عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حصان شفيق وسباق الرئاسة

"الفريق شفيق راجل محترم" ... بهذه العبارة لا غيرها يزكي مؤيدو الفريق أحمد شفيق ترشيحه للرئاسة، فالمتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي لن تقع عيناه على غيرها من العبارات التي تدلل على سبب ترجيحهم شفيق على غيره من المرشحين المحتملين لرئاسة مصر.

الدكتور شفيق –بالقطع- رجل محترم بل وجنتلمان، لكن مثل هذه الصفات لا تكفي وحدها لتضييق المسافة بينه وبين كرسي الحكم.
لا ننكر على الرجل خبرته العسكرية التي أهلته أن يكون قائدا للقوات الجوية لست سنوات ثم قيادتة لوزارة الطيران المدني فترة طويلة من الزمن حقق فيها انجازات أهمها تطوير مطار القاهرة كتحفة رائعة يعرف قدرها من اعتاد على ارتياد مطارات العالم، لكن دخوله معترك الرئاسة يثير العديد من علامات التعجب والاستفهام، ويستدعي المزيد من الصور التي توارت خلف الكم الهائل من الأحداث التي أنهكت ذاكرة المصريين جراء كثرتها.
لسوء حظ سيادة الفريق، تجمعت فيه صفات ومواصفات تكفي لإسقاط عشرين مرشحا، فهو رجل عسكري رشح نفسه في وقت يعلو فيه الهتاف الأبرز "يسقط يسقط حكم العسكر".
وهو أيضا من رأس آخر وزارات عهد مبارك ولم يحقق إلا إعادة الاتصالات بعد قطعها، معتبرا ذلك إنجازا نسبه لنفسه، وهذا وحده يعد دليلا على مفهوم الانجازات عند الرجل، بالإضافة إلى ماقيل عن هروب رؤوس الاموال المصرية إلى الخارج في فترة وزارته القصيرة.
ظهور شفيق في مؤتمر انتخابي له في إسنا ممتطيا حصانه أعاد إلى الأذهان مشاهد موقعة الجمل التي تكفي وحدها للقضاء على أي مستقبل سياسي للفريق شفيق وكانت العوامل المشتركة في المشهدين تتمثل في الحصان وشفيق ورجال الوطني المنحل.
ظهور شفيق المتكرر عبر وسائل الإعلام ومتابعة ما يقوله

يصب في غير صالحه ويعطي انطباعا لدى الكثيرين أن الرجل لا يمتلك أي رؤية للنهوض بالبلاد.
فشفيق الذي أطاح به برنامج تليفزيوني كيف له أن يواجه الشعب المتحفز لاختيار رئيس "على الفرازة"،وما هي أسلحته في مواجهة أي مناظرة مع غيره من المرشحين بعد أن سقط بالضربة القاضية الفنية على يد علاء الأسواني قبيل لحظات من خروج مليونية تنادي باسقاطه.
وبافتراض تخطي حصان شفيق كل الحواجز في سباق الرئاسة، هل سيتناغم مع برلمان يسيطر عليه الإسلاميون أم سيؤدي هذا التنافر لدخول البلاد أزمة جديدة في وقت يتوق فيه المصريون للحظة استقرار في مؤسسات الدولة.
عفوا سيادة الفريق، نريد رجلا بقدر مصر، نريد قائدا ملهما يمتلك رؤية واضحة ولديه مشروع نهضوي شامل، فمصر أكبر من مطار ورئاستها لا يقدر عليها موظف.
نريد رئيسا يأمر المشير لا يستأذنه في الترشح، نريد رئيسا من رحم الثورة لا أحد أبطال ثورتها المضادة، رئيسا يختاره المصريون لا يحمل كارت توصية من المخلوع.
عفوا سيادة الفريق، فحصانك لن يقوى على تخطي أول حاجز في السباق، فقد أطاح بك قبل أن تمتطيه.