رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإجابة فى السندوتش!!

فى مصر إذا كنت قريبًا من صاحب كرسى فأنت قريبًا من كل شئ.. وان كنت بعيدًا عن صاحب الكرسى فأنت بعيدًا عن كل شئ كل فى نطاق مسئولية الجالس على الكرسى وأهميته من الخفير إلى الوزير إلى.....

ما تشاء من المناصب - أقصد رئيس الوزراء -.. والمناصب فى مصر تشريفًا وليس تكليفًا.. والكرسى عندنا له بريقه الخاص وسحره العظيم.. يتبدل حال من يجلس عليه وتتغير أموره أو الغالبية منهم على سبيل الدقة وليس التعميم من حالِ قبل إلى حالٍ بعد، تتبدل نظرات الإشفاق على الفقراء إلى استعلاء، تتحول الأرقام التى كان يتحدث عنها قبل أن يسحره بريق الكرسى لتذهب معانيها ودقتها.. وتتحول المعادلات وما يجب أن يكون للنهوض بالمواطن إلى أوهام ونظريات.. تجد الكلام المنظم والعبارات الدقيقة والخطط الواضحة أسلوبًا له ومنهجًا لحياته وهو بعيد عن الكرسى أما وبعد أن يجلس عليه - أى الكرسى - ويتولى مهام السلطه فترتبك معانيه وتتوه كلماته وتندثر خططه وتظهر مفردات المُتاح، والمُمكن، والقَدر، وماذا نفعل؟...... إلى ما تشاء من هذه المعانى والمرادفات.. تجده ينظر إلى الناس من وراء نظارة سوداء من خلف زجاج سيارة أشد سوادًا من نظارته، يراهم وقبيله من حيث لا يروهم.. ينظر إلى الناس من خلال دائرة ضيقة تلتف حوله، لا يحب أن يسمع إلا ما يطرب أذنه من المديح، أما المنتقد أو المعارض فحاقد ومضلل وقلبه متشح بالسواد ملئ بالكراهية للنجاح..!!
هكذا يفعل كرسى السلطة فينا, يستحوذ علينا، ويمتلك مشاعرنا, ويسيطر على ضمائرنا ولا نسيطر عليه, نتأثر به ولا نؤثر فيه, يصم الأذان فلا تسمع أحدًا، ويعمى القلوب فلا ترى العدالة أبدًا.
عدد كبير جدًا من مسئولينا أطال الله عمرهم وخسف بعمر كراسيهم يتعامل معنا كفترة مؤقتة كمرحلة انتقالية بالضبط كما يتعامل مع الكرسى الذى يجلس عليه ويستمد منه كيانه وهيبته فتجد خططه وحلوله للمشاكل كذلك مؤقتة مثله تمامًا وقراراته هشه تشبهه تمامًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر أغلقت محافظة القاهرة مقهى للملحدين وجاء فى الخبر أن رئيس حى عابدين يغلق مقهى مخالفًا ويتهم رواده بـ «الإلحاد وممارسة شعائر عبدة الشيطان» بعد بلاغات عديدة من سكان العقار.. هذا مفهوم.. ولكن أبهذا القرار منع جلوس الملحدين على المقاهي؟؟ أبهذا القرار قد علم السيد المسئول أن هناك تقارير تشير إلى زيادة عدد الملحدين فى مصر بلغ فى 2013 إلى 3 ملايين ملحد وذلك حسب تقرير نشرته بى بى سي.. هكذا نتعامل مع الحياة قرارات مؤقتة.. المهم أن يزيح السئول عن دائرة مسئوليته ونطاق اختصاصه!!
أما المثال الثانى فالسيد وزير النقل الذى يدرس زيادة أسعار تذاكر المترو والسكة الحديد وحسب ما تناوله الخبر فى تبرير مبسط لسيادته حول أسباب زيادة سعر التذكرة قال معاليه إنه كيف يشترى الفرد سندويتشين فول وغيره يدفع نفس الثمن لشراء سندويتش واحد؟ أرأيتم البساطة فى التحليل وسهولة المبررات؟؟ أرأيتم عمق التفكير والتدبير؟؟ أرأيتم كيف سهل عليكم معالى الوزير الأمر الذى يؤثر على حياة أكثر من مليون مواطن يوميًا؟؟ أرأيتم كيف يُدَّبر الوزير الأمر ويحل المشاكل؟؟ الإجابة ستجدها فى السندوتش!!
ولمعالى الوزير أهدى له هذه الأرقام.. كشفت عدد من الإحصائيات تصدُّر مصر الترتيب العالمى الأول فى

عدد ضحايا الطرق، والمركز 122 عالميًا فى جودة الطرق، حيث يوجد 63 ألف حادث العام الماضى نتج عنها 13 ألفًا و500 قتيل، و15 مليار جنيه التكلفة الاقتصادية للحوادث وما أكثر الإحصائيات والأرقام.. وهكذا فى بقية الوزارات إلا قليل منها. ويستمر الحال ثم يأتى بعده وجه آخر فتكون نفس الافكار ونفس الاساليب ونفس النظرات ,,
إن أريكة السلطة هى تكليف من الناس لخدمه الناس وليس العكس.. لأن العكس ببساطه يُحدِث اختلالاً فى ميزان العدالة فيرى المسئول النقد ذمًا وعيبًا, ويرى المدح حقًا وصدقًا أيًا كان النقد وأيًا كان الذم دون تدبر أو تدقيق.. ترى المسئول وقد رأى ابنه مكانه متأملًا نشوة جلوسه من بعده وكأنه الميراث الأبدى الذى لا شريك لأحد فيه إلا هُم.. ميزان العدالة يختل فتختل معه المسئولية فورًا, تدخل الأهواء فتتوه العدالة وتبحث عن مكان لها فلا تجد.. تبحث عن مكتب المدير أو الخفير أو الوزير فتجد بابه مغلقًا.. تبحث عن تاج الكرسى لتسكن فيه فلا تجد لها مكانًا
تجدنا نبحث عن الكرسى والسلطة فى كل مكان، فى البرلمان الذى ينفق عليه البعض ملايين الجنيهات ليحجز له مكانًا ليس لخدمة البلد بل لخدمة العائلة فقط والأقربين أما الناس فلا.. نبحث عنه فى الوزارة لنخدم مصالحنا.. نبحث عنه فى أى مكان وبأى وسيلة لأنه ببساطة هو الجاه والسلطان الذى نسعى اليه ونبحث عنه لنذوب فيه ويذوب فينا فنتوحد معه حتى نُصَاب بالعمى فلا نرى الناس الا من خلال العدسات السوداء أما الفقير الغلبان فيتحايل على واقعه وطريقة معيشته ويجد ألف سبب ومبرر لأمره وحاله.. يسخر منهم ويستسلم لإهمال المسئولين فى حقه فى أن يعيش.. يستسلم لإهمال أصحاب السلطة فى حق أولاده فى الحياة الكريمة.
من هنا يجب أن نعرف أن كرسى المسئولية تكليفًا وليس تشريفًا.. المسئول أيًا كانت صفته فهو موجود لخدمة الناس وليس العكس.. من هنا يجب أن نعرف أن التوحد مع الكرس يصيب صاحبه بالعمى فلن يرى إلا ذاته وهذا كل ما نخشاه.
أحسنوا فاستمروا أو افشلوا فارحلوا فقليل من العدالة يكفى أن يجعلنا أحياءً. ولله الأمر من قبل ومن بعد.