رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحلة كفاح عجوز تنتهى بالسجن

بوابة الوفد الإلكترونية

قصة عجوز فقيرة بدأت حياتها عاملةً في أحد المصانع تارة وخادمة تارة أخرى كي تستطيع أن تربي أولادها الخمسة، وعندما نضج الأبناء وتردد الخُطّاب على فتياتها اقترضت السيدة مبلغًا من أحد التجار لتزويجهن، ووقعت على إيصال أمانة هي وفتاتاها الاثنتان، ولكن الفرح لم يكتمل حيث بعد شهرين من الزواج قام التاجر برفع دعوى قضائية على السيدة وفتاتيها مطالبها بأربعة أضعاف المبلغ المستحق ليحكم عليها بسبعة أعوام هي وفتاتيها ليتحول الفرح إلى مآتم وتنتهي رحلة كفاحها داخل السجن.

أتاه اتصال هاتفي من أحد زملائه ليبلغه أن الشرطة ألقت القبض على والدته ليسرع إلى مركز الشرطة ليجد والدته مقيدة وسط المجرمين في انتظار دورها للعرض على ضابط المباحث.
يدور في أذهان الشاب أسئلة كثيرة ماذا حدث؟! لماذا أمي هنا؟! وتكون المفاجأة حيث تقف سيارة الشرطة أمامه وبداخلها بعض المجرمين، فينظر إلى وجوههم ليرى شقيقته التي لم يمر على عرسها شهران تنزل من السيارة مقيدة اليدين، لتزداد الصدمة وتنهمر الدموع من عينيه.

بدأت تزداد الأفكار المشوهة بعقله عن والدته وشقيقته.. ماذا فعلن من أجل أن تلقي الشرطة القبض عليهن؟ ليعلم بعد ذلك أن والدته صاحبة الستين عامًا اقترضت مبلغاً ماليًا من أحد التجار لتزويج شقيقته دون علمه، حيث قام التاجر بوضع مبلغ قيمته أربعة أضعاف القيمة على السيدة العجوز وابنتها، ليصرخ الابن في وجه أمه "ليه مقولتليش".. فترد الأم باكية "محبتش اشايلك أكثر من طاقتك".
يعرف الابن أسرته قائلًا "إننا من الطبقة المنعدمة، فتحت عيني على الحياة رأيت أمي تعمل ليل نهار، تستيقظ في الثانية منتصف الليل لتذهب إلى أحد المصانع وتعمل حتى السابعة صباحًا، وفي الصباح تذهب إلى بيوت الأثرياء في القرية كي تقوم ببعض أعمال البيت في الخفاء حفاظًا على كرامة أبنائها مقابل مبلغ مالي لتستطيع أن

تربي أولادها الخمسة"، أما أبي فلا حول له ولا قوة، فليلاً على المقهى يلعب القمار، ونهارًا نائماً حتى يعود للمقهى ليلاً، مضيفًا أنه لا يتحمل أي مسئولية من الأسرة، وفي النهاية ترك أمي من أجل فتاة شقية".
يستكمل الشاب حديثه باكيًا أتمنى سداد ديون أمي لكني لا أستطيع أن اتحمل مصاريف أسرتي حيث أنني متزوج حديثًا وتتراكم عليّ الديون، أما الأخت الثالثة فلحقت بها إثر إيصال أمانة لنفس الرجل منذ زواجها ليصبح المبلغ بدلاً من 7 آلاف 30 ألفًا ويتعنت التاجر ويرفض تقسيط المبالغ كي يتصالح ويطلق صراح السيدة وفتياتها.
النهاية.. حكم بالسجن سبعة أعوام على السيدة وفتياتها لتنتهي رحلة كفاحها داخل السجون، لكن ما يؤلمها على حد قولها "مش زعلانة إني مسجونة لكن زعلانة على بنتي اللي جوزها اتجوز عليها بعد شهرين من جوازها بسبب فقرنا".
تعاطف أهالي البلدة مع السيدة ولكنهم لم يستطيعوا جمع المبالغ  لسدادها للتاجر، ليمر الآن على حبسها ثلاثة أعوام حتى أصيبت بمرض السكر داخل السجن.
أما أبناؤها الصغار فترك ابنها صاحب السادسة عشرة من عمره المدرسة كي يعمل ويتكفل بمصاريف اخته صاحبة الثانية عشرة عامًا لينتهي مستقبله عند هذا الحد.