلول لا يجب أن تغيب أبدا عن إخواننا مؤيدي الشيخ حازم والتراسه، فمن غير المعقول أن ينشغلوا في قضية شخصية ويخرجوا باختيارهم من معركة ربما تكون الأخيرة والفاصلة في عمر الثورة المصرية.
[email protected]