عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التربية الجنسية لذوي الإعاقة

 

كشف الدكتور محمود محمد الطنطاوي ، بقسم التربية الخاصة كلية التربية جامعة عين شمس ، التربية الجنسية لذوي الإعاقة قائلا: إن حاجات ومتطلبات الإنسان الجنسية جزء لا يتجزأ من طبيعته البشرية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته، ولا يختلف الأمر عندما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، فالأشخاص ذوي الإعاقة لديهم احتياجات جنسية مثلهم مثل الاشخاص العاديين، حيث يمر معظم الأشخاص المعاقين بمراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الأشخاص العاديين, ويدركون مرحلة البلوغ الجنسي والمراهقة والتغيرات الجنسية والوجدانية العاصفة التي تحدث خلال تلك المرحلة, ومن المسلم به أن الطريق المشروع في مجتمعنا لإشباع الرغبات الجنسية هو الزواج كما حددت تعاليم الديانات السماوية، ولا توجد من الأسباب الجسمية أو العقلية أو النفسية أو الاجتماعية ما يمنع عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة من الزواج، إلا أنه في كثير من الاحيان ينقص هؤلاء الأشخاص المعلومات اللازمة عن الحياة الجنسية من أجل عيش حياة طبيعية، وقد يكون هذا أحد أسباب ارتفاع معدلات فشل زواج الأشخاص ذوي الإعاقة.

واضاف " الطنطاوي" أن هناك اعتقادات شائعة لدى البعض ومنهم القائمين على تعليم وتدريب المعاقين أو أسرهم مفادها أن المعاق ليس لديه ميول أو دوافع جنسية ولا يستطيع ممارسة الجنس ومن ثم فإنه غير قادر على الإنجاب، وبالتالي ليس هناك حاجة إلى تعليمه وتهذيبه جنسيا. وتؤدي التربية الجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة دورًا كبيرًا في تحسين حياتهم الجنسية وتحقيق التوافق النفسي والجنسي، وخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة الفكرية وذوي اضطراب طيف التوحد، ويقصد بالتربية الجنسية تزويد الأشخاص ذوي الإعاقة بالمعلومات اللازمة عن حياتهم الجنسية في ضوء ما تسمح به قدراتهم الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية وبما لا يخالف تعاليم الدين وثقافة المجتمع والمعايير الاجتماعية السائدة، حتى يستطيع الشخص ذي الإعاقة التوافق مع المواقف الجنسية والتعامل معها بشكل واقعي، ويستطيع التميز بين السلوك المقبول والسلوك غير المقبول.

واكد "الطنطاوى" ان التربية الجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة تهدف إلى تقديم المعلومات الضرورية عن

الحياة الجنسية، وتنمية ضوابط السلوك الجنسي، وتنمية المسئولية الاجتماعية والشخصية عن سلوك الفرد، وتقليل تعرضه للإساءة الجنسية، والتحرش الجنسي، وينبغي أن يقوم بالتربية الجنسية للأشخاص المعاقين الوالدين ومقدمي الرعاية ومعلمي التربية الخاصة والأطباء، والأخصائيين النفسين، ولابد أن تتوفر في من يقوم بعملية التربية الجنسية الإلمام بالخصائص النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة حسب فئاتهم المختلفة، والالمام بالمراحل المختلفة للنمو، واستخدام الألفاظ العلمية المناسبة، وفهم مشكلات المراهقة، وأن يكون القائم بعملية التربية الجنسية لديه خلفية عن عملية الحمل والتناسل، والقدرة على تقديم برامج التربية الجنسية تبعا لطبيعة كل إعاقة، وبالمحتوى التعليمي الذي يتناسب معها.

ومن الأمور التي تهتم بها التربية الجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة النظافة الشخصية، النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية وبعدها، وكيفية حماية النفس من الاعتداء عليها جنسيًا، وعدم خلع الملابس أمام الآخرين‌، والحفاظ على الخصوصية، وعدم مشاركة الآخرين في نفس مكان النوم، والحفاظ على النفس من الاستغلال الجنسي، ويؤدي الوالدين دورًا مهمًا في عملية التربية الجنسية بوصفهما اكثر الأشخاص قربا من الشخص المعاق، لذلك لابد من تقديم البرامج الإرشادية للوالدين من أجل اكسابهم المعلومات الصحيحة عن التربية الجنسية، كما لابد من توفير البرامج والخطط التعليمية المناسب لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة تبعا لفئة الإعاقة والمرحلة العمرية للشخص المعاق.


الدكتور محمود محمد الطنطاوي