رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إجادة الرياضيات موهبة فطرية تظهر قبل التعليم

نحن نقبل أن يكون شخص ما مولوداً بموهبة في الموسيقى أو في الرياضة لكن ماذا عن الرياضيات؟ هل يأتي الواحد منا إلى هذا العالم وموهبة الرياضيات مولودة بداخله؟ كان هذا السؤال هو ما أجابت عن دراسة حديثة كشف عنها موقع ساينس ديلي الأمريكي حيث أجرى الدراسة فريق علمي من علماء النفس بجامعة جونز هوبكنز برئاسة ميليسا ليبيرتوس وهي زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في قسم العلوم النفسية والعصبية. وقد أشارت الدراسة إلى أن القدرة الرياضية لدى الأطفال قبل دخول المدرسة مرتبطة بقوة بــ"حاسة العدد"، أو ما يسمى بــ "نظام الأرقام التقريبي" الذي يولد بداخلهم.

وكشفت الدراسة، كما يقول الموقع أن "الحاسة العددية" أساسية عند كل الحيوانات وليس فقط الآدميين. على سبيل المثال فإن المخلوقات التي تصطاد أو تجمع الطعام تستخدم هذه الحاسة للتحقق من مكان الزروع والثمار أو الأشياء التي تصطادها. ونحن نستخدم هذه الحاسة العددية كل يوم مثلاً في التعرف على عدد الكراسي الشاغرة في مسرح أو سينما أو مكتب أو مدرج جامعي أو محطة حافلات.

وهكذا ثبتت العلاقة بين النظام العددي التقريبي والقدرة على استيعاب الرياضيات في سن المراهقة. وقد أكدت ليبرتوس على تأصل "الحاسة العددية" عند الأطفال الصغار جداً الذين لم يتلقوا أي تعليم له علاقة بالرياضيات. والعلاقة بين هذه الحاسة والرياضيات متداخلة وقوية وإن كانت القوة في الرياضيات ترتبط أيضا بالبيئة والثقافة والتدريب. لكن السؤال المهم الذي تثيره تلك الدراسة هو: هل يمكن تنمية الحاسة العددية هذه لدى الأطفال حتى يمكن مستقبلاً أن يصيروا مُجيدين للرياضيات؟

لقد قام الفريق باختبار مائتي طفل في سن الرابعة على العديد من المهام التي تتعلق بقياس الحاسة العددية وإجادة الرياضيات والمقدرة الشفهية.

وأثناء قياس الحاسة العددية طلب الباحثون من الأطفال رؤية مجموعات متوهجة من النقاط الزرقاء والصفراء على شاشة كمبيوتر وتقييم أية مجموعة ملونة من النقاط هي الأكثر عدداً. ولم يكن العدُّ خياراً متاحاً لهم لأن النقاط كانت مضيئة وتذهب وتجيء بشكل سريع ولأن معظم الأطفال أيضاً لم يكونوا ماهرين بالعدّ.

والأطفال قبل المدرسة كانوا يخبرون الممتحن شفهياً أي المجموعتين هي الأكثر عدداً.

وبعض المقارنات كانت سهلة (مثل مقارنة خمسة نقاط صفراء بعشر زرقاء) والبعض كانت أصعب (مثل مقارنة خمسة صفراء مقابل ستة زرقاء) ويمكن الحصول على نفس هذا الاختبار من الرابط التالي: http://www.panamath.org/testyourself.php

وقد أتيح للأطفال أيضا اختبارات قياسية للرياضيات المبكرة التي تقيس المهارة العددية مثل العد الشفاهي لأشياء موجودة على الصفحة والمقارنة العددية مثل تحديد أي الكلمتين المنطوقتين أطول والقراءة والكتابة العددية مثل قراءة الأعداد العربية وإجادة الحقائق العددية مثل الجمع أو الضرب والمهارات الحسابية مثل حل مسائل مكتوبة في الجمع والطرح والمفاهيم العددية مثل كم عشرة في المائة. وقد أتيحت اختبارات قياسية للأطفال من سن 3 إلى 8 سنوات.

وتقول ليبيرتوس إن المقدرة اللغوية والرياضية مرتبطتان ببعضهما وتندرجان تحت فئة الذكاء العام. وقد وجدت ليبيرتوس هي وزميليها ليزا فيجينسون وجستين هلبيردا الأعضاء بهيئة تدريس قسم العلوم النفسية والعصبية أن دقة تقييمات الأطفال مرتبطة بقدرتهم الرياضية بمعنى أن الأطفال الذين قاموا بأفضل التقييمات في مهارة مقارنة عدد النقاط هم أيضا من استطاعوا معرفة معظم الأرقام العربية والحساب وهو ما يعني أن قدرات التقييم العددي المولودة مع الطفل مرتبطة بإنجازه أو فشله في الرياضيات في المدرسة.

والفكرة هنا أن هذا قد اتضح قبل أن يتلقى الأطفال أي تعليم خاص بالرياضيات. لكن السؤال المهم هو السبب الجذري في الترابط بين الحاسة العددية هذه وبين إجادة الرياضيات وهو ما ستكشف عنه الأبحاث القادمة.