رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناع "الشبك" بين قسوة البحر وضيق اليد

صناعة شبك الصيد
صناعة شبك الصيد

بين قسوة البحر وفقره وبين سطوة الحكومة، يتحدى صناع الشباك أنفسهم محاربين طواحين الهواء من أجل البقاء والعيش، راضين بأقل القليل من المكاسب التى يدفعها الصياد البسيط العائد من البحر محملاً بالهموم ومنهكاً من التعب.

أحلام بسيطة وآمال محدودة يتمنى هؤلاء أن تحققها لهم الحكومة والنظام الحاكم.. تنحصر فى السماح للصيادين بالصيد فى جميع الأوقات ووقف الغرامات وأحكام السجن عليها لمجرد أنهم قاموا بالصيد ليلاً.
قد لا تتعدى المكاسب اليومية 10 جنيهات لهؤلاء فى اليوم بعد ساعات تتجاوز العسر من العمل المتواصل والحرفية ولكنهم على رضا تام بما قسمه الله، ولديهم قناعة أن الصياد يحتاج للترفق بحاله وأنه أحوج للوقوف بجانبه فى أوقات منع الصيد.
من داخل محل صغير لا تتعدى مساحة 20 متراً بعزبة الصيادين المعروفة بعزبة البهتينى بالإسماعيلية، نثر الحاج مجدى الصاوى شعر غزله وبسهولة وخفة نسج من الشعر الأبيض قطع من الشباك أثقلها بقطع صغيرة من الرصاص وبصوت هادئ قال: «نفسى حال البلد يتصلح ونفسى الاستقرار والأمن يعم فى البلاد ده كل اللى أتمناه».
لم يتجاهل الحاج الصاوى الحديث معنا ولكنه ظل طوال حديثه منتبهاً لعمله وغرز الشباك التى ينسجها وهو يتحدث عن عمله فى السابق صياد وإصابته التى أقلعته عن نزول البحر وممارسة الصيد مما اضطره للعمل فى حرفة غزل الشباك والتى كان قد تعلمها من والده منذ أكثر من 30 عاماً مضت.
ويقول «الصاوى»: «لا توجد لدينا تسعيرة فى العمل، فحالة الصياد هى المحددة لما يمكن أن يدفعه مقابل صناعة أو تصليح شباكه، فنحن على علم بعمال الصياد، وأن رزقه على باب الله وعادة ما يدفعه الصياد نقطة دون نقاش فرزقنا ورزقهم على الله».
وتلتقط أطراف الحديث «رضا البدوى» «46 سنة» قائلة: «تستغرق صناعة الشبكة الواحدة نحو 30 ساعة

من العمل وقد يتم انتهاء العمل منها فى فترة تتراوح من 3 إلى 5 أيام والمكسب يصل لنحو 60 جنيهاً وهو مكسب قليل أمام حجم المتاعب والإرهاق الذى يعانى منه لكنه رزق من الله ونحن لا يمكننا أن نرفع من سعر تكلفة صناعة الشباك، فنحن أدرى بحال الصياد وبوضع البحر وقلة السمك».
وتطالب رضا الحكومة بأن تسمح للصيادين بالعمل وتوقف أية أحكام بالغرامات والسجن عليهم بتهمة الصيد ليلاً، وتساءلت: «كيف للصياد البسيط أن يسعى على رزقه والحكومة تمنعه من الصيد فى قناة السويس وتجرم النزول للبحر فى الليل وفى الوقت نفسه البحيرة ملوثة ومليئة بالصرف الصحى.
وتقول أم هشام فكرى «50 سنة»، وتعمل فى غزل الشباك: «تعلمت غزل الشباك منذ كنت طفلة صغيرة فى منزل والدى الذى كان يعمل صياداً على مراكب الصيد بالمطرية وعقب زواجى اضطررت للعمل فى غزل وإصلاح الشباك مع مرض زوجى الذى يعانى من انزلاق غضروفى نتيجة حادث تعرض له أثناء الصيد منذ عدة سنوات»، وتضيف: «المكاسب اليومية قد تتراوح ما بين 5 إلى 15 جنيهاً على حسب طلب الصيادين، فالمكسب فى الشتاء يقل حيث يخف نزول البحر عنه فى الصيف».